الأسبوع الماضي، كنا أمام مشهدية هزلية في «ديو المشاهير» على mtv. ليلى عبد اللطيف، تغني «الثورة»، والثائر الأممي أرنستو شي غيفارا، مع نشيد Hasta siempre comandante. لوحة رفعت فيها القبضات عالياً، ورقصت فيها عبد اللطيف بطريقة تخرج حتى عن أجواء النشيد الثوري. مشهد سطحت فيها القيم النضالية والثورية. لكن الأمر لم يقف هنا. فأمس، كنا أمام أجواء مشابهة. هذه المرة تزامنت مع حركة الشارع الغاضب، الذي عبّر عن حالة يائسة وصعبة وصل إليها جراء الوضع الإقتصادي والإستشفائي المتردي. أمس، وقف المغني زياد خوري، الى جانب وزير الإعلام ملحم رياشي، ليؤديا النشيد الثوري المعروف «جايي مع الشعب المسكين» (كلمات وألحان زياد الرحباني). مشهدية بصرية، جمعت دموع وأوجاع الفقراء، التي توزعت على الشاشات العملاقة، فيما تولى رياشي، تأدية النشيد، مستعيناً بصوته كبديل عن آلة المزمار، المستعملة في النشيد. لا شك في أنه مشهد سريالي مجدداً، تستخدم فيه هذه الأناشيد والكلمات، التي لطالما رافقت حركات مطلبية، وطبقات كادحة موجوعة. «جايي مع الشعب المسكين»/ جايي تأعرف أرضي لمين؟»/ «لمين عم بموتو ولادي/بأرض بلادي جوعانين»، عبارات تلامس وجدان كل من سمعها أو قرأها، وتلقي دهشة على من شاهدها أمس على قناة «المر»، التي حاولت تقزيم أعداد المشاركين أمس في التظاهرة الشعبية، وعتّمت بشكل كلي في مقدمة نشرة أخبارها المسائية على الحدث، وركزت في تغطيتها على أعمال الشغب. تستمر mtv إذاً في استخدام أدبيات لا تمت لشاشتها بصلة، وتحاول تطويعها في برنامج ترفيهي، ذي إنتاجية لافتة، يصدّر «ترفه» وصورته المبهرة الى بقية الفقراء المتوزعين خلف الشاشة!