منذ تموز الماضي، وبرنامج «دنيانا» (إعداد: سماح دعكور، صبحية نجار - إخراج: جوسلين أبي جبرايل) على «bbc عربي»، أحدث تغيّراً واضحاً، في تركيبته التي بدأت منذ عام تقريباً. ويبدو أنه قرأ المتغيرات الحاصلة في عالم الحوارات التلفزيونية، والملّل الذي قد تحدثه جراء غياب ملاءمتها للمتطلبات العصرية الحالية. منذ ذاك التاريخ، والبرنامج المخصص لقضايا النساء، الذي استضاف للعديد منهن من دول عربية مختلفة، يقدم صيغة مغايرة. اليوم، تحضر النسوة لا كضيفات بل يتعاقبن كمشاركات في تقديم وإغناء الحوارات التي تعدّت حيّز الإهتمام النسوي، الى قضايا أوسع، تهم الجنسين، وتقارب بعيون نسائية. تحضر في كل جلسة ضيفة معروفة أو حتى ضيف كما حصل مع الممثل جمال سليمان. الناظر في الحلقات الأسبوعية من «دنيانا» يلمس التغير في الأداء، مع الإبقاء على الديكور. هنا، تتعاقب الضيفات ليقدمن أنفسهن والموضوع المطروح في آن. هكذا، تضيع اللعبة التلفزيونية الحوارية، إذ يتحولن الى مذيعات تلفزيونيات في دقائق قليلة، يفتتح فيها الهواء، كما حصل في الحلقة الماضية، مع المسرحية نضال الأشقر، وتقديمها موضوع الحكواتي والذاكرة الشفوية في العالم العربي، وقبلها الممثلة رائدة طه، التي تحدثت عن اللجوء، والممثلة المصرية ياسمين غيث، التي دخلت هذه المهنة بعد إصابتها بالسرطان وشفائها منه. على طاولة صغيرة تجلس مَن كنّ ضيفات، واليوم أضحين مشاركات من فلسطين، اليمن، الصومال، مصر والسعودية، تونس،ولبنان.
هكذا، توارت مقدمة ومعدة البرنامج ندى عبد الصمد خلف الكاميرا، وتركت هذه الصيغة الأقرب الى الأسلوب العصري في برامج «التوك شو»، لتختبر النسوة إدارة الحوار، بسلاسة وإيقاع سريع، ضمن نصف ساعة فقط من الوقت. نصف ساعة كافية، لطرح الموضوع، وأخذ رأي الضيف/ة، وعرض لتقارير موجزة، تدعم القضية المنوي معالجتها. في حلقة «الحكواتي»، تعرفنا إلى وجه المسرحي روجيه عساف، بصفته حكواتياً بدأ رحلته مع هذا الفن واحتكاكه مع أهل القرى الجنوبية، بغية توثيق النضال الفلسطيني واللبناني. وفي حلقة ياسيمن غيث، حديث عن مرض السرطان بمقاربة إيجابية، لمقارعته، عدا الإضاءة على مواضيع أخرى كالموسيقى، والأغاني، والمهن اليدوية التي في طور الإنقراض، والخوف من العمر، والتمدّد العمراني وصيغ إعادة البناء سيّما في لبنان.

* «دنيانا» كل أربعاء عند الساعة 20:30 بتوقيت بيروت على «بي.بي.سي» عربي