تحدث الرئيس بوتين بالأمس بطريقة غير مسبوقة له، فقد كان واضحاً صريحاً مباشراً وهجومياً. ويهمنا هنا، أن نشير وأن نركز على نقطتين: النقطة الأولى هي ابتعاد بوتين عن الرمزية في كلامه. وعن قاموس المفردات التي تعوّد كل من البيت الأبيض والكرملين عليها لفهم التهديدات المتبادلة. إذ إن لهذه التهديدات قاموس خاص يعرفه تماماً من يسكن في البيت الأبيض ويعرفه تماماً من يسكن في الكرملين.ولم يبدأ بوتين باختراق وخرق هذا القاموس ومفرداته، بل الذي بدأ بذلك بايدن، وأهم المفردات التي خرقها بايدن في البداية كانت الناتو. وترجمات هذا الخرق كانت واضحة.
أراد بايدن أن يخرق القاموس بضمّ أوكرانيا للناتو تدريجياً عبر صفقات تسليح للجهات اليمينية الصهيونية التي تحكم أوكرانيا الآن، من أجل تقريب أوكرانيا للناتو الذي يصل إلى حدّ ضم أوكرانيا للناتو، بحيث يكون الرد على القرم وما فعله بوتين في القرم، أن هذه الحركة الهجومية والتي خرقت القاموس، فتحت الباب أمام خرق القاموس من كل الأطراف وليس فقط من البيت الأبيض.
أما النقطة الثانية فكانت اللهجة الهجومية غير المسبوقة التي استخدمها بوتين في حديثه أمس. وتطرّق خلالها إلى قضايا ليست حساسة فقط، بل آنية الحركة، وآنية الاشتعال كسوريا ولبنان وحزب الله والشرق الأوسط بشكل عام وأفغانستان. وعندما نبدأ بالحديث عن ما قاله بوتين بالأمس نقصد من ذلك أن نشير إلى الدور الكبير الذي تلعبه روسيا الآن في ملء الفراغ الذي تخلقه انسحابات متدرّجة للولايات المتحدة من الشرق الأوسط وأفغانستان، لتصبّ جهودها في تناقضها المتصاعد مع الصين، خاصة في مسألة تايوان وضم أستراليا كأرض تنطلق منها صواريخ نووية تهدد السلم العالمي.
تحرك بوتين بسرعة وبدأ محادثات مع اليابان حول معاهدة سلام، وأنذر بوضوح بأن جذب أوكرانيا للناتو سيعدّ خطوة هجومية خطيرة على روسيا لن تسمح بها وستردّ عليها، وهذا ربما أخطر ما جاء على لسان بوتين كخرق للقاموس المعتمد من البيت الأبيض والكرملين.
بدأنا بهذا حتى نشير ونجذب الاهتمام لأهمية خطاب بوتين، ليس من حيث السلام العالمي فقط، بل من حيث اللهجة الهجومية والمتصلة بالشرق الأوسط، وهذا بالنسبة لنا بيت القصيد.

ماذا يجري في سوريا؟
في ظل استراتيجية الانسحاب من المنطقة قرّر البيت الأبيض وجنرالات البنتاغون أن يكون العراق وسوريا مركزاً لا يتخلون عنه ولا يتركونه، بل يعززونه قوة عدوانية. فشحنت الولايات المتحدة عدداً كبيراً من الجنود المنسحبين من أفغانستان إلى قواعدها في كردستان العراق، وقواعدها على الأرض العراقية على الحدود الإيرانية، وقاعدة التنف ومواقعها في الحسكة. ليس هذا فحسب، بل شجعت ودفعت ودعمت فلول الإرهابيين لتنشط مرة أخرى في سوريا وفي العراق، خدمة لأطماعها ولدورها الإرهابي.
ولم يطُل المقام ببايدن طويلاً، بل أمر بشنّ غارة على تدمر منطلقةً من التنف، وساهمت في ذلك إسرائيل، كانت تلك الغارة تستهدف إحداث مجزرة في الجنود السوريين والإيرانيين وحلفاء سوريا المتجمعين في تلك البقعة في الصحراء السورية. ولولا حالة الاستنفار التي كانت سائدة في وسط هذا التجمع من الجنود السوريين والإيرانيين والحلفاء لوقعت المجزرة فعلاً. ورغم ذلك كانت الخسائر كبيرة، وكانت الدماء كثيرة، وكان الرد يتطلب دقة في الحساب وسرعة في التنفيذ.
خلال ذلك، كان بايدن يمارس سياسة التهديد والترغيب، الجزرة والعصا، فسمح بكل وضوح لمصر بأن تمرر الغاز، ولا أدري هل هو غاز إسرائيل، أم غاز مصر، عبر سوريا إلى لبنان وشارك الأردن وأعطى التعليمات الواضحة له والإشارات بأنه لن يُعاقب إذا حسّن علاقاته مع سوريا وفتح الحدود وسهّل التجارة المتبادلة وحركة المرور للمسافرين والتجار والشاحنات التجارية. كان هذا ربما مفاجأة للكثيرين، كيف تسمح أميركا بذلك، وهي التي أشهرت سيف قيصر ضد سوريا وحاصرتها وجوعتها، وما زالت تقوم بذلك، لا بل وتقوم بالعمليات الإرهابية تحت ستار «داعش»، وتحت ستار فصائل مسلحة، اخترعتها هي ودربتها وسلحتها من بعض العشائر في المنطقة. ولا ننسى أن تلك العشائر التي سلّحت ودربت في مناطق الحسكة لتقاتل إلى جانب «قسد» ضد الشعب السوري وضد الحكومة والجيش العربي السوري مُوّلت من السعودية.
لم يكتفِ بايدن بذلك، بل أمر بعمليات إرهابية دموية كبيرة داخل دمشق، فكانت عملية الباص العسكري الدامية التي ذهب ضحيتها زهرة الشباب الذين تجنّدوا للدفاع عن الوطن ووحدته ووحدة أراضيه. ولهذه العملية أهداف سياسية ومعنوية ومادية كبيرة، إذ أرادوا أن يُفهموا الشعب السوري، أن النظام لم يتمكن من إعادة الاستقرار لسوريا، وأن النظام ليس في موقع المنتصر، وأن الهجمات تصل إلى باب بيت القصر الرئاسي، وهكذا بدأ بايدن، بعد أن تفاهم مع إسرائيل عبر اللجان المشتركة التي شكلت غرفة عمليات خاصة بلبنان وغرفة عمليات خاصة بسوريا وغرفة عمليات خاصة بشأن العراق، تنسّق فيما بينها العمليات الإرهابية وتقررها زماناً ومكاناً حسب سياسة البيت الأبيض.
بايدن أراد أن يُفهم النظام في سوريا بأنه على استعداد لأن يتراخى قليلاً وتدريجياً عن عقوباته للنظام إن حنى النظام رأسه وتبادل مع واشنطن المواقف في ما يتعلق بالقضايا الحساسة. وإذا أردنا أن نضع لائحة بما خطط له بايدن والإسرائيليون عبر اللجنة المشتركة العليا التي تنسق عمليات الإرهاب بينهما من طهران إلى بيروت، نقول إنها تتضمن التالي:
أولاً، دعم «قسد» لتشكل نوعاً من الإرهاب السياسي والمعنوي والمادي في سوريا وضد النظام. وهذا ما تم، إذ عززت القوات والقواعد التي تنهب نفط وغاز سوريا من آبار شمال شرق سوريا والتي تسيطر عليها قسد، وهؤلاء من قيادة قسد الذين يتسلمون الإملاءات من واشنطن وتل أبيب.
وفي الوقت ذاته عززت الولايات المتحدة قواعدها في المنطقة، خصوصاً التنف، وتلك القواعد المحيطة بآبار النفط والغاز، ونستطيع القول إن ما شوهد من تعزيزات يصل إلى آلاف العربات التي نقلت الذخيرة والأجهزة والأسلحة إلى تلك المواقع وكذلك الجنود والمرتزقة من فلول داعش وغيره. وفي الوقت ذاته أُعطيت الإمارات ضوءاً أخضر لتفتح باباً جديداً وصفحةً جديدةً مع سوريا، بمعنى أن الولايات المتحدة كأنما تقول للرئيس بشار الأسد: سوف يكون هنالك خيرات كثيرة إذا أنت خضعت لإملاءاتنا وسرت في المخطط الذي نريد.
هذه هي العملية التي يقوم بها بايدن الآن. طبعاً شريك بايدن في تلك العمليات الإرهابية هو إسرائيل التي تحاول اقتناص أي فرصة لتقوم هي بما تريده بغضّ النظر عن الاتفاق مع الولايات المتحدة، وعبّر أكثر من مسؤول إسرائيلي عن قلقه من عدم قدرة إسرائيل على اتّخاذ قراراتها بنفسها لأنها محكومة بتفاهم مع البيت الأبيض يتطلب موافقة أميركية على أيّ تحرك إسرائيلي عسكري في المنطقة.
وهذا ما يجعل كلّ الضجيج والصراخ الذي تقوم به إسرائيل حول المفاعلات النووية الإيرانية فقاعة في الهواء، والتهديدات عبارة عن كلام هراء طالما لم توافق الولايات المتحدة على ذلك، وعبّر البيت الأبيض أكثر من مرة عن اختياره الطرق الدبلوماسية كحلّ لمسألة المفاعل النووي والاتفاق النووي الإيراني، ورغم إذلال طهران لواشنطن عبر تأخير الاجتماعات وتثبيت قدرتها على اتخاذ القرار بتوقيت اجتماع اللجان وشروط الاتفاق، أُذلّت واشنطن رغم ذلك، وبقيت متمسكة بالعودة إلى المفاوضات رغم أنها تقول باستمرار إن الوقت ليس في صالح إيران وأن الوقت يمضي وأن هذا خطير. وبين الحين والآخر، رغم كل هذه التهديدات يقوم مسؤول أميركي رفيع بالقول، نحن ملتزمون بالعودة إلى الاتفاق النووي ونريد مباحثات لإتمامه، ونحن على استعداد للسير خطوة خطوة في هذا الاتجاه.
هذا ما يُقلق إسرائيل، لدرجة أنها بدأت بملف الكذب حول وصول المفاعلات النووية الإيرانية إلى حدود القدرة على صناعة السلاح النووي، وبالأمس اتّهمت إسرائيل إيران بأنها تخفي موادّ مخصبة بدرجات عالية تصلح للاستخدام العسكري من دون أن تبلغ عن ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعلنت وكالة الطاقة الذرية أن لا علم لها بوجود مثل هذه المواد المخصبة بدرجة عالية، وكان هذا ردّاً دبلوماسياً معناه أن إسرائيل تكذب.
النظام السوري إذاً، وبشار الأسد تحديداً، يتعرّضان للعبة الجزرة والعصا، أي محاولة جذبه لمائدة الرضوخ لإملاءات واشنطن ومن ضمن ما قدمته الولايات المتحدة هو تسهيل عقد اجتماع اللجنة الدستورية رغم رفض عدد من المتطرّفين في المعارضة لتلك الاجتماعات. عُقد الاجتماع وسيستمر، طالما أرادت واشنطن أن تجذب سوريا وبشار الأسد نحو طاولتها.
نلاحظ هنا، أن ما قالته إسرائيل حول الجولان بأنها لن تتخلى عنه لم يحصل على تعليق من البيت الأبيض، وعدم التعليق لا يعني التأييد ولا يعني الرفض، أي أن الموضوع أيضاً وُضع في سلة الإغراءات بمعنى أن واشنطن على استعداد لبحث موضوع الجولان إن سار النظام السوري نحو طاولة الإملاءات الأميركية.

حنكة وحكمة نادرتان
لقد تصرف الرئيس بشار الأسد بحنكة وحكمة نادرتين، فمن ناحية أصدر تعليماته التي لا شك فيها باستمرار العمل لتحرير إدلب، وأصدر تعليماته بالرد على الجريمة التي ارتُكبت ضد تدمر، فقُصفت التنف لأول مرة منذ أن أقيمت التنف، ولا شك أن هنالك ردوداً أخرى قادمة على الطريق، لأن دماء الشباب الذين قتلوا واستشهدوا في الباص العسكري ما زالت على الأرض.
هذا من ناحية، من ناحية أخرى، استفاد الرئيس بشار الأسد من كل فرصة فتحت نافذة أو باباً من أجل تحسين العلاقات مع الجوار، ومن أجل فتح علاقات سوريا العربية مرة أخرى، فهناك اتّصالات بين سوريا ومصر، وهنالك تقدّم كبير في العلاقات التجارية والإنسانية بين الأردن وسوريا، وبعد فترة من الوقت ستصبح تلك الطرق التجارية أساسية لاقتصاد الأردن وليس لاقتصاد سوريا، ما سيجعل الأردن يتمسك بها ويرفض التخلي عنها، إن حاولت الولايات المتحدة أن توقفها. واتصل بولي عهد الإمارات وهو الرجل الذي طبّع مع إسرائيل ويقود عملية التطبيع وعملية الهجوم والخرق في اليمن ضد الشعب العربي اليمني الذي يؤيده الرئيس بشار الأسد ويدعم ثورته ويدعم حركته لتحرير أرض اليمن.
لم يفوّت الفرصة، ولن يفوّت الفرص، لكن إقدامه على هذه الخطوات الجريئة الشجاعة، لا يعني أنه نسي ما أمر به أو تناسى، أو أنه سيغير رأيه، فقراره بتحرير إدلب وتحرير الأرض السورية وضرب الاحتلال وطرد القوات المحتلة للأرض السورية قائم وعلى جدول التنفيذ، وعلاقته بحزب الله التحالفية الاستراتيجية لن يخلّ بها ولن يتأخر لحظة عن تنفيذ كل ما تتطلّبه تلك التحالفات الاستراتيجية.
في الوقت ذاته يقيم الجيش العربي السوري بقيادة بشار الأسد علاقات وثيقة بالمقاومة العراقية، خاصّة في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، وهنالك اتفاقات عميقة واستراتيجية موقّعة بين العراق وسوريا وإيران وسوريا وحزب الله وسوريا، ما يجعل هذا الأمر أمراً ثابتاً ومتطوّراً ومتصاعداً رغم فتح الأبواب الأخرى والتجاوب معها بحكمة وخبرة ودراية.
الجزرة مقابلها جزرة، أي قبول التعاطي والسلام والتحية وإبداء الرغبات بالعلاقات مع كل من قاطع سوريا سابقاً وحاصرها. لكن في الوقت نفسه يحمل بشار الأسد هراوة غليظة يضرب بها أعداء سوريا، ويقف بها إلى جانب حلفائه الذين وقفوا معه في الشدة ويقفون معه الآن في الحملات الجديدة. ما قاله الرئيس السوري عن الجولان، لا نقاش فيه. نعم الجولان السوري سوري، والجولان الفلسطيني فلسطيني: فهنالك جولانان، نسعى لتحريرهما نحن والرئيس الأسد. هذه مقولة لا عودة عنها ولا تراجع ولا مساومة.

لا يخفى على المراقب العارف أن هناك محاولات لجر الرئيس الأسد إلى صيغة من التعايش مع إسرائيل، مقابل ذلك هنالك عروض كثيرة تعبّر عنها جزرة بايدن. لقد نصب الأخير عدداً من الكمائن هو ولجنته المشتركة الإسرائيلية - الأميركية - السعودية. نصب كمائن كثيرة لمحور المقاومة الذي يضم طهران ودمشق وحزب الله في لبنان، ويضم حزب الله في العراق، ويضم أنصار الله في اليمن، ويضم المقاومة الفلسطينية... نصب لهم كمائن حيث ما أراد وسينفذ متى أراد، وفي الوقت ذاته ينشر تلك المظلة الكبيرة التي أسماها الحلول الدبلوماسية.

ضربة على «النافوخ»
تتعامل القيادة السورية مع المظلة ومع الجزرة وتمسك بهراوة لا تتوقف عن ضرب أعداء سوريا وأعداء محور المقاومة. وبذلك ترتد كمائن بايدن (الموضة القديمة) على صاحبها، وسيقع بايدن في الحفرة التي حفرها وسوف يخرج من المنطقة مجرجراً أذيال الخيبة والفشل. ليس هو فقط، بل سيرى بينيت كم هو غبي ولا يعلم ماذا يدور من حوله، كم هو غشيم لا يفهم الشعب الفلسطيني ولا قدرته الهائلة على المقاومة. سوف يعود إلى نيوجيرسي مواطناً أميركياً، كما كان قبل سنوات قليلة، لأن فلسطين بلاد الفلسطينيين وليست لأهل نيوجيرسي.
وبالطريقة نفسها حفر بايدن وإسرائيل كميناً للبنان، كميناً للبنانيين وكميناً للمقاومة في لبنان، وأُفشل هذا الكمين بالضربة الأولى، وانقلب على رأس بايدن وإسرائيل وعملائهما في لبنان، لكن الكمين ما زال مستمراً، والمدافعين عن الكمين ما زالوا يهاجمون ويخترعون وسيخترعون وسائل أخرى، لأن القرار الأميركي هو إشغال المجتمعات حيث ما تتراجع هي، إشغالها وإشعالها بفتن داخلية تبعد عن القوات الأميركية المحتلة خطر الطرد وخطر الضرب.
في لبنان، حاولوا إشعال الفتنة الداخلية، فأحبطتها حكمة السيد حسن نصر الله، والآن عندما تطلب المحكمة العسكرية شهادة من خطط لتلك المجزرة في الطيونة، يرفض الحضور، ويقول يجب أن يحضر السيد، وتنبري بكركي لتدافع عن الجريمة تحت عنوان لا للانتقام نعم للعدالة، العدالة يا بكركي هي أن يعاقب من ارتكب جريمة نكراء ضد مدنيين تظاهروا سلمياً من أجل الحق والعدل.
إن الجعبة مليئة بكمائن بايدن على الموديل القديم، وسيخسر بايدن، ليس لأنه بالموديل القديم فقط، بل لأنه لا يعلم مدى التقدم الذي حصل في معسكر المقاومة ومحور المقاومة، سواء من زاوية الوعي السياسي والحكمة السياسية والتخطيط السياسي أو الحكمة العسكرية والتخطيط العسكري. قريباً جداً سوف تُوجّه إلى بايدن وحلفائه في الجنوب العربي ضربة على «النافوخ»، بتحرير مأرب وتحرير شبوة وتحرير عدن وتحرير الجزر، وعودة باب المندب باباً عربياً أصيلاً لا علاقة للعملاء ولإسرائيل به.
إنهم أيضاً يحاولون في ذلك الجزء من الوطن العربي، حيث انكسرت أميركا وحلفاؤها، والعائلة السعودية وحلفاؤها، انكسرت على أيدي المقاومين اليمنيين الأبطال، يحاولون نصب الكمائن تحت عنوان مباحثات السلام ومبادرات السلام هي في الحقيقة كمائن تُنصب للمقاومين، واستخدم بايدن مجلس الأمن كالعادة ليدين الضحية ويبرئ القاتل، ويرش ذلك بستار من السكر تحت عنوان فتح المجال لناقلات النفط لتوصل المواد النفطية والمشتقات النفطية للحديدة، كلام الكمين واضح، لكن أبطالنا في اليمن يعرفون ذلك، أبطالنا في اليمن سيتابعون حتى تتحرر مأرب ويصبح النفط والغاز ملك الشعب اليمني، ملكه الخاص، وسوف يتابعون ويطردون كل المحتلين والمرتزقة ويرفعون علم الحرية والاستقلال، وسيتابعون مع محور المقاومة كما قال عبد الملك الحوثي المعركة الرئيسية للأمة العربية، معركة فلسطين.
ولأهمية الدور الذي تلعبه فصائل محور المقاومة، وتحديداً حزب الله، جاء بوتين في خطابه ولأول مرة بحديث مسهباً عن حزب الله ودوره في محاربة الإرهاب وعن العلاقة مع حزب الله وعن مساندة روسيا وعدم اعتبار حزب الله إرهاباً كما تسميه الولايات المتحدة. لكنه قال في الوقت ذاته، إن روسيا تعرض بعلاقاتها مع جميع الأطراف وساطتها من أجل منع سفك الدماء في لبنان. قال هذا لأنه يعلم أن الكمين الأميركي يستهدف سفك الدماء، فمن ناحية أبدى إعجابه بحزب الله كقوة معتبرة قادرة على مواجهة الإرهاب والتصدي له، وفي الوقت نفسه أبدى استعداد روسيا لمنع ذلك الكمين الخطير الذي رسمه بايدن لمجازر جديدة في لبنان.

*كاتب وسياسي فلسطيني