في أيّار 2016، أنشأتْ حملةُ مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان تطبيقاً هاتفياً بعنوان «قاطعوا». هذا التطبيق يمكّن المستهلكين من معرفة أبرز الشركات التي تدعم الكيانَ الصهيونيّ استناداً إلى معايير واضحة كنّا قد حدّدناها في وثيقتنا الصادرة قبل أعوام. وقد حصرْنا تلك الشركاتِ بـ41 شركةً كبرى في غيرِ مجالٍ من مجالات الحياة.
حينها، تقدّمْنا بطلب نشر تطبيقنا إلى شركتيْ آبل وغوغل، فلم تردَّ الأولى. أمّا غوغل فأتاحت التطبيق لأجهزة آندرويد.
أطلقنا تطبيقنا هذا من «مسرح المدينة» في بيروت، بالتلازم مع إطلاق «العريضة الوطنيّة للمقاطعة الأكاديمية والفنية للكيان الصهيوني» التي وقّعها مئاتُ الناشطين والفنانين والأكاديميين في لبنان. وقد وصفتْ صحيفة «جيروزالم بوست » الإسرائيليّة ذلك الحفل، قبل بضعة أيّام من حصوله، وتحديداً في 16 أيّار 2016، بالـ«حدث المفصليّ في مسيرة حركة المقاطعة العالمية».
لكن، بعد حوالى شهر، حذفتْ غوغل التطبيق من متجر تطبيقاتها (غوغل بلاي)؛ وهو ما حجبه تلقائياً عن الأجهزة التي تعمل بنظام آندرويد. وأوضحت الشركة أنّ سبب الحجب هو احتواءُ تطبيقنا على «خطابِ كراهية». فعمدت الحملةُ إلى الردّ على غوغل برسالةٍ تؤكّد أنّ التطبيق يعتمد معلوماتٍ موثوقةً من مواقع الشركات نفسِها، ومن الصحف الغربيّة الكبرى ذاتِها، ولا تنطبق عليه ـ في كلّ حال ـ تعريفاتُ غوغل لـ«خطاب الكراهية» أصلاً؛ إذ جاء في شرح الشركة ما يأتي: «لا نسمحُ بترويج الكراهية ضدّ مجموعاتٍ من الناس على أساسِ عِرْقهم، أو أصلِهم الإثنيّ، أو دينِهم، أو عجزِهم (disability)، أو نوعِهم الجنسيّ (جندرِهم)، أو عمرِهم، أو وضعِهم كمحاربين قدامى، أو توجُّهِهم الجنسيّ/ هويّتهم الجندريّة».
وهكذا، لم يبق أمام الحملة سوى وضع تطبيقها على موقعها الإلكترونيّ، بما يسمح للمهتمّين بالوصول إليه من خلال الحواسيب والأجهزة الخلويّة. 
لكنْ خلال شهر آب 2016، تعرّض موقعُ الحملة  لهجمات قرصنةٍ إلكترونيّةٍ مكثّفة، نعتقد أنّ أحد أسبابها الرئيسة هو استخدامُ هذا الموقع للوصول إلى التطبيق، الذي كان قد بدأ بالانتشار عقب الحفل المذكور وتواترت المقالاتُ عنه في الصحف الغربية واللبنانية والصهيونية.
تصدّت حملة المقاطعة لهذه الهجمات، ودعّمت موقعها الإلكترونيّ، وأعادته إلى العمل في كانون الأول 2016. وهذا ما سمح لنا اليوم، وبمناسبة يوم الأرض، بإعادة إطلاق التطبيق من خلال الحواسيب والأجهزة الإلكترونيّة عبر الرابط: www.boycott-app.com.
***
أيّها الناس،
يومُ الأرض ليس فقط يوماً لتذكّر شهدائنا الفلسطينيين الأبطال الذين سقطوا سنة 1976 وهم يقاومون الجرّافاتِ الإسرائيليّة التي تحاول انتزاع أراضيهم. إنه يومٌ آخر، أيضاً، لتجديد مقاومة «إسرائيل» بكلِّ ما ملكتْ أيدينا. وهذه المقاومة يجب ألّا تقتصر على فلسطينيّي الداخل (48)، ولا فلسطينيّي الضفة وغزّة والشتات، بل ينبغي أن تشمل اللبنانيين والعرب وأحرارَ العالم، بحسب قدراتهم وخصوصيّات أماكن وجودهم. وتفتخر حملةُ مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان بأن تقدّمَ إليكم هذا التطبيق الذي يساعد في تقليص حجم الدعم الذي يناله الكيانُ الصهيونيّ من الشركات الكبرى التي تستثمر فيه، أو تعزِّز واقعَ التهويد الاستيطان في فلسطين، أو تسهم في قتل شعبنا، أو تروّج الرياضة والفنّ الإسرائيليين.
إنّ يومَ الأرض مناسبة لنقول، من جديد، إنّ المشروع الإسرائيلي لا يُهزمُ بضربةٍ واحدة، بل بخطواتٍ تراكميّةٍ على الصعد العسكرية والاقتصادية والثقافية وغيرها. وخلال السنة الماضية استطاعت حملتُنا أن تحثّ مؤسّساتٍ عديدةً كبرى في لبنان على وقف تعاملها مع شركة جي4أس الداعمة للاستيطان، وأن تحبط مؤتمراً تطبيعياً مهماً في برلين، وأن تقْنع متعهّدين لبنانيين بسحب دعوة إحدى الفنّانات المطبِّعات، وأن تَحول دون عرض فيلم ذي تمويل وتصوير إسرائيلييْن، وأن تكشفَ عن تسلّل بضائع إسرائيليّة إلى السوق اللبنانيّة أو مرصودة في الأصل للكيان الغاصب، وأن تشارك في فضح رمزٍ ثقافيّ لبنانيّ مطبّع، وأن تؤلّبَ قسماً من الرأي العامّ اللبنانيّ على شخصيّة فرنسيّة متصهينة، وأن تسهمَ في بداية انطلاق حملة مقاطعةٍ داخل المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان، وأن تعقدَ مؤتمراً لسبعة أحزابٍ عربيّةٍ من أجل توحيد جهود مقاطعة «إسرائيل»، وذلك كلّه من ضمن خطوات كثيرة أخرى. التطبيق الهاتفيّ تتويجٌ لعملٍ طويل، وعودتُه إلى العمل ثمرة لمجهود استمرّ شهوراً.
فليكن يومُ الأرض عهداً على تجديد المقاومة والمقاطعة حتى دحر الاحتلال عن كلّ أرض عربيّة.
(حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان)