انطلقت أمس، فعاليات القمة الإقليمية الأولى لبرنامج «النساء في الأخبار» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بتنظيم من منظمة «وان إيفرا» العالمية للصحف وناشري الأنباء. حوالي مئة من الصحافيات والمحررات ورئيسات التحرير في صحف ومواقع ومجلات في لبنان وفلسطين ومصر والأردن، تجمّعن في بيروت لتبادل الخبرات ووضع خطة عمل مشتركة لتطوير واقع النساء في المجال الإعلامي وحمايتهن على مدى ثلاثة أيام. في نقاشات اليوم الأول، توافقت النساء العاملات في غرف الأخبار على التحديات المشتركة التي يواجهنها، ليس في العالم العربي فقط، وإن بنسب متفاوتة. الصحافيات جزء من النسيج المجتمعي والثقافي، يتعرضن لما تتعرض له النساء على اختلاف مجالاتهن. التحرش الجنسي ومضايقتهن لا سيما خلال قيامهن بتغطية ميدانية وفي اوقات متأخرة والتمييز الجندري والتضييق عليهن في حال انشغلن بشؤون عائلاتهن وما يحتجنه من إجازات أمومة أو للعناية بأطفالهن المرضى (...). هبة عبيدات من الأردن اعتبرت بأن أداء القياديين داخل المؤسسات تجاه الصحافيات انعكاس لثقافة المجتمع والطريقة التي أتت برؤساء التحرير والمسؤولين إلى مناصبهم. وتحدثت لينا الورداني (جريدة «الأهرام» المصرية) عما تعرض له عدد من الصحافيات في مصر بسبب فضحهن تعرضهن للتحرش من قبل المسؤولين عنهن. بعضهن تعرض للتشهير وأخريات أوقفن عن العمل. ماذا يمكن أن تفعل إدارات المؤسسات لحماية العاملات فيها؟. عطاف الروضان (راديو «البلد» في الأردن) لفتت إلى برنامج نفذ في الأطراف الأردنية لتشجيع المؤسسات لتشغيل النساء المقيمات في المناطق المهمشة وتشجيعهن على تنفيذ مشاريع إعلامية. أما المصرية لمياء راضي التي شغلت منصب رئيسة تحرير في مؤسسات مصرية عدة، فقد استعرضت تجربتها في منع توظيف صحافي اتهم بالتحرش بإحدى زميلاته. فعاليات اليوم الثاني للقمة التي تستأنف اليوم، تفتتح بمداخلة لوزير الإعلام اللبناني ملحم رياشي ووزيرة الإعلام الأردنية جمانة غنيمات اللذين يتلوان كلمة الترحيب والبيان الإفتتاحي. خبراء متخصصون عرب وأجانب سوف يقدمون مداخلات حول التنوع الجندري وكيفية رفع قيمة المؤسسة في مجال الإعلام، منهم فرانسيس موريل الشريك المؤسس لـ «مبادرة الأخبار الرقمية»، ولورا زالينكو كبيرة المحررين التنفيذيين في بلومبيرغ. اليوم الختامي للقمة مخصص للمشاركات اللواتي شغلن منصب رئيسات التحرير لمناقشة «التحول الرقمي وتحقيق الدخل وتطوير الإعلام».
في حديث لـ «الأخبار»، قالت مديرة برنامج «النساء في الأخبار» في الشرق الوسط وشمال أفريقيا ميرا عبدالله إن القمة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، سبقتها قمة مماثلة للبرنامج على مستوى العالم نظمت في جنوب أفريقيا قبل عامين. وحول البرنامج، أوضحت عبدالله بأنه يعمل «على تعزيز قيادة النساء وصوتهن في مجال الأخبار من خلال تزويد الصحافيات والمحررات بمهارات واستراتيجيات و دعم لبناء الشبكات بينهن لأخذ مواقع قيادية أكبر داخل مؤسساتهن». ومع إدارات تلك المؤسسات، يعمل على «تقليص الفجوة الجندرية في غرف الأخبار ومجالس الإدارات داخل المؤسسات الإعلامية والمضمون الإعلامي الذي تنتجه» وكان البرنامج قد استضاف بشكل سنوي بدءاً من عام 2016، مجموعات من الصحافيات خضعن لدورات تدريبية متخصصة في لبنان ومصر والأردن.