مهدي السيدوبلغت النزاعات الداخلية في حزب «العمل» نقطة الغليان حين وقعت في جلسة الكتلة البرلمانية تراشقات بكلمات حادة بين باراك وعضو الكنيست عامير بيرتس، على خلفية أقوال الوزير بنيامين بن اليعزر التي التقطتها ميكروفونات وسائل الإعلام، حين انتقد سلوك باراك، كما على خلفية تصريحات الأخير في اللقاء مع العائلات الثكلى التي يُفهم منها أن انتخابات جديدة ستُجرى قريباً.
وكان موعد جلسة كتلة «العمل» تقرر قبل أسبوع، للبحث في أهداف الحزب من حكومة أولمرت بعد التقرير النهائي لفينوغراد. وفي الجلسة، هاجم بيرتس باراك بحدة لمدة طويلة قائلاً «أنت منقطع عن الواقع، لديك هوس في أن تكون رئيس الوزراء، ولكن ليس لديك جدول أعمال. ما هو جدول أعمالك الاجتماعي؟ ما هو جدول أعمالك السياسي؟ من على الإطلاق ينوي انتخابك؟».
أما باراك، الذي حاول الحفاظ على رباطة الجأش، فقد رد قائلاً «يا عامير، اقتنعت أخيراً بأن لا أمل في التنافس معك في إثارة الشفقة، وعليه فلن أردّ على الخطاب ولن أوزّع العلامات».
وكان باراك رحب، في لقاء خاص مع مقربين منه، بتوحيد حزبي «العمل» و«كديما» قائلاً إن «هذا كلام حلو صحيح»، كما نقلت «معاريف».
ويدّعي مسؤولون كبار في «العمل» أن باراك يعتقد أنه كلما مرّت الأيام، يتعزز أولمرت و«كديما» على حساب «العمل». وادّعى مصدر درج باراك على التشاور معه، أنه من الأفضل له أن ينسحب من الحكومة في أقرب وقت ممكن. وقال هذا المصدر إنه «كل يوم يمر يبعدك عن رئاسة الوزراء وتتقلص الفجوة بينك وبين أولمرت». كما يدّعي مسؤولون آخرون أن باراك معنيّ بضعضعة الاستقرار الائتلافي، وبالتالي فتح الطريق للتوحيد مع عناصر من «كديما» مثل تسيبي ليفني وآفي ديختر. وقال المسؤول في «العمل» إن «باراك معني بحل العمل، وهو يائس من الاستطلاعات ومن الوضع المالي السيئ للحزب. وللخروج من ذلك، فإنه يرغب في إقامة حزب مركز جديد».
في المقابل، تطرق أولمرت، في لقاء خاص مع مقربين منه، إلى الوضع في حزب «العمل»، مشيراً إلى أنهم «لا يحبون باراك في حزبه»، مضيفاً أنه ينشغل بهم أكثر مما ينشغل بوزرائه.
وادّعى أولمرت أن وضع باراك في حزب «العمل» صعب جداً، وأنه قلق من التطورات هناك، التي من شأنها أن تضعضع وضع الحكومة. ونقلت «معاريف» عن أولمرت قوله إنه «يعارض كل اتحاد مع حزب العمل، لأنه سيضر بمصالح الحزبين».