مهدي السيد
رأت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، في برقية بعثت بها إلى الممثليات الإسرائيلية في الخارج، أن «الإنجاز السياسي» الذي تحدثت عنه لجنة فينوغراد في تقريرها النهائي، والمتمثل في قرار مجلس الأمن 1701، لا يحجب الصورة القاسية التي عكسها التقرير عن حرب لبنان ونتائجها.
وكانت ليفني، التي اصطفّت خلف رئيس الوزراء إيهود أولمرت ومنحته التأييد في حزب «كديما» خلافاً للموقف الذي اتخذته في أعقاب صدور التقرير المرحلي للجنة نفسها، قد أثنت على عمل طواقم وزارة الخارجية وأجهزتها، مشيرة إلى أن جهدهم أدى دوراً حاسماً في الإنجاز المزعوم.
وكتبت ليفني، في برقيتها، أن حقيقة تقديم القرار 1701 على أنه إنجاز، لا تتضمن ما يُخفف من خطورة تقرير فينوغراد. وأضافت أن التقرير يضع أمام القيادة الإسرائيلية مرآة تنعكس فيها صورة قاسية.
وتطرقت ليفني إلى عمل طواقم وزارة الخارجية، فقالت إنه إلى جانب «الشعور الصعب الذي تركته الحرب علينا جميعاً، إلا أنه ليس لدي أدنى شك في أن النشاط المهم الذي قامت به وزارة الخارجية أسهم في تغيير جلي على صعيد عمليات اتخاذ القرارات في إسرائيل، وأوجد إدراكاً أن دولة إسرائيل لا تستند فقط إلى الأدوات العسكرية، بل لديها أيضاً أدوات سياسية يتولاها موظفو وزارة الخارجية».
في سياق آخر، انتقد وزير الدفاع ورئيس حزب «العمل»، إيهود باراك، في أحاديث مغلقة، الخطاب الذي ألقاه أولمرت أمام الكنيست أول من أمس. ووصف باراك، الذي لم يحضر جلسة الهيئة العامة للكنيست في ذلك اليوم، أمام مقرّبين منه، خطاب أولمرت بأنه «مستهتر ويثير هواجس كبيرة، وكان من الأفضل لو أنه لم يلقِ خطاباً».
ورأى مراقبون في انتقاد باراك مؤشراً إلى أنه سيتخذ نهجاً انتقادياً ومستقلاً إزاء رئيس الحكومة، وأنه يعتزم تمييز نفسه عن أولمرت، وهو معني بإظهار نوع من الاستقلالية كي يثبت أنه رغم قراره، موضع الخلاف، البقاء في الائتلاف الحاكم، إلا أنه ليس «في جيب» أولمرت. وقدّر آخرون أن باراك سيواصل العمل بصرامة بتقرير فينوغراد، حتى بواسطة منصبه كوزير للدفاع، لكي لا يبدو كمن أعطى شرعية لأولمرت، ولذلك فإن المواجهة بينهما حتمية.
ووفق مقرّبي باراك، فقد تحفّظ في الأيام الأخيرة على أولمرت في ضوء الإخفاقات التي كُشفت في التقرير، ولكون أولمرت لن يشير إلى ذلك في أقواله. كما أشار المقرّبون منه إلى أن الحقيقة، برأي وزير الدفاع، هي أن رئيس الحكومة لم يعترف بأخطائه المعقدة.
ورفض مكتب رئيس الحكومة الرد على الانتقاد الذي وجّهه باراك، في خطوة تبدو مؤشراً إلى أن أولمرت يفضّل عدم فتح مواجهة علنية مع وزير الدفاع.