انشغل الوسط الفني في الجزائر أخيراً، بإعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عن إطلاق مشروع فيلم يحكي سيرة الأمير عبد القادر. هكذا، انطلقت رحلة البحث عن الممثلين والمخرجين لإنجاز العمل التاريخي. وسبق للجزائر أن أطلقت عام 2013، مشروعاً مماثلاً لكنه لم يبصر النور، لما لحق به في تلك الآونة من فضائح مالية وسياسية، أقيلت على اثرها وزيرة الثقافة خليدة تومي. على أن ينحصر التوجه هذه المرة نحو تكليف شركة خاصة تتكفل بالعملية وبإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية. وبالفعل كلف مستشار الرئيس الخاص بشؤون السينما والسمعي البصري المخرج أحمد راشدي لإدارة المشروع، بعدما تعهد الأخير بعدم إخراج الفيلم والاكتفاء بعملية الإشراف العام، وبدأ البحث عن المخرج الأنسب وعن شركات الإنتاج العالمية. ورغم أن فكرة المشروع لا تزال في المراحل الأولى، فإن اللافت تحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى حلبة لاستعراض بعض الممثلين. إذ نشر عدد منهم صوراً لهم في جلسات تصوير خاصة وهم يرتدون زي الأمير، وقد حرصوا على إطلاق اللحية للظهور في هيئة تشبه صوره. تاريخياً، تعود فكرة إنتاج فيلم عن الأمير عبد القادر إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما كانت السينما الجزائرية في أوجّ مجدها، وطرح وقتها ثلاثة نصوص عن حياة الأمير للسينما، إذ كتب سيرج ميشيل السيناريو الأول عام 1977، ووزير الثقافة الأسبق بوعلام بلسايح السيناريو الثاني عن الأمير بعد نجاح فيلمه عن بوعمامة. وفي العام 2013، قدم المنتج الفرنسي فيليب دياز سيناريو ثالثاً عن حياة الأمير الجزائري، وسط تقدم عدد كبير من المخرجين بطلب تصوير فيلم الأمير عبد القادر، أمثال أحمد راشدي، والمخرج الراحل مصطفى العقاد وأوليفر ستون، وكوستا غافراس، ورشيد بوشارب، وغيرهم.