«هآرتس» – ألوف بن
حضرة القاضي فينوغراد، أعضاء اللجنة، صباح الخير. اسمي إيهود أولمرت، من القدس، وأنا رئيس الحكومة. أنا مقتنع بالقرار الذي اتخذته، والذي يقضي بالرد بشدة على خطف الجنديين على الحدود اللبنانية في الثاني عشر من شهر تموز. ففي الظروف التي كانت في ذلك الوقت، بعد أسبوعين على خطف (جلعاد) شاليط في غزة، لم يكن هناك مفر. الامتناع عن الرد على هجوم حزب الله وراء الحدود، جهاراً، كان سيُفسر على أنه ضعف خطير ويؤدي إلى إقصائي فوراً. حتى يوسي بيلين دعا إلى الرد.
لكني لم آتِ إلى هنا اليوم لكي أثني على نفسي، بل للاعتراف بأربعة أخطاء ارتكبتها خلال خلال الحرب: الأول كان الغطرسة. كنت أحترم زعامة أرييل شارون، لكني كنت أعرف ضعفه، كملاحظاته العنصرية عن العرب، وارتباطه بأوراق مساعديه والمماطلة في اتخاذ القرارات. اعتقدت أني أنا من أقرر بسرعة وأتحدث بطلاقة، وأستطيع أن أسيطر على الجيش بيد واحدة مثل شارون، ولم أعتقد أن ثمة حاجة إلى الخبرة العسكرية من أجل ذلك. لذلك، عيّنت عامير بيرتس وزيراً للدفاع. كنت أعلم أنه لا يمتلك الخبرة (العسكرية)، لكني اعتقدت أنه سيلحق ضرراً أكبر بالمالية، كأن يصدر كل يوم تصريحات تؤدي إلى هبوط في البورصة. لم أدرك في حينه أني أودعت المؤسسة الأمنية، في أيدٍ غير مسؤولة، وأنه كان ثمة حاجة إلى شخص خبير يراقب الجيش عن قرب.
الخطأ الثاني كان الانسياق. تلقيت تقارير سلاح الجو عن تدمير الصواريخ بعيدة المدى التابعة لحزب الله في 34 دقيقة وعن تدمير مربع الضاحية في بيروت. للحظة شعرت مثل (رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون) تشرشل عندما أتوا إليه بصور ضرب هامبورغ ودريسدن. أنا إيهود من بنيامينا، مراسل عسكري لصحيفة «بمحانه»، أسيطر على سماء الشرق الأوسط. بهذه الروحية من الحماسة أعلنت أننا سنقاتل حتى نستعيد الجنديين المخطوفين ورفضت الإصغاء إلى وقف إطلاق النار. لم أدرك حينئذ، أنني أنجر إلى حرب استنزاف وأن الجمهور سيدير لي ظهره.
الخطأ الثالث كان الانجرار. سمعت بانفعال أن كل العالم يؤيدنا، حتى السعوديين. جميع من سبقني تعرض للإدانة في الأمم المتحدة، أما أنا فيثنون علي. طلبت من الأميركيين مرة تلو الأخرى وقتاً إضافياً، ولم أدرك أنه في العلاقات الدولية لا وجبات مجانية، ومن أيّدنا دفعنا في الواقع للتحطم على جدران الخنادق التابعة لحسن نصر الله. الآن أنا أدرك أن الأصدقاء الحقيقيين كانوا يعملون لوقف الحرب بعد أيام بدل تركنا نتورط.
الخطأ الرابع كان الوقوع في إغراء العملية البرية رغم أني في داخلي وافقت على تحفظات رئيس الأركان إزاء عملية كهذه. وإلى أن اقتنعت بتجنيد الاحتياط وإرسالهم إلى الجبهة ضاع وقت طويل، وفرصة حسم المعركة البرية ضاعت من أيدينا. قراري إرسال الفرق إلى الليطاني، نهاية الحرب، لم يغير شيء. تبين لي، بعد فوات الأوان، أني دخلت تحت ضغط اللحظات الأخيرة بسبب صيغ غير مهمة في قرار الأمم المتحدة وبسبب المطالبة الملحة لبيرتس وقادة الألوية بالدخول إلى الأرض، الذين أظهروني وكأني متردد وخرقة بالية.
وفي الختام، أود الإشارة إلى أن القرار الأهم الذي اتخذته كان إخراج الجيش فوراً من لبنان في اللحظة التي دخلت إليه اليونيفيل، وعدم الإبقاء على حزام أمني هناك إلى حين عودة المخطوفين، وإلى أن يجرد حزب الله، أو حتى ظهور المسيح. وبذلك ينبغي الاعتراف بصدق أنني نجحت اكثر من شارون عام 1982.