بعد جلاء ملابسات اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، ووضع المسؤولية حصراً على منفذي العملية (15 شخصاً)، انشغل الكل أمس بالصورة التي جمعت ولي العهد محمد بن سلمان، والمفترض أنه المسؤول المباشر عن عملية الاغتيال، بنجل خاشقجي «صلاح»، أثناء استقبال الملك السعودي لأفراد من عائلة الصحافي المغدور لتقديم العزاء. طيلة الساعات الماضية، انتشرت الصورة الجامعة للرجلين، وبدأت سلسلة تحليلات تتعلق بلغة الجسد والعيون، والهيئة الخارجية للشاب (صلاح)، إضافة الى تقفي عناصر أخرى تحيط بالمكان. لم تكن بمصافحة بقدر ما كانت مجرد ملامسة للأيدي بين الرجلين، بين بن سلمان ونجل خاشقجي.

انشغلت الميديا العربية، وتحديداً القطرية بتحليل ما حدث في هذه الصورة. تم التركيز على ثياب صلاح خاشقجي التي لم تكن مكوية، ولا تناسب المكان الذي أتى إليه، ففسر الأمر على نحوين: الأول يقول بأن أفراد عائلة خاشقجي قد استدعوا على الفور الى قصر «اليمامة»، وإما قصد الشاب أن يأتي بهذه الهيئة إحتجاجاً على مقتل والده. كذلك، تم التركيز على المسافة البعيدة نسبياً بين صلاح وبن سلمان. ولعل أبرز المؤشرات كانت تخاطب لغة العيون، فذهب التحليل هنا، الى القول، بأن عيني ولي العهد كانتا تشيان بالخوف والتوجس، فيما عينا الشاب تقدحان ناراً وغيظاً. وبعد تحليل لغات العيون والجسد، لم يسلم الحارس الشخصي لبن سلمان من هذا التحليل، إذ تم التركيز على جهوزيته العالية، عبر وضع يده مباشرة على مسدسه، الذي كان مجهزاً، ومحرراً من غمده. يذكر أن عائلة خاشقجي، محظورة من السفر، منذ بدء الصحافي المغدور بالكتابة في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، وحالها يشبه كمن وضع تحت الإقامة الجبرية.