بالتوزاي مع عثور قوات الإحتلال الإسرائيلي على الأسرى الأربعة الذين فرّوا قبل أيام من «سجن جلبوع»، عملت الماكينة الإعلامية الصهيونية على ضخّ رواياتٍ أمنية تبيّن مع الوقت أنّها كاذبة. روايات تندرج ضمن الحرب النفسية، وتشويه صورة الأسرى والمحيط الفلسطيني القابع تحت وطأة الإحتلال، إن كان من خلال تصوير الأسرى جياعاً يبحثون عن طعام ولا يجدونه في الناصرة، أو من خلال اتهام سكان هذه البلدة الفلسطينية بالوشاية بهم إلى الشرطة الإسرائيلية. ملف الأسرى الستة الفارين من أكثر السجون الإسرائيلية قسوة وصرامة، والذين لا يزال اثنين منهم متوارين عن الأنظار، لا شك أنّه لاقى متابعة حثيثة من الفضائيات الخليجية والعربية، والتي ساهم بعضها في مساندة الإحتلال على العثور على الأسرى الأربعة، مع نشر معلومات مضلّلة عن تحركات العدو بهدف الإيقاع بهؤلاء الشبّان. وأمام هذا الأداء المشين لهذه القنوات، برزت في هذه المرحلة قناة «الشرق» المملوكة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي انغمست في هذا الملف بشكلٍ لافت. في التغطيات المتكررة لعملية الفرار أو الإمساك بجزء من هؤلاء الأسرى، يتنقل مراسل القناة قاسم الخطيب بحرية ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستطاع أمس السبت الوصول إلى نقطة «أم الغنم» التي ألقي القبض فيها على الأسيرين زكريا الزبيدي ومحمد العارضة. من هناك، خرج الخطيب برسالة مطوّلة، ليشرح عن المساحة الجغرافية التي تفصله عن «سجن جلبوع»، وكيف تمت عملية القبض على الأسرى تبعاً «لمصادر أمنية إسرائيلية». لتبقى عين القناة السعودية، على الأسيرين المتبقيين اللذين ما زالا طليقين. هكذا، كانت «الشرق» مهتمة بـ «المساعي الإسرائيلية» لإيجادهما، فيما تصبّ جهودها على إكمال الإحتلال لعمليات «التمشيط» في المناطق التي عُثر فيها على الأسرى الأربعة!