أعلنت «هيئة تنظيم شؤون البث الإذاعي والتلفزيوني» في بريطانيا، أخيراً أنّ دعاية تلفزيونية للسعودية انتهكت قواعد الإعلان السياسي. وكان الإعلان قد بُثّ على محطة «سكاي 1»، وهو يروّج للخطة الإصلاحية المعروفة باسم «رؤية 2030»، وتظهر فيها نساء يقدن سيارات، ويقصدن دوراً للسينما.لكن الهيئة، المعروفة اختصاراً باسم «أوفكوم»، أكدت أنّ الدعاية التي تروّج للإصلاحات، وللعلاقات البريطانية ــ السعودية، أغفلت «الجدل العام المحتدم» بشأن تلك القضايا. علماً بأنّها لم تفرض غرامة بعد، لكنّها قرّرت ألا تعيد قناة «سكاي 1» يثّ الدعاية بعد ذلك، وفق ما ذكر موقع «هيئة الإذاعة البريطانية».
وكان الإعلان الذي يستغرق دقيقة واحدة، قد بثت في شهر آذار (مارس) الماضي، قبل زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى بريطانيا.
تظهر الدعاية صوراً عدّة تروّج للمجتمع السعودي، مصحوبة بسرد يقول: «الأشياء بلا شك تتغير في السعودية... وفي قلب تلك التغييرات عقود تجارية عالمية مهمة، مع بريطانيا بشكل أساسي». في هذا السياق، أوضحت «أوفكوم» أنّها تبحث إن كان في الدعاية ما يقدّم «خدمة عامة للناس»، مثل تلك الدعايات التي تستخدمها الحكومة البريطانية في توعية الناس بشأن الصحة أو السلامة على الطريق.
لكن الهيئة خلصت إلى أنّ الهدف الرئيسي للدعاية التي دفعت قيمتها جهة تابعة لوزارة الثقافة والإعلام في السعودية، «من وجهة نظرنا، كان تقديم صورة إيجابية لهذا البلد». و أضافت أنّها «أخذت في الاعتبار الجدل الدائر بين عامّة الناس بصفة عامة، كما تعكسه تقارير وسائل الإعلام التي نشرت في الأيام السابقة لزيارة ولي العهد والمسؤولين معه، وخلال الزيارة أيضاً».
كما نقلت «أوفكوم» عن تقرير لمحطة «سكاي» الإخبارية قوله إنّ «الزيارة لن تمضي بدون انتقاد واحتجاجات».
وكان محمد بن سلمان قد كشف قبل عامين عن «رؤية 2030»، وهي خطة «إصلاحية» ضخمة، تهدف أساساً إلى «فتح أبواب البلاد أمام الاستثمارات الأجنبية، وتوفير اقتصاد أقل اعتماداً على عوائد النفط». وشهدت شوارع بريطانيا خلال زيارة ولي العهد لوحات دعائية تروّج للسعودية، كما نشرت في الصحف دعايات مماثلة.