في 22 تموز (يوليو) من العام 1978، أطلقت رصاصة الغدر بكاتم للصوت على الفنان والمناضل الفلسطيني ناجي العلي (1937- 1987) في لندن. دخل بعدها في غيبوبة استمرت الى 29 آب (أغسطس). هوى الكاريكاتوريست الملتزم أرضاً، لكن ريشته وفكره ما زالان متوقديّن. على الرغم من مرور 31 عاماً على رحيل العلي، والغموض الذي ما زال يلف الجهة المنفذة للإغتيال، الا أن الرجل الذي حمل بريشته وضحى بحياته، كرمى لفلسطين، ما زال حاضراً بقوة في ذاكرة الشعوب العربية. الذكرى الـ 31 لغياب صاحب «حنظلة» لا تمر مرور الكرام. فقد فاضت مواقع التواصل الإجتماعي، بصور وبرسوم الشهيد الفلسطيني، وبأبرز مواقفه المتلفزة كانت أم المنقولة من مختلف مقابالاته المكتوبة، في ما يخص القضية الفلسطينية، وخنوع الأنظمة العربية، وموقفه السياسي والوطني الثابت والملتزم، حيال مسقط رأسه، وإستحالة تقديم أي تنازل بشأنه، ومنح أي وثيقة إعتراف بالكيان الإسرائيلي .


هكذا، مُلئت المنصات الإجتماعية، برسوم ناجي و«بحنظلة». أعيدت سرد مواقفه وآرائه كأنها قيلت اليوم، حيال ما يجري من محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، وغرق معظم الأنظمة الخليجية على وجه التحديد في الزمن الإسرائيلي. بدت ذكرى ناجي العلي هذا العام، بمثابة حاجة الى إستحضار رجل بحجمه، وبحجم مسيرته الحافلة بنصرة فلسطين وأهلها، والتصويب على كل خائن ومستثمر في قضيتها. ولعلّ العبارة الأبرز له، قالها في حديث متلفز عندما سئل عن إنتمائه لأي «جماعة»، فرد قائلاً :«أنا ملتزم بقضية أكبر من هذه الجموع.. ملتزم بفلسطين».