قبل ثلاث سنوات، تعثرت كاميرا تلفزيون «المستقبل» بإحدى المارات في شارع الحمرا. امرأة عفوية خارجة عن المألوف، ترتدي جوارب ملونة فاقعة. ضمن فقرة «كلمة اليوم» في برنامج «أخبار الصباح»، قالت أمل حمادة كلمتها: «انقرضوا الرجال»، وأعقبتها بسؤال يحمل ابتسامة صغيرة: «انشالله بدكم تحطوني على التلفزيون؟». وبالفعل، بثّت القناة الزرقاء هذا الفيديو تحت عنوان: «إنقرضوا الرجال بلبنان؟». طبعاً، هي لحظة تلفزيونية خلناها عابرة، لكن سرعان ما تحوّلت صاحبتها الى ظاهرة تلفزيونية، احتلت مساحة واسعة على السوشال ميديا أيضاً. بعد هذا الشريط، زاد ظهور أمل على الشاشة، وفي البرامج التلفزيونية، واستغل الإعلام موهبة حمادة وسماتها في التعليق على المشاهير، بعفوية وكلام ساخر، قليلون يتجرأون على قوله بهذه الصراحة.

هنا، بدأت حمادة بمعية الإعلام والصفحات الناشطة («شرطة المشاهير» على سبيل المثال)، ببناء هذه الشخصية التلفزيونية والمحببة، واستطاعت جذب الأنظار، وحتى أنشئت حسابات إفتراضية بإسمها. واشتهرت بتعليقاتها على النجوم والنجمات، خصوصاً ميريام فارس المعروفة بإخفاء هوية وشكل زوجها، على وسائل التواصل وفي الإعلام. عبارة :«مين ماخدة؟»، التي وجهتها أمل يوماً الى فارس، أضحت «تراند» لم تبطل موضته الى اليوم، ومحطّ كلام لدى العديد من رواد الشبكات الإجتماعية. أمس، رحلت أمل حمادة (1971-2018) التي رسمت الإبتسامة على وجوه كثيرين/ات، إثر جلطة دماغية في بلدتها النبطية. انطفأت تاركة أسئلة كثيرة حول هذا الإستثمار الإعلامي في شخصية فكاهية ممزوجة بالصدامية، كأمل حمادة، ونجاحه في تحويلها الى ظاهرة. أمس، تصدر إسم أمل حمادة، قائمة تويتر، تداعى العشرات لنعيها والترحم عليها، على رأسهم فنانون ونجوم معروفون، إلى جانب استذكار ابرز مقولاتها.