بيريز نقل عبره دعوة إلى الأسد لزيارة إسرائيل ونتنياهو يرفض العودة لحدود 1967 ودعا ساركوزي إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وشدد على أن القدس يجب أن تكون عاصمة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأضاف أن «أمن إسرائيل الذي لن تتنازل فرنسا حياله أبداً، سيكون مضموناً فقط إذا رأينا إلى جانب إسرائيل دولة فلسطينية عصرية».
ودعا ساركوزي إسرائيل إلى سن قانون لتشجيع المستوطنين على الخروج من الضفة الغربية. وقال إنه «ينبغي سن قانون لتشجيع المستوطنين على مغادرة الضفة الغربية، وعلى كل جانب أن يبذل جهداً، إذ إن السلام ليس ممكناً إذا لم يتمكن الفلسطينيون من التنقل بحرية». وشدد أيضاً على أن «السلام ليس ممكناً إذا لم تُحَلّ قضية اللاجئين وإذا لم تكن القدس عاصمة للدولتين». وقال إن «فرنسا مستعدة لأن تكون كفيلة في الدبلوماسية والموارد والجنود لتحقيق السلام في الشرق الأوسط».
من جهة أخرى، رأى ساركوزي أن «دولة إسرائيل تعود للبشرية جمعاء، لأن القيم التي تمثل هذه الدولة هي قيم عالمية وتمثل العدل والرغبة في العيش بسلام». واضاف أنه «لا توجد دولة أخرى في العالم حاربت من أجل قيامها وقادرة على رفع الروح ضد القوى البربرية، وإسرائيل هي ملجأ لكل يهودي، وإسرائيل هي المكان الوحيد في العالم الذي لن يلزموا اليهود فيه بالسير مع نجمة داوود صفراء».
وختم ساركوزي خطابه قائلاً إن «فرنسا تقدركم، وفرنسا معجبة بكم. تحيا فرنسا وتحيا إسرائيل ويحيا السلام مع الشعب الفلسطيني».
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، في خطابه أمام الكنيست: «إننا نثمن أقوالك بأن أمن دولة إسرائيل ليس قابلاً للتفاوض، وموقفك القاطع ضد البرنامج النووي في إيران التي تعلن عزمها على تدمير إسرائيل». وأضاف أن «علاقات إسرائيل وفرنسا عرفت مداً وجزراً، لكن قاعدة الصداقة لم تتصدع ابداً». وتابع أنه «لا يوجد اليوم أي حاجز لتطوير علاقاتنا، وزعماء فرنسا عملوا على منع ظواهر العداء للسامية، وأنت أكثر من عمل في هذا المجال».
أما رئيس المعارضة الإسرائيلية، رئيس حزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، فقال إنه «حان الوقت للقول للعالم إن العائق الأساسي للسلام هو رفض الاعتراف بدولة إسرائيل باية حدود كانت، والفلسطينيون يصرحون بأن هدفهم القضاء على دولة إسرائيل بحدود 1967 المقلصة، وهم لا يريدون دولة إلى جانب دولة إسرائيل، بل دولة مكان دولة إسرائيل». وشدد على أنه «لن نعود إلى خطوط 1967 ولن ننسحب من هضبة الجولان». وأضاف: «لا مصلحة لدينا بالسيطرة على شعب، لكننا لا نعتزم التنازل عن أمننا. نابليون وصف اليهود كورثة شرعيين للبلاد، والفلسطينيون يؤمنون بأن شعب إسرائيل سيتنازل عن أجزاء من القدس، بما في ذلك جبل الهيكل (أي الحرم القدسي)، وهذا لن يحدث ولن نقسم القدس أبداً مثلما لن تُقَسّم أي عاصمة أوروبية لأسباب عرقية أو ديموغرافية، وهكذا لن نقسم نحن القدس».
وقبل إلقاء كلمته في الكنيست، زار ساركوزي مع زوجته كارلا بروني والوفد المرافق له نصب ياد فاشيم الذي أُقيم تكريماً لذكرى ضحايا المحرقة النازية.
وفي تعليق على الخطاب، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أشاد بخطاب ساركوزي.
إلى ذلك، قالت مصادر إسرائيلية إن بيريز دعا نظيره السوري بشار الأسد إلى زيارة تل أبيب. ونقلت إذاعة «صوت إسرائيل» الناطقة باللغة العربية عن «مصادر سياسية» أن بيريز بعث برسالة إلى الأسد بواسطة ساركوزي، دعاه فيها إلى أن يحذو حذو الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي قام بزيارة لإسرائيل.
وأضافت المصادر أن الرئيس الفرنسي تعهد نقل هذه الرسالة إلى الرئيس الأسد خلال المؤتمر الأوروبي المتوسطي المقرر عقده في باريس الشهر المقبل.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)