عُلِّقَ على خشبة - ١
أولاً:
للريح صوت. للرصاص صوت. لطَرْق الكأس بالكأس صوت. لورق الشجر صوت. كذلك للعصفور وللبحر. لبكاء الطفل صوت، يشلّنا… وآخر لضحكاته، يحْيينا. لأجنحة حَجَل صنين صوت. للباب العتيق صوت.
للطائرة الحربية صوت (صوت الموت). للبيانو صوت (صوت الحياة)، إلخ... لكن، لمّا لم يكن للخير وللنقاء وللحب صوت، تنبّه الله والطبيعة والإنسان إلى ضرورة معالجة هذه الثغرة في الوجود، فوحّدوا الجهود لإبداع صوت يليق بهذه القِيَم بعد صمتٍ أزلي… فكان صوت فيروز.
ثانياً:
إذا كان الكلام عن صوت فيروز غاية في الصعوبة، فالكلام عن عقل باخ محكومٌ بالفشل. لذا من الأفضل تفاديه. لكن، إن كان محمّد رسول الله والمسيح ابن الله، فباخ — وبالعودة إلى ”أولاً“ — هو صوت ملائكته.
بناءً عليه،
نجمع في هذه الحلقة بين فيروز وباخ، باعتبارهما المرجع الموسيقي الوحيد (بكل تأكيد وبعيداً عن تفاهة الموضوعية وحقارتها في هكذا مواضيع) لاسترجاع ما حدث في مثل هذه الأيام قبل أكثر من ألفي عام، على درب الجلجلة في فلسطين القريبة.
من أسطوانة ”الجمعة الحزينة“ العظيمة للسيدة فيروز اخترنا ترنيمة ”وا حبيبي“ ومن ريبرتوار باخ الخاص بزمن الفصح، اخترنا الكورال الذي يفتتح به المؤلف الألماني عملاً دينياً ضخماً بعنوان ”الآلام بحسب القديس متى“.
(الجزء الثاني يتبع الأسبوع المقبل)