مقتطفات من مقابلة حصرية أجراها الصحافي في "راديو فرانس" خالد سيد محند مع جوزف سماحة عشيّة إطلاق "الأخبار"
«كنت أعرف أنّ جوزف يتحدّث الفرنسيّة بطلاقة، لكنّه كان يردّ على أسئلتي بالعربيّة عمداً. أراد ذلك موقفاً سياسياً يجعله يتمايز في ذهن المستمع الفرنسي عن الإنتلجنسيا المسيحيّة اللبنانيّة المفاخرة بفرنكوفونيتها»، يقول سيد محند. وسط الإعدادات المكثّفة لصدور العدد الأوّل، تحدّث سماحة لمحاوره عن ظروف التحضير، عن رؤيته لـ«الأخبار»، وعن مكانتها وسط المشهد الإعلامي اللبناني والعربي وعن مشروعها وخططها المستقبليّة. تحدّث عن هواجس الموضوعيّة، مشدداً على هوية صحيفته السياسيّة الواضحة. هويّة لا تنفي رهانها المهني الجدّي.
«ذكّرني بقامته الفارعة، وحديثه الرصين، بالعصر الذهبي للصحافة الأميركيّة، حين كان الصحافي يتمتع بخلفيّة فكريّة صارمة، ولا يخفي التزامه السياسي، بل يسخِّر عمله في خدمة قناعاته»، يقول سيد محند وهو يحدثنا عبر الهاتف من صخب أحد المقاهي الباريسيّة.
ليلة إجراء هذه المقابلة، كانت مكاتب «الأخبار» تغلي. الفريق متحمّس لصدور العدد الأول، بعد شهر من العمل على المسودات. حين انتهوا من إعداد المواد وتجهيزها للطبع، قصفت طائرة إسرائيليّة طريق المطار، حيث تقع مطبعة الجريدة... وبقي سماحة يبحث عن مطبعة أخرى لإصدار العدد رقم واحد، حتّى الفجر.
في هذه المقتطفات الحصريّة، يحدّثنا جوزف سماحة من الخانة الأولى، واقفاً عند نقطة الإنطلاق... كلمات قليلة يختصر فيها مشروع «الأخبار» التأسيسي، ويسأل: «هل كان يحق لإسرائيل أن تشنّ حرباً ونحن في صدد الإعداد لإطلاق جريدة؟».