لقد نجا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من المحاكمة بفضل عدم اكتمال النصاب في مجلس الشيوخ، حيث إن أعداءه الديمقراطيين يحتاجون الى عدد كبير من أصوات الجمهوريين أنصار ترامب في مجلس الشيوخ، وهذا ما لم يحدث رغم أن الكل يعرف أن ترامب مدان في كثير من القضايا بل إنه عرّض الأمن القومي الأميركي للخطر أكثر من مرة واستخدم السلطة لمصالحه الشخصية ضارباً مصالح الدولة الأميركية عرض الحائط، ولكن هكذا هي الديمقراطية حيث إنها أفضل الأسوأ ضمن أنظمة الحكم السياسية الحالية، فهي لا تستطيع أن تحقق العدالة المطلقة ولا القضاء على الفساد بشكل كامل. المهم الآن أن ترامب قد نجا من المحاكمة وأصبح يتوعد الديمقراطيين بالويل والثبور وعظائم الأمور، وهنا بيت القصيد. فترامب اعتمد على نظام محمد بن سلمان ولي عهد المملكة السعودية خلال فترة حكمه السابقة لدرجة أن ابن سلمان سلّم ترامب الجمل بما حمل وبدأ بسرقة أموال المواطنين الأغنياء وفرض الضرائب على الفقراء وكل من يعارض فمكانه السجون، وقد تطورت العلاقة بين ترامب وابن سلمان حتى إنها وصلت الى مستوى العلاقة الشخصية والأسرية وليس علاقة دولة بدولة أو نظام بنظام، وهذا من الجهل الكبير في سياسة ابن سلمان، فقد أصبح يعتمد شخصياً على حماية ترامب، والأخير يعتمد على أموال الأول، بل إن ابن سلمان تدخل شخصياً في الانتخابات الأميركية الأخيرة لمصلحة ترامب.
كل ما سبق جعل الديمقراطيين ينظرون الى ترامب ومن يدعمه بأنهم أعداء حقيقيون للأمة الأميركية، لذلك حاولوا تجريم ترامب من خلال المحاكمة بحيث لا يستطيع أن يرشح نفسه مرة أخرى في الانتخابات المقبلة. فتصور لو أن الكونغرس ومجلس الشيوخ استطاعا إدانة ترامب بحكم قانوني رسمي بحيث لا يستطيع العودة مرة أخرى للانتخابات الأميركية، هذا يعني بالنسبة إلى الديمقراطيين أن خطره قد زال ولا أهمية كبيرة لمن يدعمه مثل ابن سلمان، وبالتالي قد تعود العلاقات الأميركية الى حالها السابق مع ابن سلمان حيث إن المصالح تحكم السياسة، ولكن مع بقاء خطر ترامب وقدرته على العودة الى الحياة السياسية وقد توعّد الديمقراطيين بذلك، فإن خطر الداعم الحقيقي الذي يعتمد عليه ترامب وهو نظام ابن سلمان أصبح أخطر مما سبق، لذلك وغالباً فإن الديمقراطيين لا بد أن يقضوا على نظام ابن سلمان الداعم الأكبر لمشروع ترامب في الولايات المتحدة.
إذا نجح الديمقراطيون في القضاء على نظام ابن سلمان فإننا أمام انتصار حقيقي للعرب والمسلمين بل للإنسانية جمعاء، فالكل يعرف أن كل مصائب العرب والمسلمين بل حتى مصائب البشرية لا بد أن يكون لابن سلمان إصبع فيها ... فهل سوف نشهد سقوط الطاغية قريباً؟ ربما نعم والله تعالى أعلم.

* الأمين العام لحركة كرامة المعارضة في السعودية - رئيس اتحاد القبائل والأعيان.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا