يديعوت أحرونوت ـ ناحوم بارنيعرئيس الوزراء يقفز من قضية إلى أخرى كالمهرج في السيرك: من الذرة الإيرانية إلى مظاريف تالنسكي. من المفاوضات مع سوريا إلى الانتخابات التمهيدية في كديما. من حزب الله إلى حماس ومن بوش إلى ساركوزي. فضلاً عن وجود معركة سياسية كاملة تجري وراءه. عندما سألوا زلمان آران، أحد قادة حركة المباي، لماذا يرفض السير وراء بن غوريون بعينين مغمضتين، قال: أنا مستعد للسير وراءه بعين مغمضة، ولكني أفتحها بين الحين والآخر حتى أتأكد أن عينيه ليستا مغمضتين.
إيهود أولمرت ليس بن غوريون بالتأكيد.
بالأمس اجتمعت الحكومة لإجراء مداولات خاصة عن تعاظم القدرات العسكرية لحزب الله. توقيت النقاش كان غريباً ولم يتضمن أي شيء جديد. الانطباع هو أن الانتقادات بصدد صفقة المخطوفين مع حزب الله هي التي ولدت هذا النقاش، وربما الرغبة في التعتيم على عناوين أقل لطفاً من إنتاج المحققين في الشرطة.
كان هناك إجماع بين الجميع على أمر واحد: قرار مجلس الأمن 1701 الذي اتخذ في ختام حرب لبنان الثانية كان فاشلاً تماماً. هو لم يوقف عملية إعادة بناء حزب الله لقدراته ولا تعاظم قوته.
لم يُذكر، لأسباب تتعلق باللباقة على ما يبدو، حقيقة أن تلك الحكومة قد أظهرت القرار 1701 إنجازاً هائلاً لا يبرر فقط الشروع في الحرب وتمديدها، بل أيضاً قرار مواصلة العمليات العسكرية بعد وقف إطلاق النار.
الشيء نفسه يقال في القضية الإيرانية. إسرائيل وإيران تتبادلان التهديدات بالحرب مع بعض المساعدة من متحدثين أميركيين. هناك شك في قدرة إسرائيل على مهاجمة إيران، وهناك شك أيضاً في قدرة إيران على الرد. وفقاً لسلوك أولمرت السياسي وباراك وليفني، لا أحد منهم يعد عملية عسكرية ضد إيران. ثلاثتهم يعرفون أنها ستقلب الشرق الأوسط على من فيه وتؤجل الانتخابات التمهيدية وتلغي صفقة تبادل الأسرى وتحدث هزة أرضية أمنية واقتصادية. وإن كانت هذه المؤامرة، فلماذا يقدمون على ذلك؟
في حرب الخليج الأولى، أصابت صواريخ «سكود» صدام حسين بضع نقاط في إسرائيل. وزير العدل حينئذ موشيه آرنس طالب بعملية، معتقداً أن من واجب من يتعرض للضربة أن يرد عليها. لم يسأل إن كانت لدى الجيش الإسرائيلي قدرات حقيقية على إسكات مصادر النيران. ربما آن الأوان حتى يطرح ذلك السؤال بصدد العملية الإسرائيلية ضد إيران.