أطلّت صحيفة «النهار» على قرّائها أخيراً بحلّة جديدة، تحت شعار «لكل حر نهار جديد». صباح أمس كانت الانطلاقة: الفارق بين الصحيفة قبل 12 نيسان (أبريل) وبعده ظاهر للعيان شكلاً ومضموناً، وإن كان من المبكر قليلاً تقويم التجربة. الفكرة كانت للشهيد جبران تويني، والتنفيذ لفريق «النهار» بإشراف مصمم الصحف العالمي ماريو غارسيا، والمتخصصة في الخط العربي نادين شاهين. والنتيجة أنّنا أمام «ماكيت» جديدة في الشكل والمضمون مع دفترين ثابتين، وثالث هو ملحق يتبدل يومياً. درب التغيير الذي انتهجته الصحيفة السبعينية العريقة التي يرأس تحريرها فرنسوا عقل، جاء تماشياً مع «تحولات يشهدها المجتمع اللبناني الذي ملّ من السياسة. لذا، كثّفنا المادة المتعلقة بقضايا الناس وهمومهم الحياتية بعيداً عن السياسة»، يقول مدير التحرير الشاب غسان حجّار. لكن أليس كل شيء سياسة في النهاية؟ازدادت الأبواب التي تهتم بشؤون الناس الحياتية وهمومهم الاجتماعية. وستتجسّد هذه الإضافات في الملاحق اليوميّة التي سنكتشفها تباعاً، إضافة إلى العدد اليومي لـ«النهار» الذي يقع في 24 صفحة. جدّدت الجريدة بعض ملاحقها كي تتلاءم مع ما تريده «انعطافة» في مسارها: الاثنين للرياضة، الثلاثاء لملحق «نهارك» الذي تتصدّره صورة زميلنا السابق جورج موسى، ويتناول قضايا اجتماعية وصحيّة «يظنّها بعضهم خفيفة، لكنّها تمسّ حياتنا اليومية»، كما يلاحظ مسؤول الملحق. مَن قال إنّ الناس لا يهتمون مثلاً بصحة المرأة الحامل والصحة الجنسية؟ ««نهارك» سيمثّل فرصة تواصل أسبوعية مع مواضيع متنوعة» يعدنا جورج موسى. أمّا يوم الأربعاء، فسيعود ملحق «عالم النهار» الذي يضم فقرات عدة وجديدة، أبرزها فقرة «حقوق الناس». وحدهما ملحقا «نهار الشباب» و«دليل النهار» بقيا على موعد صدورهما، أي تباعاً الخميس والجمعة. أما الملحق الثقافي فسيصدر السبت بدلاً من الأحد الذي بات مخُصّصاً لـ«نهار الكفيف».
يؤكد القيّمون على الصحيفة أنّ محتواها سيبقى رصيناً وجاداً كما عهده جمهورها. ويكفي تصفّح العدد الأوّل من العهد الجديد، لملاحظة التغييرات الشكلية: على الأولى إشارات مع صور وأرقام لصفحات المواضيع المهمّة. في الداخل، يعرف القارئ الموضوع الأهم من خلال حجم العنوان. ومن اللمسات الجديدة نشر صور كتّاب الأعمدة في كل الأقسام والصفحات. وقد زاد حضور الصورة عموماً، وكذلك عنصر الرسوم البيانيّة «الغرافيكس». ومن الملاحظ أن المقالات صغر حجمها في العموم لتواكب إيقاع العصر.
وحده ديك «النهار» الأزرق حافظ على إطلالته الصيّاحة، بل ازداد انتفاخاً. إنّه من الثوابت الملازمة لهويّة هذا الصرح، ولم تجرؤ الماكيت الجديدة على إرساله إلى متحف الذكريات. أما قياس الصفحات فبقي على حاله أيضاً، ما يثير بعض الاستغراب. يبرّر حجار ذلك الخيار بالآتي: «كنا فريقين: واحداً مع تصغير حجم الصفحة، وآخر مع الحفاظ عليها. في النهاية لمسنا تمسّك القرّاء بحجمها القديم، ذلك أنّ المقاس الأصغر يتلاءم مع الحياة الأوروبية أكثر، حيث الناس يقرأون الصحيفة في المترو». كدنا ننسى الخط: لقد تغيّر هو الآخر، أو بالأحرى جرى «تهذيبه»، فأصبح أكثر وضوحاً، وطاول التجديد العناوين أيضاً. ذلك الخطّ أطلقت عليه المديرة العامة المساعدة، النائبة نايلة تويني، اسم «جبران 2005». أما الخطّ التحريري للجريدة فقد لا يحمل مفاجآت كبرى... يؤكد القيّمون على الصحيفة أنها باقية على العهد مع قرّائها.