![](/sites/default/files/old/images/p14_20090907_pic2.jpg)
مع اقتراب أذان المغرب تكتظ الشوارع بمن ينتظرونه بفارغ الصبر. قبيل المغرب بنصف ساعة تبدأ المساجد بتشغيل السماعات الخارجية لتبدأ تلاوة القرآن والشمس تغفو ببطء خلف الجبال، فالمخيم يقع بين جبل جرزيم وعيبال.
قبيل الأذان بدقائق تبدأ حملة التبادلات السنوية: أم حسن تحمل صحناً من «طبخة اليوم» لبيت أم علي، وأم محمد إلى بيت أم عمر. هكذا يتذوق لاجئو اللد طعام أهل يافا وأهل الفالوجة يذوقون طعام أهل الجليل، لتعمر موائد اللاجئين بأطباق من كل فلسطين التاريخية. يحافظ اللاجئون على عاداتهم منذ 1948. ورغم التنوع والتبدل في العادات ونوعية الطعام وكميته، إلا أن أهالي الفالوجة ما زالوا يحافظون على الشاي قبل الطبق الرئيسي مثلاً. وما زال أهل بعض المناطق الشمالية يعتقدون بأهمية وجود الحلويات جنباً إلى جنب مع الوجبة الرئيسية.
ما إن يحلّ الموعد، حتى تفرغ الشوارع وتبدأ أصوات الملاعق والصحون وأصوات أهل المخيم: «هات العصير، أين الماء؟ هل الشاي جاهز؟ أين فلان؟».
بعد تناول الحلوى ومشاهدة برامج القنوات الفضائية، تبدأ سلسلة الانفجارات. أطفال المخيم يشترون بمصروفهم المؤجل «الفتيش» و«الطقيع» والمتفجرات الصغيرة وأصوات «الطاع طاع» تملأ الشوارع والأزقة.
المراهقون يهرعون إلى الشارع للتنافس على أكبر عدد من السجائر لتدخينها علناً، وهم يتوجهون إلى النادي لمشاهدة بطولات الخماسيات في كرة القدم
أو لمشاهدة بعض المسرحيات أو للعب كرة الطاولة أو الشطرنج ولشرب عصير القصب من محل في أول المخيم.
فيما يتوجه كثيرون إلى الجوامع لأداء صلاة التراويح، ثم لبيوت الجيران أو الأصدقاء لتدخين الأرجيلة وأكل القطايف بكل أشكالها، بحسب البلد الأصلي للمضيف. هكذا، يجمع رمضان من حيث لا ندري موزاييك فلسطين لتصبح الوحدة مذاقاً في الفم.