يوحي رمضان 2019 بملامح انفراجة على صعيد الدراما السورية. لكن لا يمكن الجزم ما إذا كان الموسم يسير على خطى التعافي، أم أنّ الأمر مجرّد طفرة خارج سياق الحالة المقفرة التي بلغتها الصنعة الشامية الأبرز منذ سنوات، وصولاً إلى العام الماضي. هذه المرّة سنشاهد باقة منوّعة من الأعمال، ستلعب غالباً وحدها على الساحة العربية من دون منافس حقيقي، وسط غياب شبه تام للمُنتَج المصري، وابتعاد الدراما اللبنانية عن الحرفية في صناعة مادة متماسكة، مع احتساب حصّة يسيرة من الدراما المشتركة لصالح «عاصمة الأمويين».تحتدم المنافسة انطلاقاً من بوابة الدراما الاجتماعية المعاصرة بثلاثة أعمال سورية خالصة ومبشرّة، هي: «دقيقة صمت» (كتابة سامر رضوان، وإخراج شوقي الماجري ــ بطولة: عابد فهد، وفادي صبيح، وستيفاني صليبا، وخالد القيش، ورنا شميّس ــ «الجديد»، و«أبو ظبي»، و«عمّان»، وart) الذي يجمع المقدرات الإنتاجية لشركة «إيبلا الدولية» (هلال أرناؤوط) بطاقة «صبّاح إخوان» (صادق الصبّاح) في التوزيع على أن يكون حاضراً على محطّات مهمة، و«مسافة أمان» (كتابة إيمان السعيد، وإخراج الليث حجو، وإنتاج «إيمار الشام» ــ بطولة: كاريس بشّار، وسلافة معمار، وقيس الشيخ نجيب، وعبد المنعم عمايري، وندين تحسين بيك ــ «لنا»، وlbci، وldc، و«دجلة»، ومنصّة Ten Time الإلكترونية)، و«عندما تشيخ الذئاب» (عن رواية جمال ناجي، سيناريو حازم سليمان، وإخراج عامر فهد ــ بطولة: سلّوم حداد، عابد فهد، سمر سامي، محمد حداقي، ميسون أبو أسعد، مريم علي ــ قنوات «أبو ظبي»).
تهرول الدراما السورية بين مضامير أخرى عدّة، بعضها يمشي على سكّة الاجتماعي ــ المعاصر الذي يشتبك مع الواقع وظروفه الراهنة، ثم تنتقل إلى ميدان الكوميديا بأكثر من مسلسل، من دون أن تفوّت لعبة العودة إلى الوراء لفتح سجلّات التاريخ، خصوصاً في حقبة المتصوّفة، بقصد إنجاز ضربات إسقاطية تخص الاعتدال والتطرف في الإسلام... وإن كان هذا الجانب يأتي بمعيّة المنتج الخليجي الذي يعود هذا العام فاتحاً ذراعيه، تزامناً مع فك الأقفال عن أبواب سفاراته في دمشق بمسلسلات عدة من بينها «مقامات العشق» (كتابة محمد البطوش، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد ــ بطولة: مصطفى الخاني، ويوسف الخال، ونسرين طافش، ولجين اسماعيل ــ قنوات «أبو ظبي»)، و«الحلّاج» (كتابة أحمد المغربي وإخراج علي علي ــ بطولة غسان مسعود، ومنذر رياحنة، ومنى واصف ــ تقرّر تأجيله في الساعات الأخيرة).
على الضفة المقابلة، تحضر أعمال البيئة الشامية كوجبة رئيسة على مائدة متابع اعتاد مشاهدتها على سبيل التسلية على الرغم من الحالة الرجعيّة التي تكرّسها. هكذا، سيتصارع كلّ من «حرملك» (كتابة سليمان عبد العزيز، وإخراج تامر اسحق، وإنتاج «كلاكيت» ـ بطولة جمال سليمان وباسم ياخور وسلافة معمار وهبة نور ورنا الأبيض ــ lbci، و«لنا»، وldc، وmbc)، و«سلاسل دهب» (كتابة سيف رضا حامد، وإخراج إياد نحّاس، إنتاج «غولدن لاين» ــ بطولة بسّام كوسا، وكاريس بشار، وعبد الهادي الصباغ، وديمة بياعة ــ lbci، و«لنا»، و«سما»). إلى جانب حضور نسخة «تايوانية» من «باب الحارة» (كتابة مروان قاووق، وإخراج محمد زهير رجب، إنتاج «قبنّض» ــ بطولة: نجاح سفكوني، وفاتح سلمان، وقاسم ملحو، ومرح جبر، وعلي كريّم ــ lbci، و«سوريا دراما») وأعمال إضافية من هذا النوع...
وإن كانت هناك حصّة لمجموعة دخلاء تسلّلوا كما كلّ عام بذريعة المنتج الذي يبحث عن الوفرة ولو قدّم بضاعة رديئة، إلا أنّ ذلك يبقى في منطق ضرورة ظهور الغث لتلمّس السمين... باختصار، يمكن القول إنّه كما بدت ملامح التعافي على وجه «عاصمة الياسمين» هذا العام، فإنّ دراماها وضعت قدمها على عتبة العودة إلى الطريق المستقيم وحصاد الموسم سيشهد!