لن يكون البرلمان التونسي المُنتظَر انبثاقه من الانتخابات التشريعية، أفضل حالاً من ذاك المتصارع والعنيف الذي نتج من استحقاق عام 2019، وإنْ كان سيتّخذ حلّة جديدة عنوانها موت الأحزاب، والتصفيق - ليس أكثر - لقرارات الحاكم الفرد. وإذا كان الرئيس قيس سعيد أفلح في شيء من بعد السير في إجراءته الاستثنائية، فهو أنه أَضاف أسباباً جديدة إلى تلك التي قتلت روح المشاركة السياسية لدى التونسيين. لهذا، لا يعود مستغرَباً عدم الاكتراث الذي يبديه هؤلاء حيال الاستحقاق الجديد، بينما يلاحقون قطار المواد التموينية المفقودة في المحالّ، وقطار الزيادات المتواترة في الأسعار