كايت أوبراين. نحن لا نتحدّث عن الروائية والكاتبة المسرحية الإيرلندية الراحلة، بل عن نائبة رئيس قناة «آي. بي. سي نيوز» سابقاً التي اختيرت أخيراً رئيسة لقناة «الجزيرة أميركا» قبيل أقل من شهر على إطلاقها (الأخبار 4/1/2013). ستكون أوبراين مسؤولة «عن استراتيجية القناة وعمليّاتها التحريرية»، وفق ما أكد مصدر من «الجزيرة» لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أوّل من أمس. وفيما لفت المصدر إلى أنّه يفترض أن ترفع أوبراين تقاريرها إلى مدير المؤسسة التنفيذي للعمليات الدولية إيهاب الشهابي، عُيّن الأخير مديراً تنفيذياً مؤقتاً للمحطة الجديدة، ما يعني أنّه سيكون مسؤولاً عن كل شيء ما عدا القرارات التحريرية. ظهور اسم الشهابي لم يكن مفاجئاً، وخصوصاً أنّه تابع ولادة «الجزيرة أميركا» في غياب رئيس ومدير للفريق المؤسس. لكن الصدمة أحدثتها تسمية أوبراين لأنّ اسمها لم يكن متداولاً أصلاً. أما في ما يتعلّق بهوية المحطة، فإنّ الغموض ما زال يلف السياسة التي ستنتهجها بعد النقاشات الحادة التي دارت في مقرّها الرئيسي في نيويورك خلال الفترة الماضية ودارت حول مغازلة المشاهد الأميركي ومهادنة اللوبي الصهيوني (الأخبار 16/7/2013). وفي إطار التشديد على «اختلاف» عمل «الجزيرة أميركا» بعد تولّي تميم بن حمد إمارة قطر، قال المدير العام لشبكة «الجزيرة» بالوكالة مصطفى سواق، الاثنين الماضي إنّ اختيار أوبراين «يدل على ما سننوي فعله»، مضيفاً أنّها «تتمتع بخبرة عالية، وتعرف تماماً ما الذي يريد الأميركيون سماعه ومشاهدته في النشرات الإخبارية». من جهتها، أعلنت الصحافية الأميركية التي عملت في «آي. بي. سي نيوز» لأكثر من 30 عاماً أنّه فيما «أحمل معي كل ما اكتسبته إلى المنصب الجديد، أتوق إلى الإثبات للمشاهد أنّ هناك حاجة حقيقية للعمل الإعلامي العميق الذي اشتهرت به «الجزيرة»». علماً أنّ إدارة أوبراين منذ 2007 لعمليات جمع الأخبار التي تبثها ABC News قادها إلى الفوز بجائزة «إيمي» عن تغطية الشبكة لأخبار عام 2000، وجائزة «بيبودي» (Peabody) عن تقاريرها حول أحداث 11 أيلول (سبتمبر). الشاشة القطرية المتوقع أن تنطلق في 20 آب (أغسطس)، عيّنت الصحافي السابق في «سي. أن. أن» دايفد دوس نائباً لرئيس شؤون البرامج الإخبارية، ومارسي ماكغينيس نائبة الرئيس لجمع الأخبار، وهي مهمّة مشابهة لتلك التي أدّتها في «سي. بي. سي نيوز». أما شانون هاي ــ باساليك الآتية من CNN وMSNBC، فاختيرت لنيابة الرئيس للأفلام الوثائقية والبرامج. وسط الضبابية السائدة حالياً، وفيما تحاول القناة الأميركية التأكيد أنّه لا علاقة للشهابي بمضمونها الإعلامي، علماً بأنّ الشهابي اجتمع سابقاً بعمدة شيكاغو الصهيوني رام إيمانويل. أسئلة جدّية تفرض نفسها حول «الجزيرة أميركا»، والجدل ما زال مستمرّاً خصوصاً بعد انتشار تقارير كثيرة عن خلافات المسؤولين على السياسة التي يجب أن تتبعها المحطة لتحظى برضى المشاهد الأميركي.