على جبهة الإعلام... إنّه عام التوتر المصري السعودي

  • 0
  • ض
  • ض

القاهرة | حصول أشهر إعلامي مصري على جنسية أخرى حدثٌ يلخّص حالة الميديا المصرية في عام 2023، وخصوصاً عندما تكون دولته الجديدة هي المملكة العربية السعودية. حدث يعكس اختلال ميزان القوى إعلامياً ومن قبله بالطبع سياسياً واقتصادياً، حتى إنّ عمرو أديب لم يكتف بأن يكون الأعلى أجراً، ولا صوت المملكة في الشارع المصري، بل احتمى بجواز السفر السعودي في وقت ينظر فيه المصريون بغضب إلى الكفة التي تميل فنياً وثقافياً وإعلامياً نحو الرياض. بالتالي، يمكن وصف 2023 إعلامياً بأنه عام التوتر المصري السعودي: تراشقات مباشرة وغير مباشرة بسبب الخلاف السياسي بين القاهرة والرياض من جهة، والخلاف المالي بين تركي آل الشيخ و«الشركة المتحدة» من جهة أخرى. لكن الأول يعرف كيف يستفز الشركة المخابراتية ولديه من الأموال ما يجعله قادراً على جذب النجوم المصريين هناك، لتتراجع بدرجة كبيرة جماهيرية الشاشات المصرية داخل مصر نفسها. وهو ما تأكد بعد طوفان السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023. من دون الحاجة إلى دراسات حتى، اتجهت أنظار المصريين إلى قناة «الجزيرة» وباقي القنوات العربية لمتابعة «طوفان الأقصى» فيما اكتفى رجال «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» التابعة للاستخبارات المصرية بنشر بيانات النجاح والتفوق عبر صحف الشركة ذاتها أي إنّ مَن يقرأها هو الذي يكتبها فقط. وشهدت قنوات «المتحدة» حركة تغييرات جديدة أثارت إحباطات أكبر في الوسط الإعلامي المصري بسبب الإصرار على إسناد رئاسة القنوات التابعة لـ«المتحدة» ومسؤولية تحرير الصحف لأشخاص أقل كثيراً من المناصب التي أوكلت إليها. ولولا جاذبية النجوم المصريين على الشاشة الصغيرة، لتراجعت الدراما المصرية كما حدث للمحتوى الإعلامي الموجه عبر الشاشات، فيما تعرضت الإعلامية ياسمين عز لحملات انتقاد واسعة تجاهلتها شبكة «إم. بي. سي» طويلاً قبل أن تتغير الأمور بداية من آب (أغسطس) الماضي. يومها، أخذت مقدمة «كلام الناس» إجازتها السنوية لكنها لم تعد حتى الآن رغم الإعلان أكثر من مرة عن عودتها مروراً بأزمتها الشهيرة مع الإعلامي نيشان في نهاية أيلول (سبتمبر) في «منتدى دبي للإعلام». من أبرز الأزمات التي ارتبطت بـ «المتحدة» أيضاً قيام وانهيار ما سمّي بـ «اتحاد منتجي مصر» لإدارة سوق الدراما المصرية قبل أن ينتفض السينمائيون ضد قراراته المالية ويتبخّر الاتحاد إلى حيث لا يعلم أحد. وحقق الصحافيون انتصاراً فريداً من نوعه في آذار (مارس) 2023 عندما ناصروا مرشح المعارضة خالد البلشي ضد مرشح «الشركة المتحدة» خالد ميري وأسقطوه من الجولة الأولى وأسقطوا كل الأعضاء المحسوبين على الأجهزة الأمنية وفرضوا واقعاً جديداً، لكنه ليس إيجابياً إلى حد كبير بسبب الحالة الاقتصادية المتردية التي تعانيها سوق الصحافة واستمرار مخطط إغلاق المؤسسات الحكومية تدريجاً والسيطرة على الصحف الخاصة تحت لواء «المتحدة» من جهة أخرى.

0 تعليق

التعليقات