« إلى إخوتي... حاولت النجاة وفشلت، سامحوني. إلى أصدقائي... التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومها، سامحوني. إلى العالم.. كنت قاسياً إلى حد عظيم، ولكني أسامح» كلمات أخيرة دونتها الناشطة المصرية سارة حجازي (30 عاماً) أمس، قبيل اقدامها على الإنتحار، لتجول مواقع التواصل الإجتماعي، ولا تعترف بحدود جغرافية. أمس، هزّ خبر انتحار حجازي هذه المنصات، علماً أن كثيرين قد تعرفوا إلى سارة بعد موتها في كندا. هي المرة الثانية التي تقدم فيها الناشطة المصرية على الإنتحار وتنجح هذه المرة، بعد محاولة سابقة فاشلة. سارة حجازي شابة مصرية أعلنت مثليتها عام 2016، ودعت على شبكات التواصل الإجتماعي الى فعالية الكترونية بعنوان «ادعم الحب» تهدف الى تقبل المثلية، وطالبت بالمساواة والعدالة الاجتماعية، من ثم تعرّضت الى السجن ثلاثة أشهر عام 2017، بعد رفعها علم قوس قزح الخاص بالمثليين، في حفلة غنائية قدمتها فرقة «مشروع ليلى»، في أيلول (سبتمبر) من العام نفسه في القاهرة. واتهمت الناشطة بالإنضمام الى «جماعة محظورة تروّج للفكر المنحرف»، و«التحريض على الفسق والفجور في مكان عام». أمر عرّضها لكثير من الضغوط النفسية، فحاولت الإنتحار وفشلت. بعدها قررت اللجوء الى كندا، بعيداً عن التهديدات الأمنية والإجتماعية، حيث اقامت لعام ونصف العام، مما أشعرها ربما، بالترحيل القسري، وزاد من ضغوطها النفسية، التي انتهت أمس بالإنتحار. رسالة سارة الأخيرة التي كتبتها بخط يدها، ترافقت مع تداول عبارة أخرى لها دونتها على تطبيق انستغرام: «السما احلى من الارض! وأنا عاوزه السما مش الأرض». قبل يوم من انتحارها، عبارة ما فتئت تنتشر سريعاً على المنصات الإجتماعية. قصة سارة حجازي التي تعاطف معها كثيرون طرحت أسئلة بالجملة، حول قضية المثلية والضغوط النفسية والأمنية والإجتماعية التي يتعرض لها من يشهر مثليته، بخاصة في بلد عربي كمصر على وجه التحديد. ولعلّ أبرز التعليقات التي صبّت في هذه الخانة كانت للمحامي علي الحلواني الذي دوّن على فايسبوك باللهجة المصرية: « سابت لينا العالم المزيف اللي رفض حريتها، ورفض التنوع والتعدد ورفض أبسط حقوقها في الحياة، العالم اللي غرّبها عن وطنها وأهلها وناسها ورحلت لعالم ثاني أكثر قبول وتعددية».