bbc للمرة الأولى في «الجمهورية الإسلامية الإيرانية» بجناحيها العربي والإنكليزي. تعود الشبكة البريطانية إلى إيران بعد مرور تسع سنوات على غيابها، اي منذ خلفية تغطيتها الإنتخابات الرئاسية عام 2009، وإقفال مكاتبها هناك. بعد مرور هذه السنوات، تدخل «بي.بي.سي»، للمرة الأولى كمؤسسة إعلامية مستقلة، بعدما كانت تعمل في السابق، ضمن وفود أجنبية للتغطية الصحافية. العودة الرسمية هذه المرة، كانت من بوابة مدينة إصفهان (جنوب طهران)، بعد توجيه منظمي «مهرجان أفلام الأطفال الدولي» (في دورته الـ 31 التي انطلقت الخميس الماضي)، دعوة الى الشبكة البريطانية للتغطية. ثلاثة تقارير بثتها «bbc عربي» في نشرات أخبارها، استغلت فيها وجود فريقها في المدينة الأجمل في العالم، لتتلقف زوايا مختلفة منها. فالى جانب إهتمامها بالمهرجان السينمائي (عرضت 8 قاعات سينمائية 86 فيلماً إيرانياً ودولياً)، أضاء مراسل الشؤون الإيرانية هناك علي هاشم (عيّن منذ 8 أشهر)، على مواضيع متشعبة من نبض المدينة. تحدث في هذه التقارير المتسمة بالعمق والإحاطة، عن أزمة الجفاف التي تعانيها أصفهان، والخطر الذي يحدق بجسورها التاريخية جراء هذه الأزمة، مع إضاءة على الطابع العمراني والتراثي للمدينة الإيرانية، عبر إستصراح خبراء في هذا المجال. أزمة الجفاف التي تضرب المدينة، ألهمت العديد من الفنانين بنظم قصائد أو تحويلها الى أغان ومرثيات، للنهر الاشهر هناك، الذي تحوّل الى بقعة جافة تماماً. إذاً، ربط العمران بالسينما بالأوضاع البيئة، إضافة الى إطلالة على الأوضاع الإقتصادية هناك، وتعريف الناس على خصوصيات الشعبية المرتبطة بالإقتصاد أيضاً (الإضاءة على ظاهرة البازار هناك).bbc الغائبة منذ 9 سنوات، عن الساحة الإيرانية (يحظى قسمها العربي بأكثر من 44 مليون مشاهد/ة)، لن تكتفي بتغطية المهرجان المذكور، بل واكبت اليوم، فعاليات القمة الإيرانية-التركية-الروسية، في طهران، التي تبحث الأوضاع في سوريا، وتحديداً مدينة إدلب. إذاً، مرحلة جديدة، في العلاقة بين bbc وإيران تدشّن اليوم، ولا شك أن الجهتين ستتبادلان الإفادة نفسها، إن في توسيع جمهور الشبكة البريطانية من جهة، أو في نقل ومواكبة ما يحصل في «الجمهورية الإسلامية» من أحداث وقضايا.