أجرى الرئيسان التركي والروسي مكالمة هاتفية ناقشا فيها الملف الليبي
على خطّ موازٍ، تصاعدت حدّة التصريحات بين مصر وحكومة «الوفاق». كانت البداية قبل أيام عندما أدلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتصريحات قال فيها إن بلاده تَجنّبت التدخل عسكرياً بشكل مباشر في ليبيا، على رغم أن ذلك كان متاحاً لها، منتقداً حكومة «الوفاق» التي اعتبرها «أسيرة للتشكيلات المسلحة والإرهابية». موقفٌ ردّت عليه «الوفاق» أول من أمس بإصدار بيان أكدت فيه أنها «تتفهّم حقّ الدولة المصرية في تحقيق أمنها القومي، (لكنها) لا تقبل بأيّ تهديد يمسّ السيادة الوطنية الليبية»، مُذكِّرة بجهودها في مقاومة تنظيم «داعش» في سرت عام 2016، ومعربة عن أملها في أن تلعب مصر «دوراً جوهرياً يحظى بثقة الجميع، في إطار دعم الاستقرار والسلم الأهلي بدلاً من دعم تشكيلات مسلحة خارجة عن الشرعية المعترف بها دولياً يقودها مجرم حرب قامت بالاعتداء على العاصمة». هذا البيان عاد الناطق باسم الخارجية المصرية، أحمد عبد الحافظ، ليردّ عليه عبر تغريدة على حسابه في «تويتر» تساءل فيها: «من هو المجلس الرئاسي الذي أصدر بياناً اليوم يتناول مصر؟ ما نعلمه أن ذلك المجلس مكوّن من 9 أشخاص، أين هم الآن؟»، وذلك في إشارة إلى انشقاق عدد من أعضاء المجلس عنه ومقاطعة آخرين له. وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس المصري بنبرة نقدية تجاه حكومة «الوفاق»، ويعلن بوضوح دعمه لحفتر والبرلمان المنعقد في شرق ليبيا. ويأتي هذا، على ما يبدو، كردّ فعل على اكتساب تركيا نفوذاً متزايداً في غرب ليبيا، بلغ ذروته مع توقيع مذكرتَي تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين والتعاون الأمني والعسكري.
وفي سياق مرتبط، أجرى أمس الرئيسان التركي والروسي مكالمة هاتفية ناقشا فيها الملف الليبي. وأعلن المتحدث باسم الكرملن، ديميتري بيسكوف، أن الرئيسين سيتناولان الشهر المقبل عرض تركيا توفير دعم عسكري لحكومة «الوفاق»، مُجدّداً القول إن روسيا «تدعم أيّ جهود للدول لإيجاد حلّ للأزمة الليبية». وصار اسم روسيا يرتبط بليبيا في الأشهر الأخيرة، بعد صدور عدة تقارير إعلامية حول وجود مقاتلين روس من شركة «فاغنر» الخاصة يقدمون المشورة والدعم اللوجستي لقوات حفتر. وخلّفت تلك التقارير موجة نقد لروسيا، خاصة في الإدارة الأميركية التي تبدو منقسمة حول طريقة تدخلها في الملف، وتواصل حديثها إلى طرفي النزاع الليبي من دون إصدار مواقف واضحة. وتمثلت آخر التحركات الأميركية في هذا الإطار في عقد حوار اقتصادي جمع الطرفين في تونس، تواصل ليومين وانتهى أمس، وكان الهدف منه، وفق بيان للسفارة الأميركية، العمل على «دفع عجلة الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى معالجة التحدّيات والأسباب الأساسية للصراع».