دمشق| في رمضان الماضي، بدا المشهد الدرامي السوري ضبابياً: من الأعمال التاريخية، إلى الكوميديا التي تدهورت أحوالها، مروراً بالأعمال الاجتماعية، وتلك التي تناولت العلاقات اللبنانية السورية. ولعلّ الاستنتاج الأبرز الذي يمكن الخروج به من تجربة 2010 أنّ الدراما السورية تعمل من دون استراتيجية واضحة، وخصوصاً أنّ معظم الأعمال مرتبطة بمال خارجي.لكنّ المشهد سيختلف هذا الموسم.

القطاع الحكومي قرر الدخول في الإنتاج عبر «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي»، وستنتج هذه الأخيرة خمسة مسلسلات، أوّلها «المنعطف»، الذي كتبه ماهر الدروبي، ويعكف المخرج عبد الغني بلاط على إنجازه في محافظة حلب، ويشارك فيه عدد من النجوم، بينهم عمر حجو، وباسم ياخور... كما تنتج عملين مقتبسين عن روايات حنا مينه. أما «شركة سورية الدولية»، فتنفّذ بـ«مال وطني» أربعة مسلسلات. ولعلّ ميزة هذا الموسم حضور السيناريست المتميز حسن سامي يوسف في أكثر من عمل: «الغفران» (تنتجه «شركة عاج» ويخرجه حاتم علي) و«السراب» الذي كتبه مع شريكه نجيب نصير، وباشر تصويره المخرج مروان بركات، وتنتجه «شركة الجابري».
كذلك، ما يدعو إلى التفاؤل هو وجود أمل حنا على خارطة 2011 بمسلسل «جلسات نسائية»، الذي يطرح هموم المرأة السورية، ويخرجه المثنى صبح. من جهته، عاد سيف الدين السبيعي إلى الأجواء الاجتماعية بعدما شارف على الانتهاء من تصوير «تعب المشوار»، الذي كتب نصه فادي قوشقجي، ويؤدّي بطولته عباس النوري، وكاريس بشّار وتنتجه «شركة بانة»، في أول تجربة فردية لها في الإنتاج. أما «شركة كلاكيت»، فاختارت أيضاً الإنتاج الفردي عبر «الولادة من الخاصرة»، الذي كتبه سامر رضوان، وتخرجه رشا شربتجي، بمشاركة قصي خولي، وسلّوم حداد، وعابد فهد، وسلاف فواخرجي.
وبعدما كادت العلاقات السورية ـــــ اللبنانية تتحوّل موضةً في 2010، تتناول الدراما هذا العام الشأن اللبناني في مسلسل واحد هو «الانفجار»، الذي تنتجه «شركة الهاني». فيما سيكون لأعمال الأبيض والأسود نصيب، إذ تتعاون «شركة عاج» مع الكاتب هوزان عكو، لإعادة إحياء «دليلة والزيبق» عبر مسلسل من 60 حلقة. ويروي العمل قصة البطل الشعبي علي الزيبق، الذي يجسد دوره وائل شرف، بإدارة المخرج سمير حسين.
وعلى أمل أن تودّع زمن التزييف، تعود الدراما الشامية عبر «طالع الفضة»، الذي كتبه عباس النوري مع زوجته عنود خالد، ويخرجه سيف الدين السبيعي، وتنتجه «سوريا الدولية».
وفي سياق مختلف، تعود أعمال الحدوتة الشامية إلى الواجهة مع «خان الشكر»، من كتابة وفيق الزعيم، وإخراج بسام الملا، والجزء الثاني من «الدبور» (كتابة مروان قاووق وإخراج تامر إسحق وإنتاج «غولدن لاين»).
أما أبرز الأعمال الكوميدية، فستكون الجزء الثاني من «يوميات مدير عام» مع أيمن زيدان، فيما يعود الكوميديان ياسر العظمة في جزء جديد من مسلسله «مرايا». ويقدّم المخرج صفوان نعمو «صايعين ضايعين»، من بطولة عبد المنعم عمايري وأيمن رضا، والنجم المصري حسن حسني والمغنية رولا سعد. مقابل ذلك، يصرّ بعض صنّاع الأعمال الكوميدية التي فشلت في 2010 على إعادة التجربة في جزء جديد يعرض في 2011 وأبرزها «بقعة ضوء» و«أبو جانتي».
وتبقى تجارب السيَر الأكثر حساسية. من «في حضرة الغياب»، الذي يروي سيرة محمود درويش ويصوّر مشاهده نجدت أنزور، وصولاً إلى عمل يروي سيرة عمر ابن الخطاب مع المخرج حاتم علي، ويرجَّح أن يؤدي تيم حسن دور الخليفة. أما العمل الثالث، فهو «أنا وصدّام» للمخرج الليث حجو عن نص لعدنان العودة، على أن يجسّد دور البطولة جمال سليمان، وتنتجه «شركة فردوس».
أخيراً، يجري التلميح إلى مجموعة أعمال ستنجَز في 2011 مثل «الكينغ»، الذي كتبت نصه هالة دياب ويخرجه نجدت أنزور، و«الزبّال» الذي كتبه فؤاد حميرة ويُتوقَّع أن تنتجه «كلاكيت»، التي ستنتج أيضاً «شوكولا»، الذي كتبه مازن طه وزوجته نور الشيشكلي، وتخرجه رشا شربتجي.