وشدّد بيزوس في رسالته التي أرفقها بصورة للكوكب على أنه «يمكننا إنقاذ الأرض»، داعياً إلى «تحرك مشترك بين الشركات الكبيرة والصغرى والدول والمنظّمات العالمية والأفراد... أريد العمل مع آخرين لتعزيز الوسائل المتاحة وإيجاد أخرى، وأيضاً للبحث عن سبل جديدة لمكافحة التأثير المدمّر للتغيّر المناخي». وختم قائلاً: «الأرض هي الأمر المشترك الوحيد بيننا جميعاً، دعونا نحميها معاً».
وتطالب مجموعة «موظّفي أمازون للعدالة المناخية»، الشركة ببذل المزيد في خطّتها البيئية التي كشفت عنها في أيلول (سبتمبر) الماضي، حين وعد بيزوس بأن تحقّق «أمازون» الحياد الكربوني بحلول العام 2040، أي قبل 10 سنوات من الموعد المحدّد في اتفاق باريس للمناخ.
فقد بنت «أمازون» نجاحاتها على شبكة لوجستية ضخمة من النقل البري لضمان سرعة أكبر في تسليم البضائع، وهو ما جعلها من أكبر منتجي غازات الدفيئة المسؤولة الرئيسية عن التغيّر المناخي. وتحتاج مجمعات الخوادم المعلوماتية الخاصّة بالشركة إلى الكثير من الطاقة لتبريدها. وقد جعلت «أمازون» من الحوسبة السحابية (cloud) مصدراً مهماً لتحقيق الأرباح.
في هذا السياق، تفيد منصّة «كلايميت ووتش» الإلكترونية بأنّ «أمازون» تنتج «44.4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ما يشكّل أكثر من 10 في المئة من مجمل الانبعاثات السنوية في فرنسا».
كما أنّ الشركة المتخصصة في التجارة عبر الإنترنت اُستهدفت بالكثير من الأنشطة المُندّدة بالاستهلاك المفرط والانعكاسات البيئية ليوم الحسومات الكبير «بلاك فرايداي» الذي ينظم في تشرين الثاني (نوفمبر) ويساهم بتحقيق إيرادات طائلة للشركة العالمية.
يتزامن إعلان بيوزس الجديد مع تزايد وعود عمالقة الإنترنت والنفط وشركات الصناعات الغذائية، بتقليص التأثيرات السلبية على البيئية الناجمة عن نشاطها، وبالتالي التكيّف مع اقتصاد منخفض الكربون، إلّا أن الخبراء يحذرون من أن الكثير من هذه الوعود ليس أكثر من عمليات «تمويه أخضر»، أي أعمال تضلّل المستهلكين حول الممارسات البيئية للشركات والفوائد البيئية لمنتجاتها وخدماتها.