في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، توجهت كاميرا شبكة bbc، الى صحراء النقب المحتلة، وعاينت من هناك، كواليس تصوير الجزء الثاني من المسلسل التلفزيوني «فوضى فوضى»، الذي عرض جزؤه الأول قبل عامين، على شبكة «نتفلكس»، وصنّف ضمن «الإثارة التلفزيونية». اليوم، عادت الشبكة البريطانية، لتروّج لهذا العمل، وتعيد بث هذه الكواليس (53 دقيقة)، مع تلميع صورته بوصفه كما روجّت له على السوشال ميديا «استطاع أن ينجح في بعض البلدان العربية».أمس، أعادت «بي.بي.سي»، بث الشريط، من دون اي مناسبة (22:00 بتوقيت بيروت)، رغم تشكيله «مادة دعائية عنصرية لجيش الإحتلال الإسرائيلي»، و «يشرعن جرائم الحرب التي تقترفها فرق الموت»، كما جاء في نص بيان «الحملة الفلسطينيّة للمقاطعة الأكاديميّة والثقافيّة لإسرائيل»، في آذار (مارس) الماضي.



الى جانب كونه يساوي بين الجلاد والضحية، ينحاز الشريط بشكل واضح الى الإحتلال، ويعيد ترويج مادة المسلسل القائمة على فكرة مطاردة «المستعربين» (اسرائيليون يدّعون بأنهم عرب)، لفلسطينيين، ويطل على ظواهر الأسر في سجون الإحتلال، وواقع الحياة في الضفة الغربية وفي مخيمات اللجوء، الذي ــ بحسب الشريط ــ سكّانه «يشنون هجمات ضد الإسرائيليين». يصف التقرير العمليات الجهادية بـ «الهجوم»، سيّما إبان الإنتفاضة الثانية، ويضع على قدم المساواة أعداد القتلى الإسرائيليين، مع باقي الشهداء الفلسطينيين. اللافت في «فوضى فوضى»، مشاركة الممثلة اللبنانية-الفرنسية ليتيسيا عيدو، التي أملت في نهاية الشريط، أن لا «يكون الإنتقام سبيلاً وحيداً أمام الجيل الجديد»، واستعادت تجربتها اللبنانية مع العدو الإسرائيلي، قائلة بلهجة المستسلم: «المنتصر الذي يقول لنتوقف عند هذا الحدّ». الى جانب عيدو، يشارك في العمل ممثلون فلسطينيون وإسرائيليون، عبّروا من خلال الشبكة البريطانية عن أملهم في أن يحلّ «السلام»، بين الطرفين!