لم يكن أبداً اختيار الصحافي جوزيف أبو فاضل عبثياً ليطل في برنامج «في male» على lbci. الرجل الذي اشتهر بخطابه الذكوري والتمييزي في قضية منح المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها، استجلب الى استديو البرنامج، الذي يطغى عليه النفس الإستعراضي والترفيهي، ويقارب قضايا النساء من منظار اختزالي سطحي. اعتقدنا أمس، أن استضافة ابو فاضل، سيقابلها نقاش ومواجهة، وإذ بمقدمة البرنامج كارلا حداد، تحيل نفسها، كائناً متفرجاً بل مشاركاً وموافقاً على الآراء العنصرية التي كالها أبو فاضل في الحلقة. لا يمكننا هنا، تحميل حداد مسؤولية كبيرة، كونها امرأة، لا يمكن أن تتعدى مهامها قراءة ما يكتب لها على الورقة، أو ما يصل اليها عبر أذنها من غرفة «الكونترول». حداد، التي تسيدت هذا البرنامج، لا تنفع مهاراتها الا ضمن أجواء من الترفيه، والرقص و«الفرفشة»، وعرض أزيائها، لا المناقشة والمجادلة أو أقله الإعتراض. أمس، أعيد احياء الكلام المسّف الذي قاله الصحافي اللبناني للنائبة بولا يعقوبيان، وإذ به يتحول بمعية حداد، الى حفلة ساخرة، منكهة بايحاءات جنسية حول «الرضاعة على أنواعها». ومن الرضاعة، الى السخرية من النساء البدينات، عندما عبّر أبو فاضل عن اشمئزازه من النساء اللواتي يتمتعن بقامة قصيرة وبأفخاذ عريضة وهنّ متواجدات على الشاطىء، وسط هيصة وضحك عارم من الجمهور (النسائي). مرّت حفلات السخرية من البدينات ومن كرامات النساء، لننتقل الى ملف أكثر سخونة، تحوّل بدوره الى مساحة للتسلية، وللتسطيح. قضية إعطاء المرأة اللبنانية الحق في منح أولادها الجنسية، حضر ضمن فقرة ألعاب، أعاد فيها أبو فاضل مواقفه السابقة التمييزية بحق المرأة التي تتزوج فقط بالفلسطيني أو السوري. أما باقي الجنسيات، فيحق لها «استثناءات» كما قال، كي لا يتغير «وجه لبنان وديمغرافيته». كلام كرره مراراً أبو فاضل على الشاشات وعلى مواقع التواصل، لكن، الملفت هنا، جمود كارلا حداد، وتماشيها مع كلامه، بل أحياناً المزايدة عليه. كنا أمس أمام حلقة فاقعة، ومهينة، تستخدم فيها قضايا النساء، للتنكّيه أكثر منه للمقاربة أو طرحها بشكل يحترم حقوقهن ويقف عند معاناتهن لا سيما القانونية منها.