كما ساد الصمت الإعلامي والفني عند اعتقال الملحن سمير صفير في السعودية العام الماضي، على خلفية «نبش» تغريدات له اعتبرت مسيئة لـ«المملكة»، ها هو الإعلام يلجأ مرة أخرى الى سياسة التعتيم في قضية اعتقال الطبيب اللبناني ريشار خراط. الأخير المتواجد في الإمارات، لإجتياز امتحان طبي في أحد المراكز العيادية والإستشفائية، سرعان ما تبين أنه معتقل لدى السلطات الأمنية الإماراتية على خلفية تغريدة صنفت على أنها «مسيئة»، يعود تاريخها الى عامين، وتندرج ضمن الإطار الفكاهي كما هو معروف عن الطبيب الناشط على مواقع التواصل الإجتماعي. هكذا، خلت المنصات التلفزيونية من أي خبر عن الطبيب واعتقاله، باستثناء otv، التي اكتفت بإذاعة بيان «نقابة الأطباء». ساد الصمت مرة أخرى، وطُمست القضية التي تطال كل لبناني بات مهدداً بمهنته وحتى حياته لمجرد التعبير عن آرائه على مواقع التواصل الإجتماعي، في وقت تصدّر فيه اسم الطبيب النسائي منصة تويتر، وحل أولاً في التريندينغ اللبناني، ونشرت صوره الشخصية، الى جانب عبارات تضامن ومطالبة بإطلاق سراحه. في الخلاصة، نحن أمام مشهدين: الأول إعلامي تقليدي يشارك في جرم اعتقال خراط، ويسهم بالتالي في تكرار الإعتقال لأي لبناني يوشى به على السوشال ميديا وبآرائه السياسية، والثاني يضم مروحة أوسع من الجمهور على مواقع التواصل الإجتماعي ويحاول إعادة التوازن الى الواقع ونشر الرواية الأخرى التي يحاول الإعلام برمته هذه المرة، اخفاءها في سياق الإنبطاح الإعلامي للخليج الذي ساد الفترة الأخيرة هذه القنوات ومن يعمل فيها، اضافة الى إشتغال هؤلاء على التحريض والوشاية باللبنانيين لأنهم فقط يختلفون معهم في آرائهم السياسية.