Strong>ميتشل يعرض على عبّاس مفاوضات غير مباشرة... وميركل تسعى إلى جمعه مع بيريزتمكّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ختام جولة المبعوث الأميركي جورج ميتشل، من تكريس واقع سياسي يتركّز بموجبه بدء المفاوضات والجولات المكّوكية، بدلاً من أن تكون محورها قضايا الوضع النهائي، القدس واللاجئين والحدود

علي حيدر
كما في كل مرة، حمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السلطة الفلسطينية مسؤولية عدم استئناف المفاوضات. وأكد أن الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية «ستبقى دائماً جزءاً من دولة إسرائيل» في أيّ اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين.
وأوضح نتنياهو، خلال جلسة الحكومة أمس، أنه استمع خلال لقائه مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل «إلى أفكار مثيرة بشأن الشكل الذي سنتمكن من خلاله من استئناف العملية» السياسية، معرباً عن أمله باستئناف المفاوضات «إذا ما أبدى الفلسطينيون اهتماماً مشابهاً».
وتطرق نتنياهو إلى سفره إلى معسكر الإبادة «أوشفيتس» منتصف الأسبوع الحالي، قائلاً إن «الصراع ضد العداء للسامية مهمّ اليوم أكثر من أي وقت مضى بسبب اتساع الظاهرة»، موضحاً أنه «منذ عملية الرصاص المصهور العسكرية، ثمّة محاولات لمزج العداء للسامية بالصراع ضد إسرائيل وحقّها في الدفاع عن نفسها، وسنقرر اليوم تأليف طاقم يعمل على محاربة العداء للسامية الآخذ بالاتساع».
وفي موقف ينطوي توقيته على الكثير من الدلالات السياسية، جال رئيس الوزراء الإسرائيلي على الكتل الاستيطانية الكبرى في غوش عتسيون ومعاليه أدوميم ومدينة اريئيل، في الضفة الغربية، وغرس أشجاراً لمناسبة «عيد غرس الأشجار» العبري. وقال إن «الرسالة واضحة، نحن هنا وسنبقى هنا، نحن نزرع ونبني وستبقى هذه جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل، وأدعو الجميع إلى غرس الأشجار في الكتل (الاستيطانية) في بلادنا»، موضحاً أن «هذا الأمر مقبول من جانب غالبية مواطني إسرائيل ويحظى بالتدريج باعتراف دولي».
عملية السلام يجب أن تشمل كلّاً من سوريا ولبنان وإسرائيل
يُشار إلى أن هناك ما يقرب من الإجماع على الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية في أيّ تسوية مع الفلسطينيين تتضمّن تبادلاً للأراضي. لكنّ مقرّبين من وزير الدفاع إيهود باراك أكّدوا أن «مصلحة إسرائيل تكمن في إدارة مفاوضات، ويُفترض أن تكون هذه مصلحة فلسطينية»، وحذّروا من أن يؤدي «الطريق المسدود إلى نشوب عنف إضافيّ يخدم فقط حماس».
وفيما نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر في الإدارة الأميركية قولها إنها «لا تتوقع حدوث انطلاقة واستئناف للمفاوضات خلال زيارة ميتشل الحالية»، رجّحت مصادر سياسية إسرائيلية أن تواصل الإدارة الأميركية بذل جهودها لاستئناف العملية السلمية في المنطقة رغم رفض الجانب الفلسطيني لمطالب المبعوث ميتشل.
هذا والتقى ميتشل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في منزل السفير الفلسطيني في عمان في ثاني لقاء لهما خلال يومين. وقالت مصادر فلسطينية مطّلعة إن ميتشل طلب من عباس العودة إلى المفاوضات من دون أيّ شروط مسبّقة، محذّراً من ضياع فرصة ثمينة للفلسطينيين، متمثّلة بوجود إدارة الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض. لكن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أكد أنّ «الجانب الفلسطيني لا يضع شروطاً لاستئناف عملية المفاوضات، إنما إسرائيل، التي بدأت تتحدث عن البقاء في الأراضي الفلسطينية، وعدم بحث موضوع القدس، والاستمرار في عمليات الاستيطان، والجانب الفلسطيني يدعو إلى العودة إلى النقطة التي وصلت إليها المفاوضات عام 2008 والبناء عليهاوأكد عريقات ضرورة تحديد حدود الدولة الفلسطينية بالقول «لا يمكن أن تكون هناك دولة بلا حدود، والجانب الفلسطيني منفتح في التعامل مع جولات ميتشل». وأكدت مصادر فلسطينية أن عباس رفض فكرة قدّمها ميتشل وهي إجراء مفاوضات على مستويات منخفضة، لكنه لم يرفض فكرة إجراء مفاوضات غير مباشرة بوساطة أميركية. وقال «سندرس الموضوع».
بدوره، أعلن ميتشل، في أعقاب لقائه مع الرئيس الفلسطيني، أن الإدارة الأميركية ستواصل جهودها للوصول إلى حل سلمي في المنطقة، يضمن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، مشيراً إلى أن «عملية السلام يجب أن تشمل كلّاً من سوريا ولبنان وإسرائيل». في المقابل، أوضح مسؤولون إسرائيليون في القدس المحتلة أن إسرائيل قامت بسلسلة مبادرات لتثبت أفكارها ونيّاتها للدخول في مفاوضات سلام مع الفلسطينيين. وأضافت المصادر نفسها إنّه على الرغم من الصعوبات، ستواصل إسرائيل بذل كل الجهود للبدء بالمفاوضات، مشيرةً إلى أنه «توجد للفلسطينيّين مواقف، ولنا مواقف، وليس بالضرورة أن يتلاءم بعضها مع بعض، ولكن ينبغي أن نتحدث عنها في المفاوضات لا في مفاوضات على المفاوضات».
في الإطار نفسه، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الأميركيين يحاولون، بمساعدة ألمانية، عقد لقاء بين الرئيس شمعون بيريز وأبو مازن، كجزء من المساعي إلى استئناف المفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى أن ميتشل طرح هذا الاقتراح على بيريز، ونقله أيضاً إلى الفلسطينيين. وستلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع بيريز هذا الأسبوع، وتقترح عليه عقد اللقاء في ألمانيا.