النظام الغذائيّ الجديدحاولنا في مقالنا السابق إيجاز تأثيرات النظام العالمي المسيطر على قطاعات عدّة مع التركيز على النظم الغذائية. لقد مرّ النظام الغذائي العالمي بثلاث مراحل، بدءاً من أواخر القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن الواحد والعشرين. خلال النظام الغذائي الأول كانت دول الجنوب تُطعم دول الشمال. انعكس اتجاه تدفق الغذاء بعد الكساد الكبير (1930) فاستعملت دول الشمال إنتاج الغذاء لتغذية صناعة الحرب الباردة في دول العالم الثالث. بعد تأسيس منظمة التجارة العالمية، دخل العالم في مرحلة النظام الغذائي الثالث حيث تعمّق التصنيع الغذائي التجاري وسيطرت الشركات العبر قارية على سلاسل الإنتاج والتوزيع في العالم. مع بداية عام 2020، دفعت جائحة «كوفيد-19» باتجاه تغييرات على مستويات عدّة منها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية وبالتالي على مستوى التغذية والأمن الغذائي. وقد أتت أزمة الحرب في أوكرانيا لتعمّق هذه الأزمات وخصوصاً على مستوى الغذاء والطاقة. كل ذلك يدفع باتجاه نظام عالمي جديد لم تتوضح معالمه بعد، لكن الأكيد أنه على مستوى النظم الغذائية يقبل العالم على النظام الغذائي الرابع.

النظام الغذائيّ الرابع
أدخلت جائحة «كوفيد-19» العالم في أزمة اقتصادية، بدءاً من الربع الأول من عام 2020. أدّت إجراءات السلامة العامة، من الإغلاق التام كما إجراءات التباعد الاجتماعي، إلى «تباطؤ خطير في النشاط الاقتصادي وتعطّل سلاسل التوريد». دفعت جائحة «كوفيد-19» حوالي 132 مليون شخص إضافي نحو المجاعة بعد أن كانت التقديرات تُشير إلى أن 2 مليار شخص يعانون من نقص حاد في الغذاء في عام 2014. تعرّض أكثر من 25 بلداً إلى خطر «التدهور الكبير في الأمن الغذائي بسبب الآثار الاجتماعية والاقتصادية للجائحة» (1).
تركت عدّة عوامل أثرها على النظم الغذائية والأمن الغذائي والتغذية بسبب «كوفيد-19». تعطلت سلاسل التوريد فأثّرت على توفّر الغذاء وأسعاره ونوعيته. أدّى إغلاق مرافق إنتاج الغذاء (مطاعم ومصانع) إلى انهيار الطلب على المنتجات الزراعية، كما أدّت صعوبة إيصال المنتجات إلى أسواق الاستهلاك إلى إغراق السوق في مناطق الإنتاج فباتت تُرمى أو تطمر في الحقول بسبب عدم توفر وسائل تخزين عند المنتجين/ المزارعين (1). من ناحية أخرى، فرضت الدول المنتجة للمواد الغذائية الأساسية، من القمح والأرز والذرة، قيوداً صارمة على تصدير هذه المنتجات بذريعة الحفاظ على أمنها الغذائي، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار هذه المواد وإلى فقدان الأمن الغذائي في الدول الهشّة التي تعتمد على الاستيراد لتأمين غذائها (2). دفع انهيار نظام العمالة في النظم الغذائية إلى تعميق تعطّل سلاسل التوريد، إمّا بسبب الاإلاق التام وإمّا بسبب تفشي الإصابات بـ«كوفيد-19» بين العاملين في النظم الغذائية.

(نايت ويليامز)

أدّى الركود الاقتصادي بسبب جائحة «كوفيد-19» إلى خسارة نحو 400 مليون وظيفة بدوام كامل حول العالم (3). ارتدّ ذلك سلباً على القدرة الشرائية للذين خسروا مصادر دخلهم، فتهدّدَ الأمن الغذائي للشعوب التي تعاني أصلاً من مشاكل توفّر الغذاء. سبّبت جائحة «كوفيد-19» أيضاً اتساع هوّة عدم المساواة في الوصول إلى الغذاء والماء والخدمات الطبية وتوفّر فرص العمل وانعكس ذلك بالتالي على الأمن الغذائي والتغذية (1). تطبيقاً للتوصيات الدولية، اتخذت دول العالم الثالث إجراءات مشدّدة تجاه الأسواق (الشعبية) غير الرسمية ظناً منها أن هذه المساحات الجغرافية تشكّل بؤراً لنشر الوباء بالرغم من أنها تُنظّم في الهواء الطلق وهي أكثر أماناً من الأماكن المغلقة (4). تسبّبت هذه الإجراءات بانخفاض توفّر الخُضر والفواكه، ما حرم الفقراء وذوي الدخل المحدود من أحد أهم مصادر الفيتامينات والمعادن. أدّى تعطل سلاسل التوريد وإجراءات السلامة العامة إلى ارتفاع في أسعار المنتجات المحلية وخاصةً في الدول التي تعتمد على استيراد الأغذية بشكل أساسي (5).
لم تكد الأزمة الغذائية التي تسببت بها جائحة «كوفيد-19» تجد طريقها إلى الاستقرار، حتى ظهرت أزمة عالمية جديدة أدّت إلى تعميق أزمة الغذاء العالمية. أتت الحرب في أوكرانيا في أسوأ الظروف العالمية الغذائية حيث الاضطرابات كبيرة في سلاسل توريد الغذاء بسبب «كوفيد-19» من جهة، ومن جهة أخرى الطلب العالمي على الغذاء في ازدياد مطّرد وإنتاج المحاصيل يعاني من تدهور عالمي (6). تسببت الحرب في أوكرانيا بتعطيل سلاسل توريد الحبوب والأسمدة الكيماوية حول العالم، بالإضافة إلى أزمة في الطاقة أيضاً. تسيطر روسيا وأوكرانيا مجتمعتين على 12% من السعرات الحرارية الغذائية في الأسواق العالمية. وتتحكّم الدولتان بحوالي 75% من السوق العالمي لزيت عباد الشمس، 35% من سوق القمح، 27% من سوق الشعير، و17% من سوق الذرة (7). تُعتبر روسيا وأوكرانيا «سلة الخبز العالمية» حيث دفعت الحرب بين الدولتين حوالي 50 مليون شخص إضافي نحو الجوع الحادّ (8). تشير تقديرات البنك الدولي (9) إلى أن كل ارتفاع بقيمة 1% على أسعار الغذاء يدفع حوالي 10 ملايين شخص إضافي نحو الفقر المدقع.
لم ينهر النموذج العالمي المسيطر تحت ضغط الأزمات المتتالية، لكن نتج عن ذلك الكثير من المعاناة الجماعية وتركيز مكاسب ضخمة بيد قلة قليلة (10). فالشركات الضخمة التي تمكنت من البقاء قيد العمل «ركّزت الجزء الأكبر من السكان المستهلكين في ممرات مؤسساتها أو على منصات التسوق الإلكترونية الخاصة بها». في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً زادت الأرباح اليومية لمتاجر البقالة الضخمة (السوبرماركت) 25% خلال عام 2020 بالمقارنة مع العام السابق (11). وفي أستراليا، أعلنت سلسلة سوبرماركت «Woolworths» عن 20 ألف فرصة عمل جديدة في شركاتها خلال آذار 2020 لتلبية حاجات زبائنها (12). وفي المملكة المتحدة، أعلنت ست من سلاسل المخازن الرئيسية وسلاسل مخازن البيع بالتجزئة أنه يتوجب عليها تسديد 1.8 مليار إلى السلطات المحلية بسبب ارتفاع قيمة محفظتها الاستثمارية (13).
أعادت أزمة «كوفيد-19» والأزمة في أوكرانيا التذكير بأهمية الغذاء على الصعيد العالمي وقدرته على فرض أجندات دولية. فالبرغم من أن روسيا وأوكرانيا تساهمان مجتمعتين بـ 2% فقط من الناتج العالمي الكلي (14) إلا أنهما تشكلان معاً سلة الخبز الأساسية لأكثر من 50 دولة حول العالم: 30 دولة تستورد أكثر من 30% من استهلاكها من القمح من روسيا وأوكرانيا، وأكثر من 20 دولة تستورد أكثر من 50% من احتياجاتها من القمح منهما أيضاً (15). سينتج عن الأحداث المتتالية منذ عام 2020 نظام غذائي جديد هو «النظام الغذائي الرابع».
سيحافظ النظام الغذائي الرابع على العناوين الرئيسية في النظام الغذائي الثالث (الذي ظهر بعد إنشاء منظمة التجارة العالمية) ومنها فرض القوانين المناسبة لكل من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا دون الأخذ في الاعتبار مصالح الدول النامية وتعميق عملية التصنيع الغذائي التجاري وعولمتها عبر ربط الشركات المحلية بالشركات عبر القارية. لكن من المتوقع أن تكون هناك طفرة في بعض آليات النظام الغذائي العالمي تؤدي إلى نشوء النظام الغذائي الرابع.
التحوّل الأول المتوقّع في النظام الغذائي الرابع هو التأكيد على أولوية أسعار السوق في قرارات المنتج والمستهلك وإعادة تشكيل السياسات الغذائية الدولية ومنها الضغط باتجاه فتح أسواق الإنتاج ومنع فرض أي قيود تؤدي إلى عرقلة تدفق الغذاء والأسمدة الكيميائية. تحت حجج ومبررات شتى، منها المجاعة والأمن الغذائي العالمي، سيحاول النظام الغذائي الرابع الفرض على الدول المنتجة للغذاء والأسمدة (وهي في غالبيتها دول من خارج النظام العالمي المسيطر) عدم وضع أي قيود لبيع مُنتجاتها مثل منع التصدير بالكامل أو وضع سقوفات عليه (Quotas). يحذّر نائب رئيس البنك الدولي للتنمية المستدامة Juergen Voegele في مقابلة نشرها موقع البنك بداية عام 2022 (16)، من التلاعب بالسوق العالمي للقمح والأسمدة الكيميائية (تسيطر روسيا على 20% من سوق القمح العالمي وأوكرانيا على 10% منه، كما تسيطر روسيا وبيلاروسيا معاً على 20% من السوق العالمي للأسمدة الكيميائية حسب Voegele دون أن يذكر ما هي الإجراءات التي يراها مناسبة كي تتمكن هذه الدول المنتجة من حماية أمنها وسيادتها الغذائية.
التحوّل الثاني في النظام الغذائي الرابع هو فرض تحولات جذرية في النظم الغذائية ككل. ينصح البنك الدولي (16) بتنويع النظم الغذائية وخاصة في البلدان التي تستورد قسماً كبيراً من غذائها. هذا يدفع باتجاهين: تنويع مصادر استيراد الغذاء وتغيير النمط الغذائي الفردي. فبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثلاً التي تستورد القمح من منطقة بلدان البحر الأسود (بلدان ذات تأثير ضعيف في النظام العالمي المسيطر) لقربها الجغرافي، عليها تنويع مصادر استيرادها من بلدان أخرى أبعد جغرافياً حتى لو أدّى ذلك إلى ارتفاع في أسعار القمح المستهلك. لكن ذلك ضروري لضمان أمنها الغذائي. كما ينصح البنك الدولي بتحويل النظام الغذائي الفردي نحو نظام مغذّ، متنوع، وذي قيمة مضافة مرتفعة. هذا يجعلنا نفكر بالكم الهائل من الأبحاث التي تظهر أخيراً حول استبدال مصادر اللحوم من الماشية بالديدان والجراد. وتحت عناوين شتى منها تخفيف الاحتباس الحراري وانبعاث الغازات وتأمين مصادر بروتينات حيوانية مستدامة وغير باهظة الثمن، يمكن أن يطرح النظام الغذائي الرابع استبدال نصف كمية اللحوم المستهلكة من الماشية بلحوم الديدان والجراد. وحسب دراسة أجراها بيتر ألكسندر في جامعة أدنبره يمكن أن يؤدي استبدال نصف الكمية المستهلكة من لحوم الماشية إلى تخفيض المساحات المزروعة عالمياً بحوالي الثلث. وقد بدأت هذه الظاهرة تأخذ طريقها إلى الأسواق العالمية حيث تعرض سلسلة بقاليات «Carrefour» و«Sainsbury’s» الأوروبية على رفوفها الحشرات الصالحة للأكل كما تعرض سلسلة المطاعم الأميركية «Wayback Burgers» على زبائنها ميلك شيك الجراد (17). يبقى أن نشير إلى أنه حسب إحصائيات دائرة الزراعة في الولايات المتحدة الأميركية (USDA) في عام 2020، تسيطر كل من البرازيل والهند والأرجنتين على حوالي 45% من السوق العالمي للحوم (البرازيل وحدها 24%) (18).
التحوّل الثالث هو رفع الدعم عن الوقود الحيوي (Biofuels) وتعليق التفويضات بحجة الاحتفاظ باستقرار الإمدادات الغذائية العالمية وتهدئة ارتفاع الأسعار حسب المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية IFPRI (7). بالرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية هي المنتج الأول في العالم للوقود الحيوي (1435 بيتاجول petajoules) إلا أن البرازيل وإندونسيا تنتجان مجتمعتين ما يعادل تقريباً الإنتاج الأميركي من الوقود الحيوي (19) وتأتي الأرجنتين وإندونيسيا ضمن قائمة الدول الخمس الأولى المصدّرة لوقود الديزل الحيوي (20). نذكّر بأن الطاقة أصبحت جزءاً أساسياً من النظام الغذائي العالمي حيث يفرض الاعتماد على الوقود قيداً محدداً على جدوى الزراعة الصناعية. ويلعب الوقود دوراً بارزاً في النظام الغذائي العالمي نظراً إلى اعتماد هذا النظام بشكل واسع على آليات النقل والتوزيع عبر العالم، فباتت عبارة «أميال الطعام» (Food miles) شائعة الاستعمال. كما يلاحظ تضخم أسعار المواد الغذائية مع ارتفاع سعر الوقود بما يشرح عقدة تكامل الوقود والغذاء (21). أبرز مثال على ذلك هو زيت النخيل الذي يدخل في الكثير من الصناعات الغذائية والذي بات مندمجاً جداً في أسواق الطاقة بحيث يتحرك سعره بالتوازي مع أسعار النفط الخام فأصبح الغذاء وقوداً أكثر منه غذاء على الطاولة (22).
التحوّل الرابع المتوقع في النظام الغذائي الجديد هو رفض استراتيجيات الاكتفاء الذاتي ومحاربتها. يعلّل خبراء الأمن الغذائي في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI) نظرتهم هذه بأن سياسة الاكتفاء الذاتي هي سياسة مكلفة وخاصةً للدول المستوردة للغذاء. كما يؤكدون، من وجهة نظرهم، أن المجتمع الزراعي العالمي هو أكثر مرونة من المجتمع المحلي ويمكنه الرد على الصدمات بسرعة أكثر من حالة الدول المنفردة (7). يشجع خبراء IFPRI على رفض نظرية الاكتفاء الذاتي دون أن ينقاشوا مدى تأثير الدول المستوردة للغذاء وهي بغالبيتها دول نامية، في النظام الغذائي العالمي بحيث تدفع هذه الدول في حال تطبيق هذه النظرية، ثمناً باهظاً لعدم قدرتها على تحقيق الحد الأدنى من مصالحها في سيادتها الغذائية.
التحوّل الخامس هو توطين الإنتاج (Localization) وتنويعه في الدول المتقدمة. «يتطلب ضمان الإمدادات الغذائية للجميع وفي جميع الأوقات مستوىً أساسياً من الاكتفاء الذاتي المحلي والتواصل مع الأسواق الإقليمية والعالمية». وبما أن التجارة العالمية للغذاء تؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي في أي بلد وهي مرتبطة بالسياقات السياسية والاقتصادية والطبيعية، فإن المرونة لتحقيق الأمن الغذائي لأي بلد ترتكز على الجمع بين حد أدنى من الإنتاج المحلي وتكييف إدارة التواصل مع الأسواق الإقليمية والعالمية آخذين في الاعتبار كل السياقات المحتملة (23 و24).
يشجع خبراء IFPRI على رفض نظرية الاكتفاء الذاتي دون أن يناقشوا مدى تأثير الدول المستوردة للغذاء وهي بغالبيتها دول نامية


من هنا من المتوقع أن تقوم الدول المتقدمة المؤثرة في النظام الغذائي العالمي بإعادة تنشيط الغذاء المحلي في بلادها عبر الاستمرار في سياسات الدعم الزراعي ولو بأشكال مختلفة، إضافة إلى تنويع إنتاجها الزراعي لزيادة مرونتها الغذائية وقدرتها على امتصاص الصدمات السياسية والاقتصادية والطبيعية حفاظاً ليس فقط على أمنها الغذائي بل أيضاً لتثبيت سيادتها الغذائية.
التحوّل الأخير المتوقّع هو دعم الابتكار والبحث العلمي. في نداء أطلقه كل من المديرين العامين لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، برنامج الغذاء العالمي (WFP)، صندوق النقد الدولي (IMF)، منظمة التجارة العالمية (WTO) والبنك الدولي (WB) في واشنطن أواخر عام 2022، يؤكد البيان/النداء على أهمية «تسريع الابتكار والتخطيط المشترك» حيث يعاني البحث العلمي الزراعي نقصاً مزمناً في التمويل بالرغم من أنه يتمتع بواحد من أعلى العائدات على الاستثمار بين القطاعات. ويعتبر النداء أن الابتكار أساسي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي العالمي كالأمراض النباتية والحيوانية، تدهور الأراضي، التغيير المناخي وغيرها من التحديات. كما يدعو النداء إلى دعم اتحاد مراكز البحوث الزراعية الدولية (CGIAR) (25). هذا يعني أننا سنشهد مزيداً من الأبحاث حول الكائنات المعدّلة وراثياً (GMO)، ومزيداً من الأبحاث حول الزراعات المكثّفة والتقنيات الحديثة في الزراعة، كل ذلك تحت عنوان زيادة إنتاج الغذاء للقضاء على المجاعة.
.....يتبع: نتائج النموذج المسيطر على النظام الغذائي العالمي

* أستاذ جامعي وناشط اجتماعي

المراجع:
(1) HLPE, 2020. Impacts of COVID-19 on food security and nutrition: developing effective policy responses to address the hunger and malnutrition pandemic. FAO. Rome. 24 pages. Retrieved from: https://www.fao.org/3/cb1000en/cb1000en.pdf

(2) FAO, IFAD, UNICEF, WFP & WHO, 2019. The State of Food Security and Nutrition in the World 2019. Safeguarding against economic slowdowns and downturns. Rome, FAO. Retrieved from: https://www.wfp.org/publications/2019-state-food-security-and-nutrition-world-sofi-safeguarding-against-economic

(3) International Labour Organization (ILO), 2020. COVID-19 and the world of work. Fifth edition. ILO Monitor. 30 June 2020. Retrieved from: https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/@dgreports/@dcomm/documents/briefingnote/wcms_749399.pdf

(4) Moseley W.G. & Battersby J, 2020. The Vulnerability and Resilience of African Food Systems, Food Security and Nutrition in the Context of the COVID-19 Pandemic. African Studies Review, 63(3).

(5) UNCTAD, 2020. The Covid-19 Shock to Developing Countries: Towards a ‘whatever it takes’ programme for two-thirds of the world’s population being left behind. March 2020. Retrieved from: https://unctad.org/en/PublicationsLibrary/gds_tdr2019_covid2_en.pdf

(6) Ben Hassen T., El Bilali H., 2022. Impacts of the Russia – Ukraine war on global food security: towards more sustainable and resilient food systems. Foods. 11. 2301. Retrieved from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC9368568/

(7) Glauber J., Laborde D., 2022. How Will Russia’s Invasion of Ukraine Affect Global Food Security? International Food Policy Research Institute (IFPRI). Retrieved from: https://www.ifpri.org/blog/how-will-russias-invasion-ukraine-affect-global-food-security

(8) World Food Program (WFP), 2022. War in Ukraine Drives Global Food Crisis. Retrieved from: https://www.wfp.org/publications/war-ukraine-drives-global-food-crisis

(9) World Bank (WB), 2022. Remarks by World Bank Group President David Malpass to the U.S. Treasury’s Event on “Tackling Food Insecurity: The Challenge and Call to Action”. Retrieved from: https://www.worldbank.org/en/news/speech/2022/04/19/remarks-byworld-bank-group-president-david-malpass-to-the-u-s-treasury-s-event-on-tackling-food-insecurity-the-challeng

(10) Bene C., Bakker D., Chavarro M. J., Even B., Melo J., Sonneveld A., 2021. Global assessment of the impacts of Covid – 19 on food security. Global Food Security. 31. Retrieved from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8426216/pdf/main.pdf

(11) Womply, 2020. Here’s Exactly How COVID-19 Fears Have Impacted Sales at Local Grocery Stores and Supermarkets Nationwide. Retrieved from: https://www.womply.com/blog/heres-exactly-how-covid-19-fears-have-impacted-sales-at-local-grocery-stores-and-supermarkets-nationwide/Last

(12) Financial Review, 2020. Woolworths Hiring 20,000 to Meet Demand Surge. Retrieved from: https://www.afr.com/companies/retail/woolworths-hiring-20-000-to-meet-demand-surge-20200327-p54ehc

(13) The Guardian, 2020. £1.8bn-plus in COVID Rates Relief to Be Handed Back as B&M Joins List. Retrieved from: https://www.theguardian.com/business/2020/dec/03/sainsburys-hands-back-440m-in-covid-business-rates-relief

(14) Organization for Economic Cooperation and Development (OECD), 2022. Economic and Social Impacts and Policy Implications of the War in Ukraine. OECD Economic Outlook, Interim Report. Retrieved from: https://www.oecd-ilibrary.org/sites/4181d61b-en/index.html?itemId=/content/publication/4181d61b-en

(15) International Panel of Experts on Sustainable Food Systems (IPES-Food), 2022. Another Perfect Storm? Special report. 26 pages. Retrieved from: https://ipes-food.org/_img/upload/files/AnotherPerfectStorm.pdf

(16) Voegele J., 2022. The impact of the war in Ukraine on Food Security. World Bank Expert Answers.
Retrieved from: https://www.worldbank.org/en/news/video/2022/04/05/the-impact-of-the-war-in-ukraine-on-food-security-world-bank-expert-answers


(17) Kwesiga P., 2022. Could grasshoppers really replace beef? BBC. Retrieved from: https://www.bbc.com/future/article/20220720-why-insects-are-the-sustainable-superfood-of-the-future#:~:text=Replacing%20half%20of%20the%20meat,at%20the%20University%20of%20Edinburgh.

(18) Cook R., 2023. Ranking of the countries that export the most beef (USDA). Retrieved from: https://beef2live.com/story-world-beef-exports-ranking-countries-0-106903#:~:text=Most%20Beef%20(USDA)-,Brazil%20was%20the%20largest%20beef%20exporter%20in%20the%20world%20in,Argentina%2C%20New%20Zealand%20and%20Canada.

(19) Statista, 2023. Leading countries based on biofuel production worldwide in 2021. Retrieved from: https://www.statista.com/statistics/274168/biofuel-production-in-leading-countries-in-oil-equivalent/

(20). OECD/FAO, 2021. OECD/FAO Agriculture Outlook 2021-2030. OECD Agriculture Statistics (database). Retrieved from: https://www.oecd-ilibrary.org/sites/89d2ac54-en/index.html?itemId=/content/component/89d2ac54-en#:~:text=Top%20five%20biodiesel%20exporters%20in,United%20Kingdom%2C%20Canada%2C%20Peru.

(21) McMichael P., 2009. A food regime genealogy. The Journal of Peasant Studies. Vol 36:1. 139 – 169.

(22) Greenfield H., 2007. Rising commodity prices & food production: the impact on food & beverage workers. International Union of Food, Agricultural, Hotel, Restaurant, Catering, Tobacco and Allied Workers’ Associations (IUF), December.

(23) Béné C., 2020. Resilience of local food systems and links to food security–a review of some important concepts in the context of COVID- (23) and other shocks. Food Security. 12, 805–822. Retrieved from: https://link.springer.com/article/10.1007/s12571-020-01076-1

(24) Wood, A., Queiroz C., Deutsch L., et al., 2023. Reframing the local – global food systems debate through a resilience lens. Nat Food. https://doi.org/10.1038/s43016-022-00662-0

(25) International Monetary Fund (IMF), 2022. Second Joint Statement by the Heads of Food and Agricultural Organization, International Monetary Fund, World Bank Group, World Food Programme, and World Trade Organization on the Global Food Security and Nutrition Crisis. Press Release NO. 22/313. IMF Communications Department. Retrieved from: https://www.imf.org/en/News/Articles/2022/09/21/pr22313-second-joint-statement-by-the-heads-of-fao-imf-wb-wfp-and-wto-on-the-global-food-security