بدأت قضيّة منزل عائلة الرجبي في الخليل تتفاعل، مع تحدّي المستوطنين الذين يحتلّونه قرار المحكمة بإخلائه، وإطلاق حملة اعتداءات على الجوار، ومنها المساجد والمقابر
الخليل ــ أحمد شاكر
تحصّن المستوطنون اليهود داخل منزل عائلة الرجبي في الخليل، رافضين تنفيذ قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بإخلائه خلال ثلاثة أيام، مستندين إلى التجارب السابقة القائمة على إحجام الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ عمليات الإخلاء بالقوة، إلا في ما ندر.
ولم يكتف المستوطنون بالرفض، بل بدأوا عمليات تعدٍّ على الجوار من منازل ومساجد ومقابر، من دون أن تحرك قوات الاحتلال في المنطقة ساكناً. ودنّس المستوطنون المتطرفون مسجداً ومقبرة للمسلمين في المدينة. وقالت مصادر محلية إن المستوطنين كتبوا باللغة العبرية شتائم موجهة إلى النبي محمد وعبارات ضد العرب، من بينها «اقتلوا العرب والموت للعرب»، على واجهة مسجد ورسموا نجمة داوود على ثلاثة قبور في مقبرة إسلامية.
وطالب محافظ الخليل، حسين الأعرج، سلطات الاحتلال بالإسراع في ترحيل المستوطنين عن منزل عائلة الرجبي الذي احتلوه قبل 20 شهراً، تنفيذاً لقرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية. وقال «يجب على سلطات الاحتلال إنهاء معاناة المواطنين وترحيل المستوطنين، فما يحدث لا يمكن لأي عقل أن يتصوره من تخريب الواجهة الشمالية لمسجد الرأس وتدنيس المسجد بالقاذورات والشعارات المسيئة للإسلام وللرسول، وكذلك تدنيس المقبرة الإسلامية وتحطيم شواهد القبور فيها، إضافة إلى هجوم المستوطنين على البيوت الآمنة من خلال تحطيم زجاج نوافذها وتحطيم عدد من السيارات العربية».
وطالب محافظ الخليل بإيقاف حالة الذعر المتواصلة التي يعيشها السكان من خلال ترحيل المستوطنين، موضحاً أن المواطنين أصبحوا «أسرى» في بيوتهم ولا يغادرونها إلا للتزود بالاحتياجات الأساسية، خوفاً من مهاجمة المستوطنين لأطفالهم ونسائهم.
بدوره، رأى قاضي قضاة فلسطين، الشيخ تيسير رجب التميمي، أن هذه الاعتداءات تأتي ضمن سلسلة إجراءات ممنهجة تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد البلدة القديمة بهدف تفريغها من أهلها وتهويدها، معتبراً «أن البؤر الاستيطانية والمستوطنين في المدينة بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة»، مطالباً بتفكيكها وإخراج المستوطنين من المدينة. وتعود أصول القضية إلى شهر آذار من العام الماضي، حين سيطر المستوطنون على المنزل بزعم أنهم اشتروه من مالكه فايز الرجبي، الذي نفى بشدة صحة ادّعاءات المستوطنين. وسارع المستوطنون في حينها إلى تقديم وثائق مزيّفة عن ملكيّتهم للمنزل. ويقع المنزل في منطقة استراتيجية بالنسبة إلى المستوطنين، إذ يعتبر الشارع الذي يوجد فيه المنزل ممراً للمصلّين اليهود الذين يقصدون الحرم الإبراهيمي. ويخطط المستوطنون للاستيلاء على منازل أخرى في الشارع الذي يوصل كريات أربع بالحرم الإبراهيمي من أجل ضمان تواصل بين كريات أربع والحي اليهودي في وسط الخليل.