«بالقلب» (كتابة طارق سويد-اخراج جوليان معلوف)، و«بردانة أنا» (كتابة كلوديا مرشليان- اخراج نديم مهنا) عملان دراميان كان يفترض أن ينافسا بعضهما في البرمجة الخريفية، بين قناتي lbci، وmtv، أوقفا بحكم التظاهرات الشعبية التي اندلعت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وها هما يعودان مجدداً في شهر الصوم. لا جامع بين العملين، سوى الممثل بديع أبو شقرا، الذي يؤدي دورين متناقضين في كل مسلسل. في «بردانة أنا»، الذي يتناول قضية العنف الأسري ويقارب زواج القاصرات، يلعب أبو شقرا، دور الرجل المعنّف الذي يقدم على قتل زوجته «حنين» (كارين رزق الله). المسلسل يحاول في حلقاته كشف الأسباب الكامنة خلف نشأة شخصية «باسم» العنيفة التي تعود الى والده المعنف لوالدته، الى جانب معاقرته الخمر، وهلوساته الذهنية. وعلى الرغم من مناصرة الممثل اللبناني واقعاً للمرأة وأحوالها، وقضاياها الشائكة قانونياً واجتماعياً، الا أنه في «بردانة أنا» قدم تحدياً في أن يكون في المقلب الآخر، في المكان الذي يقف على نقيضه على الدوام. أما في «بالقلب»، فقصة أخرى، تظهر وجهاً آخر لأبي شقرا. شخصية «جواد» الذي ــ من خلال عملية وهب الأعضاء ـــ يحظى بقلب شخصية «ناهي» زوج «ديانا» (سارة أبي كنعان)، الذي قضى في حادثة إطلاق نار طائش. «جواد» شخصية مرهفة الإحساس، تسهم في ذلك، متطلبات أن يمتلك قلب «ناهي» الذي من خلال العمل، يظل صلة الوصل بينه بين حبيبته «ديانا». هكذا، يقدم أبو شقرا، هذه الشخصية العاطفية بأعلى درجاتها، بخلاف العمل الآخر الذي يخرج فيه ضعفه النفسي كرجل، ويستخدم العنف كطريقة للتنفيس عن غضبه وأمراضه الكامنة. وبهذا يكون بديع أبو شقرا قد نافس نفسه في العملين، في أداء متقن لكلا الدورين، اللذين قد لا يلتقيا البتة، لكنهما يظهران تلك الثنائية بين الخير والشر.
«بالقلب» يومياً في رمضان عند الساعة 20:30 على شاشة lbci
«بردانة أنا» يومياً في رمضان عند الساعة 21:30 على شاشة mtv