هل تكون الفلسفة، وهي العلم الكلِّي الذي يُبدع الأفاهيم (concepts) الحاملة لصفة القبْلية، أكثر تأثيراً في حياتنا اليومية؟ وهل تكون الفلسفة قادرة على مساعدتنا في حل الأزمات الوجودية التي تواجهنا، لناحية المعنى - معنى الوجود، والتخفيف من وطأة ما يُطلَقُ عليه تسمية «الاضطرابات الذهنية- العصبية»؟
وعليه، هل تكون الفلسفة رديفة أو بديلة لعلمٍ آخر، وهو علم النفس، الذي أخذ على عاتقه، ومنذ تأسيسه في أوائل القرن الماضي، التعاطي مع المشاكل العصبية والنفسية؟ آخذاً الصدارة لعقود كثيرة على حساب علوم أخرى. ولكن في مساره والتحولات التي سلكها أخذ منحىً انحدرياً، أنتج حركة نقديّة لعلم النفس وهو العلم العام القائم على المعلومات. حيث كان للفلسفة الوجودية، التي تقدّمت في طروحاتها من «الناسك الهولندي» كيركغارد إلى سارتر، متأثرة بهايدغر في فلسفة الكائن والكينونة، وكذلك تأثر هذا النقد بعلم الفيمياء Phénoménologie الذي ظهّره هوسرل، بعد أن كان قد أسّسه كانط. كل ذلك فتح آفاقاً واسعة أمام رؤى نقدية لعلم النفس الممارس والانطلاق لاستعادة جوهر الفلسفة اليونانية، فلسفة الكائن، والفلسفة المشائية، وحوارات سقراط، كرياضة للروح، والفلسفة كطريقة حياة وعلاج للروح.
إنّ علم النفس وضع لنفسه مهمة دراسة طريقة التفكير حول السلوك عبر التحليل النفسي Psychanalyse وأدواته، «اللاوعي»، الذي هو وعي مقموع أو محجوب. وهذا المنهج يساهم، بحسب علم النفس، في إيضاح التعبيرات اللاواعية للسلوك.
فرويد، هو الذي وضع مفهوم «عقدة أوديب» كمنطلق على قاعدة الليبيدو Libido، الشهوة الجنسية، ومفهوم الأبوية parentale وهي «علاقة الأب والأم والطفل» عبر التأويل وعملية التحويل التي في جوهرها دراسة وتحليل نشوء الرغبة الجنسية وتفتحها، والكوابح التي تواجهها. والهدف معرفة أسباب المعاناة الناجمة عبر الكآبة أو حالة من التوتر الدائم. وفرويد كان قد حدّد أربعة أفاهيم كلاسيكية أساسية لممارسته: اللاوعي، التدريب، التحويل، الدوافع ومفهوم القمع الذاتي، وعلى هذه الأسس يتم صياغة الأفكار وجمعها. أمّا التنويم المغناطيسي Hypnose فاستعمل كأداة لكشف الوعي المكبوت.
هذا العلم الجديد سرعان ما دخل منزلق العلاجات الدوائية واستخدمها كمجال للربح لدى الشركات الصيدلانية الكبرى وأصبح دور التحليل النفسي هامشيّاً، بالعلاقة بين المريض والمعالج، ومقدمة لعلاج دوائي بنسبة تتراوح بين 85 % إلى 90 % من الحالات، وهذا ما أثار عملية النقد الحادة لمآلات علم النفس عبر طرح أسئلة مشروعة.
لماذا المعالجون النفسيون يرتكزون في علاجاتهم على المستحضرات الكيميائية الدوائية؟ ولماذا ازداد عدد أصناف الاضطرابات العقلية من 106 تشخيصات في العام 1952 إلى 374 تشخيص في العقد الأول من هذا القرن، في دراسات أوردها العالم جيمس دايفيز في كتابه «المتصدّع»: «لماذا يسبب الطب النفسي ضرراً أكثر من الفائدة؟» (Crashed: Why psychiatry is doing more harm than good).
وجيمس معالج نفسي ممارس، مختص بالأنتروبولوجيا الاجتماعية في جامعة أوكسفورد وفي جامعة روهامبتون في لندن. وهو يشير في كتابه إلى أن علم النفس هو علم كاذب، والطب النفسي السريري هو الذي أوصلنا إلى الحضيض وهو من افتتح الكلام عن «إمبريالية الطب النفسي السريري».
التساؤل الآخر هو: لماذا أصبح الطب النفسي استثماراً كبيراً (بزنس)، ولماذا توصف هذه الكمية الكبيرة من مضادات الاكتئاب وأنواعها التي توصف للمرضى. «47 مليون وصفة طبية لمضادات الإكتئاب سنوياً تصدر في بريطانيا» (بحسب ديفيس)، وهذه الوصفات أعطيت دون مبرر طبي، وبلغت أصناف مضادات الاكتئاب 46 صنفاً!
وهنا لا بد من الإشارة، كمثال، إلى أن الحزن والمعاناة تم علاجهما كاضطرابات عقلية، كأمراض تستوجب علاجات صيدلانية. وهذا النوع من العلاج يهدف بالضرورة إلى مكاسب مادية للطبيب المعالج والشركات الصيدلانية. وفي هذه الحالة، فإنّ الأطباء النفسيون مطالبون بالإجابة على أسئلة أخلاقية حيث السلطة والمال يسيطران على الرأس والقلب. وفي المسار نفسه يتم تعزيز الدعاية، وأمام أي حادث، أو صدمة بشكل عرضي، تطلب استشارة نفسية. وهذا يطال نسبة عالية من المواطنين في البلاد الصناعية.
والطبيب النفسي يَفتَرِض دائماً أنه يعرف ما هو جيد وما هو سيّئ، ما هو صحي وما هو غير صحي، ومثالي ومرضٍ بطريقة غير نقدية وغير قابلة للرد، بعيداً عن النقاش الأخلاقي والشروط الاقتصادية-الإجتماعية في محاولة لاستبدال القوانين السياسية بالقوانين الطبية، مقدمة للتحكم بأفراد المجتمع، ووضع حدود أمام النشاط الفردي في اتخاذ القرارات الخاصة.
وعلم النفس أصبح إيديولوجية للسلطة والمال. وهذا النوع من الاستبداد في الطب يصبح مؤذياً، ويمكن أن يدفع إلى أضرار علاجية من خلال الإصرار على «الحرفية» و«البسيط» حيث اللغة لغة سلطوية ولغة مسيطرة. بينما المرض هو نتيجة خلل في وظائف أعضاء الإنسان.
فـ«الاضطراب النفسي» مصطلح غير محدّد وغير معروف، بحسب جيمس، ولا يستند إلى أساس علمي، ويدّعي أنّه مجال علمي، فيما المشاكل النفسية هي مشاكل حياة.
وهنا أشير، للتوضيح، إلى أن علم «فيزيولوجيا الأعصاب» حدّد -ومنذ عقود كثيرة- هرمونات السعادة وهرمونات الكآبة أو الاكتئاب التي يفرزها دماغنا، وهي مجموعة من الأفيونات: السيروتونين sérotonine، هرمون السعادة المسؤول عن المزاج، والدوبامين، هرمون اللذة، إضافة إلى أندروفين Endorphine والأوسيتوسين Ocytocine.
ويرصد البروفيسور الروسي سرغي سافيليف في كتابه «فقر الدماغ» 2016، حالات من «الإدمان الداخلي» عند بعض النجوم في هوليوود وغيرها، على الأفيونيات التي يفرزها دماغنا، وهذه الحالات مرتبطة بحالات محددة، وتعمل ضمن قواعدها.
فالقلق المستدام أمام المشاكل الحياتية يساهم في انخفاض إفرازات هرمون السعادة وبالتالي تنشأ حالة من الاكتئاب. ولكن من أين يأتي هذا القلق وكيف يمكننا تبديده؟ هل من خلال المستحضرات المضادة للكآبة؟ أم من خلال تفكيك حالة القلق التي يعيشها الإنسان والمرتبطة بعوامل بيولوجية واجتماعية ونفسية وروحية؟
وفي حالات الرضى والاکتفاء يتم إفراز هرمون السعادة - لأن السعادة هي الحصول على ما نحتاجه وما نرغب به.
وعليه، فإنّ تخفيض حالات القلق تؤدي إلى تخفيض حالة الاكتئاب وزيادة الإنتاجية في العمل والكفاءة في إنجازه وجعل الرغبات أكثر واقعية والتوقعات أقل تفاؤلاً يقرّب حصولنا على السعادة، دون حاجة إلى طرق العلاج القسرية والتي تتناقض مع طبيعة عمل فيزيولوجيا الدماغ، غير آخذة بالاعتبار لأي عامل اجتماعي آخر، أو اقتصادي أو نفسي أو روحي. والروح هنا هي نتاج الجسد، وهي حالة التأمل والتفكر والنشاط الذهني، وهي توافق العقل. أمّا الأحاسيس والانفعالات فهي كلها مظاهر خارجية.

أزمة المعنى ونشوؤها
الإنسان، وفي مراحل تطوره التاريخي (الأنتروبولوجي)، عبر ملايين السنين، واجه عمليات اصطفاء طبيعي واصطفاء اصطناعي قاسٍ في عملية النشوء.
وفي مرحلة تشكّل القشرة الدماغية الجديدة Neocortex حيث بدأ النشاط الذهني، وبدأ مع هذا التكوين تشكّل الوعي عند أسلافنا، ومع بدء تشكّل هذا الوعي البشري بدأت الأسئلة، في محاولة للتعرّف على هذا الوجود، ولاحقاً على وجودنا الذاتي الخاص. وتطورت الأسئلة وبخاصة عند اصطدام وعينا بحتمية الموت. وما معنى هذا الوجود إذا كان الموت حتمياً، مضافاً إلى أسئلة ما بعد الموت. وهي التي لا زالت لمئات الآلاف من السنين قائمة في ذاكرتنا البشرية، وأصبحت موضوعاً للتفكير ودافعاً للقلق، وفي أكثر اللحظات تضعنا أمام امتحان معنى هذا الوجود. والإجابات على هذه الأسئلة لم تكتمل بعد.
إذاً، الأسئلة الوجودية بدأت، والأجوبة عليها كانت متدرجة، من الخوف والخضوع لقوى الطبيعة الهائلة، إلى إجابات حاولت تجاوز هذا القلق، فكانت إجابات سهلة على أسئلة صعبة، الله خالق الكون والبشر، وبعد الموت هناك حياة أخرى. والمعاني الوجودية كانت متباينة بين العبودية للخالق أو الخلاص من الخطيئة، أو بلوغ الحكمة. وبهذه الأجوبة كان المعنى جماعياً للبشر. «النحن» على حساب «الأنا».
ماذا عن الكينونة التي بدت أكثر تبلوراً في الفلسفة الحديثة وأصبح واضحاً أن الكائن الذي هو الوجود نفسه بدأ بالبحث عن معنى لهذا الوجود من خلال الإجابة على أسئلة وجودية؟
عند اليونان تم دفع فكرة أن تكون الفلسفة علاجاً لاضطرابات الروح، وأفلاطون أشار إليها صراحة في «الصحة العقلية» مشبهاً إياها بالنغمة الموسيقية، مؤكداً أن الهدف النهائي هو تكامل ثلاثة أجزاء من الشخصية معتبراً أن الفلسفة هي طريقة حياة وتقدّم نفسها كعلاج بدءاً من تشخيص الانحراف والاضطراب في «الروح والمجمع». والسعادة الروحية تتحقّق عبر الفضيلة. واعتبر أن العقليّة السليمة هي انسجام العقل مع الكينونة. وهذا الانسجام يتحقق في انتقال الروح من ظلال الكهف إلى ضوء الحقيقة - الخیر - وبالتأکید عبر الوعي.
وسقراط قبله اعتبر أنه عبر الحوار يتم استيضاح الحقيقة عن الوجود الخاص كمواجهة وجودية فيها استعادة المعنى المفقود.
هذه المقدمات، ومع التأسيس الجديد للفلسفة مع كانط، توجهت حيث الإرادة الحرة هي التي تختار وتفعل، وموضوعها الأساس أصبح مسألة المعنى. ومع الفلسفة الوجودية من كيركغارد إلى سارتر وعلم الفيمياء الذي ظهر مع هوسرل.
أشار كانط في كتابه «النقد» إلى استحالة معرفة الشيء في ذاته. ولكن ما نستطيع دراسته هو الفينمان Phénomène، مجموعة الصفات الموضوعية للشيء للوصول إلى فهم ماهية الشيء. وهذا الفينمان بامتياز، ليس سوى الكائن نفسه بحسب هايدغر. والكائن الذي هو الأكثر غموضاً، هو نفسه الأكثر حاجة لأن يوضع في الضوء. والكائن ليس شيئاً موجوداً وإنما الوجود نفسه. وبالتالي أن تكون يعني أن تمتلك «معنى» لوجودك.
وهذا الكائن الذي هو الوجود نفسه، من خلاله ينوجد كل شيء. إنه كالضوء الذي هو ليس شيئاً نجعله مرئياً، ولكن الضوء هو الذي يضيء كل شيء (عبر عملية الوعي).
إنه الوعي بعامة، والوعي الذاتي بخاصة يجعل الوجود حقيقة. وفي علاقة مع وعي ذاتي آخر يكتمل المعنى ويكتمل الإعتراف في صيرورته اللانهائية. إنّ تجاوز وعينا البائس لا يمكن أن يحصل إلّا بالوعي، ومعرفة أسباب هذا الشقاء وإزالتها.
في ظل نمط حياة المجتمع الحديث يعاني الإنسان من الضغط والتوتر وكذلك من التشتّت والإحباط، حيث الفراغ والمعاناة الوجودية والإرتباك الأخلاقي، فتظهر أعراض مثل الملل والتحيّز والتوتر الدائمين. والناس البؤساء الذين يحاولون البحث عن معنى لوجودهم، لن يجدوه في علم النفس، العلم العام القائم على المعلومات. وإنما في الحوارات الفلسفية والعلاج بالكلمة Logotherapy. إنهم بحاجة إلى الفلسفة حيث الحلول متعددة الأبعاد وسياقية، وليست علماً عاماً. وبهذه الحالة فالفلسفة يمكن أن تكون أكثر نفعاً وتعطي نتائج فعّالة أكثر من المستحضرات الصيدلانية، في محاولة تخطي مخاطر ومشكلات الحياة الإنسانية. كذلك فإن الرغبة في إيجاد معنى هو مطلب للروح البشرية في وقت نستمر فيه بالاندهاش أمام غموض الكينونة. فالاضطرابات العقلية ليست سوى مشاكل حياة، مسألة «كيف نكون في هذا العالم؟».
الفلسفة العملية، وعلى أسس نقديّة، بدأت تقدّم نفسها كبديل ممكن في مواجهة «الإضطربات الذهنية» لمساعدة الأشخاص، وعبر الحوارات، ليكونوا قادرين على إعطاء المعنى لحياتهم، لوجودهم، دون تحویل مشاکل الإنسان المعقدة إلى «اضطرابات عقلية» كما في علم النفس وإنما تقدّم رؤى فلسفية وجودية تساعد على الإجابة على أسئلة المعنى وأسئلة القيم والاختيار، والإستقلالية والحرية والمسؤولية، وتشجّع على التأمّل والتروي والحوار، وبالنتيجة إلى وعي الذات وفهمها. وكذلك تساعد في فهم التحولات الشخصية وتضمن المسير الآمن بمواجهة هذه الصعوبات، لأن الفلسفة العملية أو الممارسة، تعترف بتعقيدات التجربة البشرية وكذلك بأهمية التفكير الفلسفي بمواجهة صعوبات الحياة معتبرة أن الحرية والمسؤولية هي روح الكائن. كل ذلك عبر تعزيز الوعي الذاتي وعبر تفتح إمكانيات الاختيار والتفاعل لطرح الأسئلة المناسبة وتفكيك المنظومة المهيمنة.
ففكرة العلاج بالکلمة Logotherapy قد أطلقها فيكتور فرانكل في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، وهو طبيب نفسي ممارس. والهدف هو دفع وعي الإنسان نحو «معنى شخصي» للحياة موجه إلى المستقبل بترسيخ قدراتنا على المكابدة والتحمل والصمود بمواجهة الصعوبات والمعاناة عبر البحث عن هدف. باعتبار أن إرادة البحث عن «معنى» هي لذة إيجاد «معنى للحياة». وإيجاد المعنى يحفّز حب البقاء.
إذاً، العلاج بالكلمة يهدف في النهاية إلى المساعدة على استخدام أفضل الينابيع النفسية لدى الإنسان لمقاومة المحن والشقاء. وابتكر طريقة التحليل الوجودي للبحث في أسئة الوجود للوصول إلى المعنى، وشعاره الأساسي: «الروح في جوهرها حرية».
إنّ التعامل مع العلاج بالكلمة بقي محدوداً، في ظل هيمنة علم النفس، ولم يقتصر التحليل الوجودي على أعمال فرانكل، بل برز في أعمال مجموعة كبيرة من الباحثين أمثال لودفيك بينسواغر وميدارد بوس وروللو ماي وإيغور كاروسو وإيرفين يالوم... الذين ارتكزوا في مساهماتهم النظرية على الفلسفة الوجودية والفيميائية Phénoménologie عند هوسرل وهايدغر وسارتر، ويوبيد ومارسل وشيللر وجاسبر وآخرين.
وكذلك فإن جمعية فيلادلفيا في بريطانيا كانت واحدة من الجمعيات التي عملت على دمج التناول الفلسفي والنفسي للشخصية الإنسانية.
ولكن ماذا عن واقع الأفاهيم concepts الفلسفية ودورها في دفع عملية العلاج بالكلمة؟
الأفهوم الفلسفي المجرد، الكلي، والذي يحمل صفة القبْلية. وهو في آنٍ متضمّن لكل التصورات والمفاهيم حول الشيء. وهنا مهمة العاملين بالفلسفة وهي استيضاح هذه المفاهيم والتصورات وصياغتها، في محاولة لجعلها ممكنة في عملية البحث عن المعنى وإنشائه. وهي مطلب كل إنسان أن يجد المعنى لوجوده الخاص، كون الاضطرابات الذهنية أو النفسية ناتجة عن غياب المعنى أو عن وجود معنی مضطرب. أفهوم الحرية والمسؤولية، أفهوم الاستقلالية والتبعية، الكآبة والسعادة واللذة، السيادة والعبودية، الحاجة والرغبة، الكائن والكينونة والوجود والاعتراف... إن فض مضامين هذه الأفاهيم وغيرها من الأفاهيم تساهم بلا شك في تشكّل وعي ذاتي بذاته (فيّاه) ولذاته (ليّاه). وعبر هذا الوعي يستطيع الكائن أن يمتلك أدوات فهم الواقع ومواجهة المشاكل اليومية وإنشاء معنى لوجوده، من خلال مسؤوليته المتلازمة مع حريته.
كل هذه العملية بحاجة لإنشاء منهج، ونظام، وإلى مزيد من البحث. «العلاج بالكلمة» يصبح العلاج بالفلسفة «Philotherapie» في ارتباط مع التحليل الوجودي Analyse Existentielle
و هذه القراءة حلقة في سلسلة نقاشات حول دور الفلسفة العملية الممارسَة في علاج الاضطرابات المسمّاة عقلية، ودور «العيادة الفلسفية» في هذا المجال «clinique Philo».

* باحث