منذ الخريف الماضي وتحديداً مع إنطلاق التظاهرات في منتصف تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، ألغت القنوات المحلية جميع برمجتها العادية وسحبت من أدراجها خطة جديدة. تلك الخطة تقوم على تجميد غالبية المشاريع الفنية والترفيهية، وركّزت على الاعمال التي تتناول الاوضاع الاقتصادية والسياسية التي عصفت بالبلد. وشهدت تلك الشاشات موجة ضيوف ومحللين سياسيين أطلوا يومياً بعد نشرة الاخبار المسائية على جميع المحطات. راحت تلك الوجوه تتنافس على تقديم مادة شكلت لاحقاً بلبلة على صفحات السوشال ميديا. حتى أنه بدأت مطالبات بالحدّ من إستقبال المحللين الذين يطلقون تصريحات هنا وهناك، والتركيز على ضيوف متخصصين في الشأن الاقتصادي. لكن مع إنتشار فيروس كورونا، وضعت الشاشات خطة أخرى لبرامجها. فقد إتخذت قراراً بالتخفيف من البرامج السياسية التي تبثها بعد الاخبار، ووضع مكانها مشاريع تلفزيونية تدور في فلك الارشادات والنصائح من الفيروس. من هذا المنطلق، تعرض القنوات يومياً فقرات خاصة بعد الاخبار تتنافس على استقبال الاطباء في علم الجرثومة. فقد استقبل البير كوستانيان أمس في برنامجه «20 20 رؤية لبنان» على قناة lbci وزير الصحة حمد حسن، وبالطبع كان الحوار حول كورونا. كذلك تخصص قناة «الجديد» برنامجها المسائي «يوميات ثورة» الذي سبق وحمل إسم الثورة بناء على الحراك الشعبي، للحديث عن كورونا بدل السياسة. وفي قناة mtv يطل مارسيل غانم اسبوعياً في «صار الوقت» (كل خميس 21:45) للاطلاع على التطورات في الفيروس. هكذا، لم تبدّل الشاشات برمجتها المسائية، بإستثناء تغييب السياسة والتركيز على التطورات حول كورونا. طبعاً لم تكن السياسة بعيدة عن تسييس الفيروس، إذ دخلت القنوات كالعادة، في صراع حول كيفية التغطية والمقابلات.