علي حيدروصفت وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأنه «متسرّع للغاية». وأضافت إن «أوباما اعتمد نهجاً تصالحياً، إن لم يكن اعتذارياً، مع الإسلام، أما مع إسرائيل، فقد أبرز حزماً عملياً، وتصميماً ظاهراً».
ورأت الوثيقة، التي أُرسلت إلى وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ونائبه داني ايالون، أن «الرئيس لم يأتِ بمفاجآت»، كما لم يتضمن خطابه، حسبما كان متوقعاً، حلاً للنزاع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني.
وعن الموضوع النووي الإيراني، عارضت الوثيقة موقف مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أعرب عن قلقه من كون أوباما لم يكن حازماً بما فيه الكفاية مع الخطر النووي الإيراني. ووصف مسؤولون في وزارة الخارجية كلام أوباما عن الموضوع النووي الإيراني بأنه «كان متوازناً، حيث لم يربطه بالمسألة الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية»، محذّراً من خطر سباق التسلح الإقليمي.
وفي السياق، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أنه رغم رضى نتنياهو، الذي أبداه في جلسات مغلقة، على دعوة أوباما الدول العربية إلى الاعتراف بإسرائيل، ودفع عملية التطبيع، وتأكيده على العلاقة القوية بين الولايات المتحدة والدولة العبرية، فإنه أصيب بخيبة أمل كبيرة من رسائل أوباما في القضية الإيرانية.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الرئيس الأميركي أعرب، خلال لقائه عدداً من المراسلين، بينهم إسرائيليون، في أعقاب خطابه في القاهرة، عن اعتقاده بأن «العديد من الإسرائيليين لم يعودوا يؤمنون بأنهم سيحظون في أي وقت من الأوقات باعتراف الدول العربية أو بأمنها، وأن رئيس الحكومة سيعترف بالحاجة الاستراتيجية إلى معالجة هذا الموضوع. ومن ناحية معيّنة، سيواجه في طريقه فرصة لن تتوافر لزعماء من حزب العمل أو اليسار».
وأضاف أوباما إنه «مرت فقط خمسة أشهر منذ تسلّمي مهمّات منصبي، وشهران منذ تسلّم نتنياهو مهمّاته. انتظرنا ستين سنة، إذن لعلّ من المجدي الانتظار بضعة أشهر أُخرى قبل التوجه إلى رسم سيناريوهات يوم الدين. هذا صعب، وهذا يستغرق وقتاً».
وأوضحت «هآرتس» أنه في أعقاب خطاب أوباما، بادر مسؤولون في الإدارة الأميركية إلى تهدئة التوتر القائم مع إسرائيل. وأكدوا عدم وجود أزمة في العلاقات مع الدولة العبرية، «وسننجح في الوصول إلى تفاهمات تتعلّق بالمستوطنات».
من جهة أخرى، أكدت صحيفة «معاريف» أن خطاب أوباما سيؤدي إلى مسارات سياسية وعسكرية في الضفة الغربية. ولفتت إلى «ضرورة أن يستوعبوا في إسرائيل حقيقة أن الرئيس على ارتباط قوي بالعالم الإسلامي. هذا إلى جانب حقيقة أن أوباما يريد إحداث تغيير، ينبغي أن يكون على حساب جهة، التي ستكون على ما يبدو إسرائيل».
ولفتت «معاريف» إلى أن المؤسسة الأمنية تتحدث عن تقليل الأضرار، وأن هناك تغييرات تتصل بالمسارات السياسية والأمنية في الضفة الغربية. وأن إحدى الإشارات الميدانية الواضحة هي مكافحة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لمجموعات حركة «حماس» في قلقيلية.
إلى ذلك، كشفت نتائج استطلاع للرأي نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن وجود انقسام وسط الناخبين الإسرائيليين حول الموافقة على مطلب الرئيس الأميركي وقف بناء المستوطنات، والقبول بإقامة دولة فلسطينية. إذ رأى 40 في المئة أن على إسرائيل أن تكون مستعدة للمجازفة بإثارة غضب واشنطن، وألّا تصغي إلى دعوة أوباما إلى وقف البناء في المستوطنات، فيما أعرب 56 في المئة عن موافقتهم على أن تقبل إسرائيل المطالب الأميركية. لكن الصحيفة لفتت إلى أنه من المرجّح أن يكون بين المستطلَعين فلسطينيّون يمثّلون ما يقرب من 20 في المئة من سكان إسرائيل.