في وقت تشدّق فيه بعض الإعلام اللبناني بزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت أمس، وحتى راح يصوّره على هيئة «المخلّص»، ويكيل له المدائح في مقدمات نشرات الأخبار، أخفت هذا الإعلام في المقابل، أصوات مجموعة متظاهرين هتفوا لتحرير الأسير المناضل في السجون الفرنسية جورج عبد الله على مسمع ماكرون ابان زيارته لمنطقة «الجميزة» أمس، وأمعن فيه المنظمون في السفارة الفرنسية في كتم أصوات أخرى صحافية، ومنعها حتى من طرح سؤال كما غيرها من الصحافيين. امس، غطت القنوات مجريات اللقاء الذي جمع ماكرون بالقيادات اللبنانية في «قصر الصنوبر». بعدها انبرى المراسلون/ات لتغطية المؤتمر الصحافي للرئيس الفرنسي في المكان عينه، وفي حين استمع ماكرون الى أسئلة الصحافيين، منعت مراسلة «المنار» منى طحيني من طرح حتى سؤال واحد على الضيف الفرنسي. لذا، نشرت طحيني فيديو قصيراً تحكي فيه قصة منعها من طرح السؤال على ماكرون، تحت حجج مختلفة، فيما كان ظاهراً الرئيس الفرنسي خلفها، يفتح دردشات بالجملة مع الصحافيين.
مراسلة «المنار» روت تفاصيل ما حدث معها، على محطتها، وكيفية طلب المنظمين وقوف الصحافيين/ ات بالدور لسؤال ماكرون، وكيف استبعدت عنوة ومنع وصول المايكروفون اليها، تحت ذريعة أنها لم ترتد كمامة طبية، أو الوقت الضيق الذي تبقى لماكرون كي يلتحق بطائرته الخاصة. طحيني وضعت هذا الأمر ضمن خروجها عن جوقة راحت تصفق له، وتأخذ معه صور «السلفي». وربما استشعر المنظمون أن هناك «خطورة» ما، قد تحدث لو طرحت المراسلة الشابة سؤالها، والذي كشفت عنه لاحقاً على تويتر، ويتعلق بمصير الأسير المناضل جورج عبد الله، إلى جانب سؤال آخر، كانت ستطرحه حول الحصار الأميركي على لبنان. حادثة «قصر صنوبر» لاقت حملة اعتراضية على السوشال ميديا، تسخر من ادعاء فرنسا للحريات والديمقراطية، الى جانب حملة تضامن واسعة حملت هاشتاغ «#كلنا_منى_طحيني».