هذا رجل لم يمرّ مروراً عابراً في التاريخ العربي المعاصر، بالرغم من تكثّف المؤامرات ضدّه من كلّ حدب وصوب. يُقال إنّ فلاناً عاش في عصر عبد الناصر. ويُقال إنّ ذلك الزعيم استمات في تقليد عبد الناصر. جورج حبش لم يكن يستطيع أن يتذكّره من دون دموع. وأثر عبد الناصر ومعاركه ضد الأنظمة الرجعيّة (قبل هزيمة 1967) لا تزال جروحها بادية في إعلام آل سعود الذين لم يغفروا له نجاحاته الشعبيّة وتقويضه للأنظمة الرجعيّة (أبلغني مستشاره سامي شرف أنّ عبد الناصر أوكل إليه منذ أوائل الستينيات ملف إسقاط النظام السعودي). لا يزال إعلام آل سعود يحاول أن يصفّي حساباتهم معه بعد أكثر من 40 سنة على وفاته. لم يجرؤوا عليه وهو حيّ، فاستطابوا الهواء بعد وفاته. ألقى بظلاله على أكثر من منطقة في العالم. تشاهد صوره مع أشهر رمز ثوري، تشي غيفارا، وتلاحظ أنّ عبد الناصر طغى عليه، وأنّه ـــــ في شريط الفيديو ـــــ يشدّك أكثر من الثائر القادم من أميركا الللاتينيّة.الكثير من مفردات السياسة العربيّة تعود إلى خطابه هو، والكثير من التصنيفات السياسيّة ترجع إلى تصنيفاته هو. كان عبد الناصر حالة نفسيّة مثّلت ـــــ قبل هزيمة 1967 ـــــ أملاً بإنعاش الكبرياء والعزّة العربيّة بعد عقود من التبعيّة المُذِلّة من قبل حكّام العرب للاستعمار. كان حبّ الناس لعبد الناصر حركة عفويّة قام بها الناس من تلقائهم: كانوا هم يعدّون صوراً له وملصقات لشخصه ولشعاراته، ولم يكونوا ـــــ كالحال اليوم ـــــ ينتظرون هطول الأموال الماليّة من آل سعود، أو من أتباعهم الصغار في الحركة الحريريّة، كي يقوموا بالواجب نحو سلالات حاكمة، أو سلالات طامعة بالحكم. أذكر في طفولتي كيف كان من حولي يقول: إنّ هذا السياسي سيئ لأنّه وقف ضد عبد الناصر. أذكر هدير الناس في شوارع بيروت في 1967 عندما أعلن تنحّيه عن الحكم، وأذكر هديرهم يوم مات في 1970.
لم تكن شخصيّته عاديّة، ولم يكن خطابه مشابهاً لخطاب من سبقوه ومن خلفوه. الذين عاشوا في كنف زعامته العالميّة الطاغية تأثّروا به بطريقة أو بأخرى. من يتذكّر حقبة الهزيمة الشنيعة في 1967، وهي غير الهزيمة الشنيعة في 1973، يذكر أنّ الناس في عدد من العواصم العربيّة تقاطروا عفويّاً إلى الشوارع مطالبينه بالعودة عن استقالته. أذكر الأهالي في بيروت في منطقة المزرعة والبسطة في حزيران 1967 كيف هتفوا بأثواب النوم: «أبو خالد يا حبيب، بدنا نحرّر تل أبيب». وأنا ابن السابعة، رأيت الكبار حولي يبكون بحرقة للمرّة الأولى. خضعت حقبة عبد الناصر لكمّ دعائي هائل من التشويه ومن التضليل ومن الأكاذيب. لم تكن ماكينة أنور السادات (الذي تمتّع بدعم غربي وإسرائيلي لا مثيل له) هي الوحيدة التي أمعنت في تهشيم صورة عبد الناصر، فالسلالات الخليجيّة كانت قد بدأت بالحملة قبل موت عبد الناصر، والحملة لم تتوقّف حتى اليوم. لكن الحنين الذي بدر عند البعض في انتفاضة مصر الشبابيّة نحو شخصيّة عبد الناصر ورموز المرحلة يحتّم إعادة التقويم.
يمكن أن نبدأ بأخطاء الحقبة وخطاياها حتى لا ننجرّ وراء العاطفة أو ضباب مرور الزمن. هناك أشياء لا تُغتفر في المسيرة الناصريّة. إنّ هزيمة 1967 لم تكن فقط هزيمة للجيش المصري أو النظام المصري، ولم تكن هزيمة فقط للجيشين الأردني والسوري. هي هزيمة لحقت بفلسطين وقضيّتها، ولحقت أيضاً بكل العالم العربي برمّته. إنّ التشكيلة المُهيمِنة في العالم العربي اليوم، التي شاركت الولايات المتحدة والسعوديّة في صنعها، هي من نتاج هزيمة 1967. استسلم جمال عبد الناصر في 1967 أمام من كان يسمّيهم قبل أسابيع فقط «الرجعيّة العربيّة»، وسمح للملك حسين رسميّاً بأن يفعل ما يشاء كي يستردّ «أرضه المحتلّة». (والملك حسين فهم السماح بأنّه إذن للاستمرار في تحالفه مع إسرائيل، كما أنّ عبد الناصر لم ينبذه حتى بعد مجازر أيلول). أي أنّ النظام الناصري أعطى شرعيّة غير رجعيّة ـــــ بمصطلح الخطاب الناصري ـــــ للمسار التصفوي للقضيّة الفلسطينيّة، كما أنّه كمّ أفواه المقاومة الفلسطينيّة بعد قبوله بمبادرة روجرز. والنظام الناصري أعلن نهاية حربه على معسكر الرجعيّة العربيّة بمجرّد انتهاء الحرب. هزيمة 1967 لا مجال لتسويغها وللحديث عن المؤامرات (الحقيقيّة) وعن سياسة المزايدة التي اتّبعها النظام السوري البعثي والأردني عشيّة الحرب، ما جرّ النظام الناصري إلى حرب لم يكن هو باعترافه قبل أشهر مستعدّاً لها. هذه العوامل تزيد ـــــ لا تقلّل ـــــ من مسؤوليّة النظام عن الكارثة التي لحقت بالعرب أجمعين.
أما عن القمع الذي التصق بسمعة النظام الناصري بعد وفاة عبد الناصر، فهذا موضوع مرتبط بمواضيع أخرى.
1) إنّ القمع الذي فرضه النظام على الشعب المصري ـــــ ليس فقط من ناحية اليمين الرجعي (الإخواني) أو الليبرالي (الوفدي) وإنما من ناحية اليسار الشيوعي والقومي ـــــ كان يمكن أن يكون ثمناً مقبولاً من الشعب المصري لو أنّ نتيجة الحرب عام 1967 تطابقت مع التبجّح الذي طبع الإعلام الناصري قبل الهزيمة، ولو أنّ فلسطين تحرّرت، جزئيّاً أو بالكامل.
2) لم يكن تقويم نظام عبد الناصر بعد وفاته (أو في حياته) موضوعيّاً أو حتى نسبيّاً. إنّ تقويم نظام عبد الناصر حدث على أيدي النظام الساداتي وعلى أيدي الجهاز النفطي العربي المتعاون معه، أو على أيدي الإعلام الغربي الذي لا يرى فيه إلا تهديداً جائراً لإسرائيل. أي أنّ تقويم النظام الناصري بعد أيّام فقط من وفاة عبد الناصر كان جزءاً من حملة سياسيّة جاهزة، ولم تكن الولايات المتحدة وإسرائيل بعيدتين عنها. جنّدت الحملة تلك الأقلام التي كانت لأسابيع وأشهر خلت تسيل الحبر والدماء للدفاع عن نظام عبد الناصر. تضمّنت تلك الحملة كمّاً هائلاً من الأكاذيب والاختلاقات والخدع. نستطيع أن نجزم اليوم بأنّ ما تضمّنه كتاب محمد حسنين هيكل عن قضيّة مصطفى أمين («بين الصحافة والسياسة»)، مثلاً، كان صحيحاً بالكامل، وخصوصاً أنّ هناك أكثر من اعتراف أميركي متأخّر بحقيقة الاتهام المصري (يمكن مراجعة ما ذكره كتاب توم ويينر، «إرث الرماد» عن الموضوع). وقضيّة مصطفى أمين ليست عابرة، وإعادة إطلاق أمين في الصحافة السعوديّة (جريدة الأمير سلمان، «الشرق الأوسط» بالتحديد) بعد إطلاق سراحه من قبل السادات وتسخير قلمه الرخيص لتهشيم النظام الناصري وشعاراته وقضاياه، كان ضروريّاً لدحض قضيّة كثيراً ما استُعملت ضد عبد الناصر. إنّ سجن مصطفى أمين شغل الصحافة العربيّة (والغربيّة) أكثر بكثير من خطف ناصر السعيد من الشارع في بيروت بأمر من الاستخبارات السعوديّة ـــــ هل تجرّأت صحيفة عربيّة واحدة على تناول الموضوع في حينه أو في حيننا؟
3) يتم عقد مقارنة بين النظام الناصري والنظام الأسوجي للتدليل على غياب الديموقراطيّة في مصر في عهد عبد الناصر، لكن المقارنة كان يجب أن تكون نسبيّة أيضاً، أي مع الأنظمة العربيّة القائمة في العصر الناصري. إنّ قمع النظام الأردني في الخمسينيات أو الستينيات فاق أكثر بكثير قمع النظام الناصري. وكان عبد الناصر يواجه حوارات طلاب الجامعات الذين لم يكونوا يتورّعون عن مجابهة سياسات نظامه. ذلك لا يعفي النظام من المسؤوليّة عن ظلم وقمع أكيد، ولكن عندما تكون الحملة ضد عبد الناصر من الأنظمة الشخبوطيّة تفتقر إلى الموضوعيّة.
4) إنّ النظام الساداتي ـــــ المباركي الذي أعقب نظام عبد الناصر كان يحتاج إلى تقويض كل الأسس الفكريّة والأيديولوجيّة للنظام الناصري من أجل تدعيم نظام قمعي جديد.
5) إنّ حملة النظام الناصري ضد الإخوان المسلمين أصبحت مع مرور الزمن مفهومة أكثر بعدما توضّح دور الإخوان في الحرب الباردة في خندق أميركا وإسرائيل. كما أنّ رجعيّي الإخوان التحقوا بمعسكر شيوخ النفط بمجرّد خروجهم من مصر. هل نذرف الدموع، مثلاً، لأنّ يوسف القرضاوي لم يتمتّع بحريّة التعبير في مصر في العهد الناصري (وهو لم يتمتّع إلا بحريّة طأطأة الرأس في قطر بعد لجوئه)؟
6) إنّ الإلحاح على ضرورة إجراء انتخابات «حرّة»، هدف مغرض لا يُستعمل إلا من أجل تقويض أنظمة معارضة لأميركا. أي أنّ فكرة الانتخابات «الحرّة» ليست بالضرورة أولويّة أو حتى حرّة بوجود المال النفطي والغربي المُنهمر.
والعفويّة والشعبويّة والشلليّة كانت جريمة لا تُغتفر هي أيضاً في بنية النظام الناصري. إنّ وضع عبد الحكيم عامر في أهم وأرفع المناصب كان خطأً قاتلاً وقام به عبد الناصر بسبب العلاقة الشخصيّة ـــــ أي الواسطة. أن يسأل جمال عبد الناصر عامر قبل «النكسة» عن قدرة الجيش المصري على صدّ العدوان وأن يجيبه الأخير بـ«برقبتي»، دليل على الحالة غير المهنيّة التي كانت تسود في قيادة الجيش المصري. كان عبد الناصر يستطيع أن يقصي عامر في 1961 بعد الانفصال (وكان عامر مسؤولاً عن الملف السوري)، لكنّه لم يفعل بسبب الارتباط العاطفي المحض. لم يكن هناك من يقلّ كفاءة عن عبد الحكيم عامر في القطر المصري كلّه.
لكن هناك من الميزات للنظام الناصري التي غابت وتغيب عن الثقافة العربيّة السائدة. لا نذكر أنّ رئيساً عربيّاً تحدّث عن الفقراء كما تحدّث عنهم جمال عبد الناصر. كان عبد الناصر غير مهادن في تطرّقه إلى وضع الفقراء في الدنيا، ساخراً حتى من منطق الرجعيّة الدينيّة التي تريد أن يكتفي الفقراء بوعود الآخرة. يروي عزيز صدقي (البطل المجهول الذي بنى الاقتصاد الصناعي الاشتراكي) كيف أنّ السياسة الاقتصاديّة المصريّة تعرّضت لتغيير جذري بعدما رأى عبد الناصر وجبة العامل اليوميّة من بصل وخبز. حزب البعث تحدّث عن الفقراء بعدما انضمّ أكرم الحوراني إليه، ولكن من يتصوّر زعماء البعث يتحدّثون عن الفقراء بالطريقة التي تحدّث بها عنهم عبد الناصر؟ كان الحديث عن العمّال والفلاحين والفقراء سائداً في الخطاب الناصري أكثر مما هو سائد اليوم في أدبيّات الحركات الشيوعيّة واليساريّة العربيّة. يمكن تعريض نقد التجربة الاشتراكيّة في مصر للكثير من الانتقادات: إنّ الإصلاح الزراعي لم يصل إلى كل الأراضي، أو أنّ بيروقراطيّة الدولة أعاقت الاستفادة من التأميمات، أو أنّ جموداً رافق تطبيق الإجراءات الاشتراكيّة، لكن تجربة التصنيع الحربي والمدني كانت مميّزة وساهمت في تقليل الفروق بين الطبقات. هل منكم ومنكنّ من ركب سيّارة «نصر» مزهواً؟
والإبداع الناصري كان في علمانيّة غير مُعلنة بالاسم. تحوّل الأزهر إلى جامعة تقدميّة تنتج نسقاً من الإسلام لا نجد له أثراً في نظامَي السادات ومبارك. عندما تستمع إلى مبارك وأبو الغيط (هل اشتاقت له جيزيل خوري، وماذا ستفعل بغياب محمد دحلان؟ هل ستنتحب؟) وهما يتحدّثان عن أهل السنّة، تتذكّر نبذ الطائفيّة والمذهبيّة في تلك الحقبة. الفضل له في إنهاء التكفير التقليدي للشيعة في المؤسّسة الدينيّة الرسميّة في الأزهر. أطلق محمود شلتوت، فقيه النظام، سلسلة من الآراء التقدميّة التي عزّزت التقدّم الذي أحرزته المرأة المصريّة بعد الثورة المصريّة (تتحدّث الزميلة ميرفت حاتم عن «نسويّة الدولة» في الحقبة الناصريّة). لم تكن أرض مصر في العهد الناصري لتقبل ببذور الفتنة التي زرعها حكم السادات ورعاها حكم مبارك. وكان عبد الناصر يستعين بشعبيّته العربيّة لنقد الرجعيّة الدينيّة العربيّة. كما أنّ عبد الناصر انتقد الديماغوجيّة الدينيّة للأنظمة العربيّة وسخر من «نوبة الدين» التي كانت تصيب الملك حسين بين الفينة والأخرى. أنشأ عبد الناصر إسلاماً تقدميّاً ومنفتحاً، مقابل الإسلام الرجعي المتزمّت الذي أنتجته الوهابيّة السعوديّة مُتسلّحة بأموال النفط. والطريف أنّ أميركا كانت في صف الإسلام ـــــ الرجعي، ولا تزال.
والحقبة الناصريّة شهدت أيضاً إنتاجاً ثقافيّاً غزيراً (في الأدب والشعر والقصّة والصحافة والنقد والسينما والمسرح). والمفارقة أنّ الحقبة الساداتيّة والمباركيّة التي أمعنت تهشيماً في الحقبة الناصريّة لم تستطع أن تنافس الكم الهائل من الإنتاج الثقافي الناصري، حتى في ذلك القسم الذي والى الأيديولوجيّة الحاكمة. أنتجت الحقبة الناصريّة صناعة ثقافة قوميّة لا تزال بعض عناصرها فاعلة في الثقافة القوميّة. هناك عدد من الفنانين والشعراء الذين يدينون بإنتاجهم للدعم الناصري: عبد الحليم حافظ كان ظاهرة العصر الناصري. طبعاً، لم تكن تلك الثقافة حرّة أو رحبة الصدر: يكفي أنّها قمعت أحمد فؤاد نجم وغيره، مع أنّ السادات كان أضيق صدراً. لم يكن نجيب محفوظ ناصريّاً، لكن أعظم إنتاجه تمّ في الحقبة الناصريّة، وهذا ينطبق على عدد من الكتّاب الذين امتهنوا بعد موت عبد الناصر ذمّه. وفن الدعاية السياسيّة ـــــ على علاته لأنّه كان يخدم النظام ـــــ كان متطوّراً جدّاً. لو كان لعبد الناصر فضائيّة خاصّة به، لأقام الدنيا ولوصلت رسالته الى خارج العالم العربي. إذا كان أمير قطر قد وضع بلاده على الخريطة من خلال «الجزيرة»، تستطيع أن تتصوّر ماذا كان عبد الناصر فاعلاً بها.
وهناك الناحية الشخصيّة. لم يمرّ على العالم العربي، قبله وبعده، من له من الكاريزما والسحر ما كان له. والكاريزما في حياة الشعوب يمكن أن تكون عبئاً ثقيلاً. الكاريزما يمكن أن تقود الشعوب إلى التهلكة، لأنّ نزوات الزعماء تتحوّل إلى سياسات وحروب مدمّرة. من حسن حظ العالم العربي أنّ واحداً من ملوك النفط وشيوخه لم يتمتّع بالكاريزما، ولا بالحدّ الأدنى. أنفق زعماء العرب، من الملوك والرؤساء وحتى رؤساء الحكومة في حالة رفيق الحريري، المليارات لاصطناع عبادة شخصيّة. وعقدة جمال عبد الناصر تحكّمت في عدد من زعماء العرب، من صدّام حسين إلى القذّافي إلى السادات. الأخير ضاق ذرعاً بفشله، وسرعان ما يئس من إمكان بناء زعامة على المستوى العربي، وبدأ ببناء زعامة تعتمد على الشوفينيّة المصريّة. نجح السادات في تصوير زعامته الضيّقة على أساس أنّها في مصلحة «الأمة المصريّة». عبد الناصر لم يبنِ زعامته القوميّة: هي فُرضت عليه من قبل الشعب وهو استعان بها في سياساته ومعاركه. عبد الناصر كان أيضاً من طراز مختلف من الزعامات: لا ينزع إلى التبجّح أو إلى مديح الذات أو إلى الديماغوجيّة لأنّه ـــــ خلافاً لمعظم الزعماء العرب ـــــ كان مؤمناً بما يقوله (من كان، مثلاً، يصدّق مزاعم الملك فهد عن الورع والتقى؟)، وكان يبدو للناس أنّه يؤمن بما يقوله.
وفي زمن استشراء مظاهر الفساد والثراء بين الحكّام العرب، تميّز عبد الناصر بتواضعه الجمّ (ألا تخجل صحافة آل سعود من التحدّث عن مظاهر الثراء لعائلة القذّافي؟ هل يظنّ آل سعود أنّ زعيماً واحداً سيتخطّى المستوى البذيء والفاحش من الثراء الذي وصل إليه أمراء آل سعود من نهب ثروات الشعب السعودي؟) ليس سهلاً أنّ عبد الناصر قيّد عائلته، وألزمها احترام حدود السلطة. إنّ مذكّرات أرملة عبد الناصر التي نُشرت في العام الماضي كانت جزءاً من الثقافة السياسيّة التي سبقت الانتفاضة، وقد تكون عاملاً محرّكاً في الرأي العام الذي لم يسبق له أن قرأ عن حقيقة وضع عائلة عبد الناصر. قارن الشعب المصري بين عائلة عبد الناصر وعائلة حسني مبارك (أو عائلة السادات). وقد زها عبد الناصر في خطاب له بأنّ عائلته لا تتميّز عن العائلات الأخرى، وأنّ والده كان يتقاضى مرتّباً لا يزيد على 25 جنيهاً مصريّاً وأنّه لم يرث السلطة، وأنّ أحداً لن يرثها بعده (كان عبد الناصر يغمز من قناة الأنظمة الرجعيّة وإن كان كلامه ينطبق اليوم على السلالات الجمهوريّة ـــــ من المُرجّح أن يكون بشّار الأسد آخر عنقود السلالات الجمهوريّة). مات عبد الناصر دون أرصدة سريّة وثروات وقوافل من السيّارات. إنّ الحياة العائليّة لعبد الناصر، من خلال مذكّرات زوجته، ألقت أضواء جديدة عليه. كان أكثر بساطة وتواضعاً مما نظنّ.
إعادة النظر في الحقبة الناصريّة ليست محاولة لإرجاع عجلة التاريخ. وليست تجربة في الحنين السياسي في زمن يصف فيه وضّاح شرارة في جريدة عائلة الحريري، «المستقبل»، الدبّابات الأميركيّة في بغداد بـ«الضروريّة». لكن الضخ الدعائي من المحور الرجعي عبر العقود، أخفى الكثير من الحقائق وأطلق الكثير من الأكاذيب عن عهد عبد الناصر. الخطاب العربي المائع بالنسبة إلى إسرائيل والسلام معها (وينطبق هذا على كل الأنظمة العربيّة دون استثناء) يذكّر بخطاب ماضٍ صارم ضد الصلح مع إسرائيل وضد الاعتراف بها. صحيح أنّ عبد الناصر قبل على مضض بمبادرة روجرز ـــــ وكانت تلك خطيئة للنظام، عندما كان مثخناً بالجروح ـــــ لكن مؤيّديه يقولون إنّ عبد الناصر كان ينوي أن يكسب الوقت للإعداد للمعركة المُقبلة. ويمكن أن نقول إنّ الجانب الإيجابي في حرب 1973 كان الفضل فيه يعود لإعداد النظام الناصري الدوؤب، وإنّ الإدارة السياسيّة التي حوّلت الحرب إلى هزيمة كانت ساداتيّة بالكامل.
التاريخ لا يعود إلى الوراء، وعبد الناصر لم يشكّل سلالة ـــــ ولا كان أولاده في الوارد. لكن المرحلة الحالية وتركة أنور السادات الثقيلة توجب العودة إلى التجربة الناصريّة، ليس بهدف التقليد وإنما بهدف استخلاص العبر، وخصوصاً في مجال الاقتصاد الوطني وخدمة مصالح الفقراء. حتى شعارات المرحلة (بالرغم من المفارقات الفاقعة في بعضها) كان لها بريقها عند الناس. كان هناك تشديد على العزّة والكرامة، فيما يرى الشعب العربي اليوم كلّ الزعماء العرب يذلّون أنفسهم أمام أي موظّف في أي سفارة غربيّة. كان عبد الناصر يحترم نفسه ويحترم موقعه من دون أن يعبد ذاته على طريقة الحكّام العرب. إنّ الصلف والغرور اللذين حكما أوّل خطاب لبشّار الأسد بعد اندلاع الانتفاضة في سوريا، ساهما في تعميق أزمته مع الشعب السوري، لكن عبد الناصر كان له ما ليس لأيّ من زعماء العرب: التمتّع بثقة الناس العاديّين.
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)
41 تعليق
التعليقات
-
جمال عبد الناصروالله اني ارى ببشار الأسد جمال عبد الناصر لهذا الزمن حماه الله وباركه
-
موجودون؟د. أسعد وكأن كل هدفك من كتابة هذا المقال أن "تلطش" بشار الاسد. أوكي.. باستطاعتك أن تتكلم بوضوح وتتوجه مباشرة اليه دون أن تقحم عبد الناصر في الأمر،بالرغم من استمتاعنا واطلاعنا على أمور لم نعشها نحن (هيدا الجيل). أولاً: الكلام عن الكاريزما أعجبني، هناك ما يسمى "السيطرة الكاريزماتية" تكلم عنها ماكس فيبر. وهذا ما تحتاجه "الثورات" لتقوم برأيي. ومن الواضح أن أي واحدة من "الفوضات" التي حصلت والتي تحصل، ليس لديها قائد ذو كاريزما (أهم شي يكون عارف حالو لوين رايح ومؤمن بما يقول). ثانياً، أن تقوم بما يشبه المقارنة (ضمنية) لأخذ العبر، فهذا لا يجوز لأن ظروف الرجلين مختلفة جدّا. وأنتم الذين تكتبون، دائمي التجاهل لنا. للناس العاديين. تغيّرت أمور كثيرة لكن أهمها هو الناس أنفسهم. لو استقال عبد الناصر اليوم، لكتفت الشعوب بارسال "تعليق" عبر فايسبوك. شباب اليوم عزيزي مختلف عن شباب الأمس، لا تجذبه الشوارع بل الشاشات، ولا يصرخ بل يكتب (يحاول)، ولا يملك منظومة أفكار إنما بضع أحرف لاتينية سرقها وجعل منها لغة، ولغة الفايس بوك تختلف عن العربية. ما تغيّر هو الناس أنفسهم، المعنيون بالأمر (أحب هذا المصطلح. أنصحك به). وهؤلاء متى تحركوا ملأوا الساحات والمساحات لدرجة أن "صورة عبر الهاتف" لا تحصرهم. ومن سماتهم أنهم يتمتعون بالوعي الكافي فلا يشترون بالمال النفطي خلال الانتخابات "الحرة".
-
لكنهلكنه لم يترك سدة الحكم فارغة فقد كان هناك مجلس خبراء منتخب قام بتحديد المرشد الجديد وأنجزت الجمهورية الإسلامية إنجازات هائلة على رغم الحصار وباتت دولة ذات قوة كبيرة وكان لها الفضل الكبير في إنتصارات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق لوجود التخطيط و الوعي.. وأخيرا بالنسبة لفتوى الشيخ شلتوت فللأمانة ليس صحيحا أن الموقف التقليدي للأزهر كان تكفير الشيعة (هذا موقف الكثير من السلفيين), نعم إعترف الشيخ شلتوت بجواز التعبد بالمذهب الجعفري وأعتبره كالمذاهب الأخرى (الحنابلة,الشافعية,الحنفية,المالكية).. ولكن لو راجعت مواقف علماء الأزهر تجدها منفتحة بشكل كبير لدى الأغلب (مواقف الشيخ الطيب حاليا جيدة وهو ذكر أنه تعرض لضغوط من نظام حسني مبارك لإطلاق مواقف سلبية ضد الشيعة) وأما التسمية "فقيه النظام" أعتقد أنها من جملة آراء الدكتور أسعد التي يستسهل فيها إتهام الناس(وربما هذا عائد إلى النظرة التقليدية ,التي يمكن أن نسميها رجعية تجاه الدين والمتدينين)..
-
أعتقدأعتقد أن إعادة تقويم تاريخنا الحديث والقديم حاجة ملحة لمعرفة اسباب القصور وتفاديها وتحديد مكامن القوة وتعزيزها, بالنسبة لجمال عبد الناصر أعتقد أنه من المناسب القول أن للرجل إنجازات خصوصا إذا ما قارنا سلوكه بسلوك السادات ومبارك, ولكن من الخطأ إستصغار الأخطاء التي حصلت إبان تسلمه دفة الحكم لا يمكن بأي حال تبرير هزيمة 1967 ومن المناسب التذكير بكلام الإمام علي (ع) الذي ذكره السيد حسن نصر الله منذ أيام "إن أخا الحرب لا ينام...." لم يتصرف النظام الناصري بهذا المنطق ولو فعل لتغّيرت الموازين...ثانيا في مسألة النظام السوري والرئيس بشار الأسد أعتقد أن الأستاذ أسعد ينطلق في آراءه من حالة بغض شديد غير مفهوم على كل حال يكفيه فخرا الصمود الهائل أمام الغرب منذ سنوات طوال ودعم حركات المقاومة التي أنجزت ما لم يستطع نظام عبد الناصر تحقيقه مع التقدير لجهوده.. وعلى أي حال أعتقد أن النموذج الأفضل من نموذج النظام الناصري هو نموذج الجمهورية الإسلامية في إيران, فالإمام الخميني على سبيل المثال رحل عن الدنيا وهو لا يملك إلا القليل (حتى بيته كان صغيرا جدا), ورفض توريث الحكم لأولاده.
-
ضرب براعم الديمقراطيةنحن في سورية نشكر لعبد الناصر ولن ننسى فضله بضرب الديمقراطية الفيتة التي كانت تبزغ في الشرق عبر حل الأحزاب السورية كشرط منه لأقامة الوحدة بين مصر وسورية والحزب الذي لم يوافق على حل نفسه كان مصير أعضائه الملاحقة والسجن كحال والدي وغيره الكثيرين أوالتذويب بالأسيد كما في حالة القائد الشيوعي فرج الله الحلو وإخلاء الساحة للإخوان المسلمين والبعثيين. فكان أن قطفت سورية أعتى أشكال الديكتاتورية في فترة حكمه وهو ما أوصلنا إلى ما نعاني منه هذه الأيام شاكرين له سعيه الذي لن ننساه. كذلك لن ننسى آلة الدعاية التي رافقت وجوده ووصلت لحد الإشاعة بظهور صورته على وجه القمر. يا قمر! ثانياً دون أولاً، ما هي أخبار تمتلك أبنه لمحطات تلفزيونية؟ هل اشتقنا لعبادة الأصنام؟
-
مخفيشكرا" أ. أسعدأبو خليل لأنه من يكتب عن الزعيم عبد الناصر وعن افكاره ومبادئة القيّمة بهذا الزخم والعروبة يستطيع ان يفهم الدكتور بشار الأسد ولو كانت الكتابات خلف الستائر جاء الاسم في جملة واحدة فقط فهل هذا جس النبض كما يقال ؟ أم انك لا تستطيع ان تفصح عن رأيك بشخصه المقاوم؟ ان كان هناك من يحمل هموم العرب والفقير والعامل والفلاح والقومية العربية فهو الدكتور بشار الأسد رغم ذلك مقالك رائع
-
تصحيح لكلمة تقويملن اعلق على مقالة السيد ابو خليل لكن رجاء الى كل الإعلاميين والصحفيين والمترجمين ان يحافظوا على لغتنا العربيه لان كلمة تقويم هنا في غير محلها والصحيح انها تقييم لان تقويم تعني ان هناك اعوجاج ويتم تقويمه او تصحيحه اما تقييم فتعني تقدير وبالانكليزي evaluation. لكن يبدو ان كل شئ بهذا الوطن العربي يخضع للتخرييب حتى اللغه العربيه لاني استغرب من بعض الإعلاميين هذا الجهل باللغة العربيه. واعذروني على الاطاله وان التعليق بالنسبة للبعض خارج سياق موضوع السيد ابو خليل وهو كذلك لانه موجه لكل الكتاب والمعلقين وشكرا .
-
جمال عبد الناصرامابعد عند ما نراجع فترة حكم عبدالناصر كان هناك سلبيات وايجابيات وخاصة في ظل الظروف المحيطة بمصر فانا لا ادافع عن نظام بل عن حقبة سياسية صعبة تحيط به دول عربية لاهم لها الا بطونها وعبادة المستكبر ودول عربية اقرب للعدو من الشقيق تخبره بكل الاسرار و اكثر من ذلك تتامر وبنفس الاسلوب ونفس الدول تتابع الاسلوب مع سوريا فمن غير الممكن الادعاء بان كل شىء جاهز للتغيير السياسي والاصلاح طالما هناك من يتاءمر و يدعي العفة هذه الانظمة ما تزال تحكم والان تعلمنا الحرية وتقاتل من اجلها هذه الايام السوداء التي نمر بها لعن الله امة تستقوي بالظالم ضد الحقوق والحق اخيراسوريا الاسد ستنتصر لانها على حق في قضيتها وحقوقها
-
صفحات مجهولة من اعمال عبد الناصرنحن جيل لم يعيش جمال عبد الناصر (عمري 29 سنة) لكننا نعلمنا وعرفنا صورة العروبة مع عبد الناصر. لكنني منذ فترة قرأت الكثير من الأمور التي جعلتني اسأل نفسي سؤال مركزي: الم يكن ديكتاتورا عبد الناصر؟ الم ينكل بالعديد من المفكرين؟ الم يعدم الكثير من الإسلاميين دون اثباتات؟ ارجو منك دكتور اسعد كتابة مقال يوضح هذه النقطة لأنه حسب ما قرأت فعل كل ذلك عبد الناصر. فهل هذه الصفحات هي حقيقة الصفحات المجهولة من تاريخ عبد الناصر الذي طغت عليها صورة العروبة وقتال اسرائيل فلم يعفرها الكثير من جيلنا؟؟؟؟
-
عندما يذكر العمالقةانا واحد من الناس ضد الثورة في سوريا قلبا وقالبا ومؤيد للنظام السوري... بس لما بتنجاب سيرة العملاق عبد الناصر وبنلاقي البعثيين والأسديين بدهم يخلوا الأسد الأب أو الابن احسن من عبد الناصر فبدنا نحكيلهم وقفوا عندكم منيح والزموا حدودكم... وافهموا من هو عبد الناصر وماذلا قدم... لا يمكن لأحد أن يزاود على عبد الناصر
-
مفال مناسب جدا لمواجهة الهجمةمفال مناسب جدا لمواجهة الهجمة البربرية ضد العروبة. أصبحنا نسمع بمناسبة ومن دون مناسبة سب للفكر الناصري و التقدمي وللعروبة. عندي سؤال: ما اسم الكتاب الذي ذكرته في المقالة و المكتوب من قبل زوجة جمال عبد الناصر؟ شكرا رنا
-
جمال عبد الناصر : اعادة تقويميتوجب فهم عبد الناصر مصريا وعربيا واقليميا وعالميا,واود ايجاز بعض الامثلة على الصعيد المصري, فقد اراد ناصر تحويل مصر من دولة فلاحية بحتة الى دولة صناعية عبر تأمين الكهرباء للمصانع عن طريق بناء السد العالي والذي تم تمويل بناءه عن طريق تأميم قناة السويس, وللعلم فقد بدأت مصر العملية الصناعية بالتزامن مع كوريا الجنوبية, كوريا الجنوبية اليوم هي سادس دولة اقتصادية في العالم ومصر تستورداليوم 60%من احتياجات القمح من الولايات المتحدة.لقد برر السادات طريقه الى المفاوضات بأن ثلثي الناتج القومي يذهب على الانفاق الحربي وبذلك تنوء التنمية الاقتصادية تحت ضرورات المجهود الحربي , اليوم وفي ظل كامب ديفيد وفي ظل المساعدات السنوية الامريكية العسكرية والمدنية يفترض وجود نموا اقتصاديا, لا ان نرى الناس يصطفون طوابير لشراء الخبز. ان الناصرية وضعت نصب اعينها اقليميا محاربة الاستعمار والكل يذكر فضل المساعدة المصرية في انجاح الثورة الجزائريةالمجيدة وكذلك الكل يذكر ارسال الاف الاساتذة والكوادر المصرية لمساعدة الدول المتحررة حديثا من الاستعمار. ان اول خطوة قام بها انقلابيو الكونغو على لومومبا هي اغلاق السفارة المصريةانتقاما منها على دورهافي مساعدة لومومبا.لقد خطا ناصر عالميا لتمثيل حقيقي لدول العالم الثالث بدل ان تتعرض لتجاذبات الحرب الباردة ونجده اسس مع تيتو ونهرو واخرين رابطة دول عدم الانحياز.
-
انا من المتعصبين للدكتور اسعدانا من المتعصبين للدكتور اسعد لانه دائما يمتعنا بمقالات الكثير منا لا يعرفها وخاصة اننا امة لا تقرأ للاسف الشديد لقد عرفنا الدكتور اسعد على حياة رئيس نزل الى الارض عرف طعم الفقر و شعر مع الفقراء واراد اسعد ان يوضح للقارئ الفرق بين خطاب ناصر وجطاب بشار وهنا لم يكتبها عبثا وانا اقول ان اغلب الناس صدمها خطاب بشار الاسد وبالفعل احدث هوة بينه وبين الكثير من الناس.
-
شكراً إستاذ أسعد...ننتظرشكراً إستاذ أسعد... ننتظر مقالاتك من أسبوع إلى أسبوع
-
يشدّك أكثر من الثائر القادم من أميركا الللاتينيّة.تشاهد صوره مع أشهر رمز ثوري، تشي غيفارا، وتلاحظ أنّ عبد الناصر طغى عليه، وأنّه ـــــ في شريط الفيديو ـــــ يشدّك أكثر من الثائر القادم من أميركا الللاتينيّة. يشدّك أكثر يشدّك أكثر من الثائر القادم من أميركا الللاتينيّة الثائر القادم من أميركا الللاتينيّة الثائر الللاتينيّ الثائر الللاتينيّ يشدّك.. الثائر الللاتينيّ يشدّك.. يشدّك.. يشدّك.. شوية, شوية,..... خدنا بحلمك يا عزّام..... دخلك..... ما قلتلي شو بيقربك السيد البراهيم الامين.....
-
عن ماذا تتكلمموضوع مقالتك عن عبد الناصر او عن بشار الاسد يبدو ان الاسد يغضب الكثيريين و لهذا السوريون يحبونه
-
مقال صف حكي ع الفاضيأولا يا أستاذ أسعد عندما تقارن سلبيات عبد الناصر وعيوبه مع حكام دول الخليج ممكن تكون على حق لكن عندما تقارن إيجابياته التي بحسب كلامك هي قال عن الفقراء وتحدث عن المعترين عندما تقارنها بما فعله (الفعل وليس القول) حزب البعث فهناك تناقض غير مفهوم . ثانياً: الحرب في البداية والنهاية هي قرار وعندما لم يخض عبد الناصر حرب 1973 طيلة الفترة التي حكم بها مصر فهو ليس مخطئ بل اتخذ موقفاً ضد الحرب على اسرائيل. ثالثاً: ما اتخذه عبد الناصر بعد هزيمة 1967 من قرارات سوف لن ينساها التاريخ وهي ما مهدت لسقوط مصر من المعادلة العربية وانكشاف دوره (حكم مصر فعلياً فوق الخمسة عشر عاماً كانت انجازاته الاصلاحية الداخلية بلا قيمة عملية على المواطن المصري الفقير) رابعاً: عبد الناصر كان وسيبقى ظاهرة صوتية أكثر منه قائد ثوري لأن الشعوب العربية عاطفية وهو استغلها لصالحه وخاطبها بما تفهم ولعل استسلامه بعد 1967 لهي وصمة عار ستبقى تلاحقه حتى بعد مماته. أخيراً: الصلف والغرور في خطاب بشار الأسد هو كبرياء وكرامة ذاتية نابعة من تاريخ سوري وحضارة سورية وشعب آخر ما يمكنك اتهامه به هو الجبن والخنوع (فما بالك بالطائفية) ولا أريد أن أعتقد بأنك بعيد عن هذه الصفات لما أكنه من احترام لقلمك وجرأتك. مرة تصيب ومرة تخيب
-
سلمت يداك!وسط الركام الذي تعيشه منطقتنا العربية، كامرأة لا تزال مستباحة من الغريب والقريب، رغم الثورات العربية التي علقنا آمالاً عريضة عليها، لا يزال عبد الناصر بما له وما عليه من أنصع الصفحات العربية في التاريخ العربي المعاصر. لقد حاولوا أن يهيلوا عليه التراب وتثبت الأيام أنه كان من أطهر الحكام العرب منذ أن بدأنا نحكم بلداننا. لقد قاموا بتقزيم مصر حتى لا يخرج من يقض مضاجعهم في المشرق العربي، واليوم يحاولون مجددًا وأد الثورة المصرية خوفًا من عودة مصر لقيادة الوطن العربي إلى وضعه الحقيقي على الساحة العالمية، الأمر الذي أصاب شريحة كبيرة من المصريين بالغثيان منهم ومن مناوراتهم. أن تعود اليوم أ.أسعد لتقول كلمة حق في صالح عبد الناصر فهذا أمر يُحمد لك وللعرب الأوفياء لشعوبهم. هل لنا أن نتعلم من أخطائنا ونحاول الوصول إلى صيغة للتفاهم على شاكلة الإتحاد الأوروبي دون تدخل دولة عربية في شؤون أخرى؟
-
دعوةأدعو الأستاذ أسعد أبو خليل إلى زيارة سورية وقضاء أسبوعين أو ثلاثة والانتقال في كافة المناطق خاصة دمشق حلب الساحل الغاب وذلك أسوة بكل الكتاب الموضوعيين والأكاديميين. أستاذ خليل والأعزاء في الأخبارإماأنكم تعرفون سورية من الإعلام فقط. أو أنكم أصحاب سياسة تحريرية لا تحيدون عنها رغم الحقائق. اذهبوا وحاوروا الشعب السوري من خلال عينة عشوائية . الله يطعمكم الموضوعية والناس راجعة.
-
شكرا على المقالشكرا على المقال وان كنت لا اتفق معك مع بعض ما جاء به ولكن زبدة القول: "عبد الناصر كان له ما ليس لأيّ من زعماء العرب: التمتّع بثقة الناس العاديّين." وهنا بيت القصيد, بشار خرج على الناس بأول خطاب بعد الثورة وكأن ما يحدث ليس في سوريا وانما في جمهورية موز لم نسمع بها, ترك " نواب الشعب" يصفقون له ويبتهجون بطلته لدرجة خجل معها في النهاية وهم, لهبلهم لم ينتبهوا لاحراجهم له بالتصفيق الهستيري وكأن المناسبة هي عيد تحرير فلسطين على يد قائدهم المفدى. نعم عبد الناصر مضى الى بارئه ولن يضيره نقد شامت او يزيده مدح مغال. الحقيقة الساطعة ان مرحلته اصبحت تأريخا يؤرخ به ويستذكر عند حركات الشعوب المشتاقة للعزة والكرامة بعد نير الظالمين من حكام الصدفة.
-
خالص الشكر للدكتور أسعد علىخالص الشكر للدكتور أسعد على المقال المهم
-
زرع عبد الناصر في الناس العاديين بذرة الحلم العربي وتحرير فلسطينأذكر كيف فجع الناس البسطاء في قريتي الجليلية الصغيرة في فلسطين عندما توفي عبد الناصر، وكنا يومها نفتح اعيننا على الدنيا ولم نفهم حينها سر هذا الحب العظيم. وكان الناس يستمعون إلى خطاباته سراً في المذياع في ستنينيات القرن الماضي لينعش فيهم حلم تحرير الوطن المغتصب.
-
عبد الناصر و سورياجميل أن يذكرنا الدكتور أسعد بحقبة عبد الناصر و هي مقالة تبعث على الحنين إلى الزمن الجميل رغم تأكيد الدكتور أن الهدف من المقالة ليس الحنين. جمال عبد الناصر شخصية تاريخية و استثنائية بكل المقاييس و هو ليس معصوم عن الخطأ ككل البشر و من لا يعمل لا يخطيء. أكثر ما يؤخذ على الرئيس بشار الأسد إنّه ورث السلطة عن والده. و لكن هل فكّر الدكتور أسعد ماذا كان البديل لو لم يرثها بشار الأسد؟ بكل وضوح كان البديل عبد الحليم خدام! فكّر بالسيناريو الآخر يا دكتورنا العزيز: هل كان انهزم الإحتلال الأميركي في العراق؟ هل كان في مقدور المقاومة دحر عدوان 2006؟ هل كان إحباط مشاريع فيلتمان و وكلائه في لبنان ممكن؟ هل كانت سوريا ستمانع إتفاقية ذل أخرى مع العدو؟ أنت القائل يا دكتور أسعد "إنّ الإلحاح على ضرورة إجراء انتخابات «حرّة»، هدف مغرض لا يُستعمل إلا من أجل تقويض أنظمة معارضة لأميركا. أي أنّ فكرة الانتخابات «الحرّة» ليست بالضرورة أولويّة أو حتى حرّة بوجود المال النفطي والغربي المُنهمر" أضف عليه الإعلام الخليجي. يمكن القول أن أكبر خطايا جمال عبد الناصر إنه لم يعمل على توريث زعامته (بعكس الشائع) و ليس بالضرورة لأحد من عائلته. و هنا نقصد توريث نهجه القومي. بسبب ذلك, أُورث الشعب المصري و العربي 40 عاماً من الذل و المهانة في حقبتي السادات و مبارك. أليس كان من الأفضل لنا جميعاً لو حكم خالد عبد الناصر مصر بدل مبارك و السادات؟
-
جمال عبد الناصر: إعادة تقويمحبذا لو تعيد تقويم رأيك بسماحة السيد حسن....
-
الحكي فوق الشجرة غير الحكي تحتهاأستاذ أبو خليل لاشك أنك أستاذ بكل معنى الكلمة لكن فيما خص سوريا وبشار الأسد فالحكي فوق الشجرة غير الحكي تحتها. أنت تنظر(تنظيرا) من أميركا أهلا وسهلا بك مرشدا ولكن على أرض سوريا
-
ما نقيت إلا هي؟وطلع معك بشار الأسد مغرور كمان ؟؟؟ الرجل الذي يتنقل دون حراس، ويوصل أولاده بنفسه، ويجلس إلى موائد الجميع دون تكلف، ويتحدث مع الجميع دون سؤال، ولا مربية في بيته، مغرور؟؟ "أحيه أحيه يا بو سوسو" بتعرف شو يا أستاذ أسعد؟ يعني من مستحيل أحياناً، وقد ما جربت، إنك تخبي شرش الحقد المستشرس ضد النظام السوري بشكل عام وضد بشار الأسد بالتحديد في تفكيرك وعقلك هلأ نحنا صراحة لن نسأل عن سبب هذا الحقد وبصراحة أكثر لا يهمنا بس جرب حضرتك إنتا ورايق شي نهار بعد الظهر، بعد شهر من الآن مسوك هالمقال وتسلى فيه أقرأه من أوله إلى آخره أقرأ العنوان "إعادة تقويم لجمال عبد الناصر"، الأحداث المصرية، الشخصيات، التواريخ وبعدين، متل الأربعا بآخر الجمعة "الصلف والغرور اللذين حكما أوّل خطاب لبشّار الأسد بعد اندلاع الانتفاضة في سوريا، ساهما في تعميق أزمته مع الشعب السوري" أنت يا أستاذ أسعد، وبكل بساطة تكره بشار الأسد لمجرد أنه بشار الأسد، وليس لأي سبب آخر وبالرغم من أن قرب هذا الرئيس العربي بالذات من الناس هو أحد أسباب شعبيته (وتذكر أن بشار ابن رئيس، بينما الريّس ناصر كان من عائلة متواضعة)، تريد وبطريقة ما أن تنزع هذه الصفة عنه من فضلك، جرّب أن لا تتحدث عن المواضيع التي تعرف أن عاطفتك ستجرفك بعيداً عند الحكم عليها فهي ليست مخفية على أحد يعني كرمالك
-
دائما رائع اسعد ابو خليل ولكندائما رائع اسعد ابو خليل ولكن سيطل عليك من يقول لا تقدر الا ان تتكلم عن بشار الاسد؟ولكن الذي كتببته رائع جدا .