في الأول من كانون الثاني (يناير) عام 2003، أوقف البث الفضائي لقناة «الجديد» عنوةً، ومنع بث حلقة «بلا رقيب»، بحجة تناولها المملكة السعودية، والعائلة الحاكمة. وقتها، خرجت ماريا معلوف (مقدمة البرنامج المذكور)، من زاوية استديو صغير، وأبلغت المشاهدين بأن الحلقة لن تبث، بناء على إشارة النائب العام التمييزي عدنان عضوم. بعد مرور 15 عاماً، انقلب المشهد. ها هي معلوف، تندسّ في أحضان الخليج من البوابة السعودية. إنقلاب المذيعة اللبنانية، بدأ منذ سنوات، حين دخلت عبر اللعبة الإفتراضية (حسابها على تويتر)، مستنقعاً سياسياً/ مذهبياً تحريضياً مقيتاً. أمر أدى إلى إستدعائها للتحقيق على خلفية تحريضها على القتل، عبر تغريدة دعت فيها «إسرائيل»، الى إغتيال أمين عام «حزب الله»، السيد حسن نصر الله. بعد تخلّفها عن الحضور (متواجدة في دبي)، صدرت في نيسان (أبريل) الماضي، مذكرة بلاغ بحث وتحرٍ، لمدة شهر. طبعاً، الأجندة المستجدة التي تبعتها معلوف في الفترة الأخيرة، وتحريضها على «حزب الله»، وأمينه العام، وعلى «إيران»، و «الحوثيين»... عوامل رفعت أسهمها أكثر في الإمارات والسعودية، وانسحب ذلك، إستضافات متكررة لها، في الميديا الخليجية، بوصفها «إعلامية جريئة». بعد هذا التمهيد لها خليجياً، خرج في منتصف الشهر الماضي، برنامج «رؤيتي»، على قناة «24» السعودية. البرنامج الذي وضع ضمن برمجة الشبكة، يتناول الشأن السياسي الإماراتي -السعودي، ويسلط الضوء على «مجلس التنسيق السعودي الإماراتي» (يديره محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي)، الذي أنشئ قبل عامين.
في حديث الى موقع «الإمارات نيوز»، تشير المذيعة اللبنانية، الى أن لديها «حضوراً عربياً أكثر منه لبنانياً»، بما أنها تناولت قضايا عربية، «جعلتها معروفة أكثر»، والمقصود بالتأكيد هنا، تجربتها في «بلا رقيب». لكن ما ظهر في شرائط المقابلات جلّها ركزّ على التحريض ضد إيران، رغم أن محاوره ترتكز إلى قضايا عدة أبرزها الإقتصاد والذكاء الإصطناعي، والإتفاقات المشتركة بين الإمارات والسعودية. من يشاهد حلقات البرنامج الأسبوعي، لا يمكن الا أن ينتبه إلى سلسلة التغريدات التحريضية التي تدّونها معلوف من وقت الى آخر على حسابها على تويتر. الفارق أنها تظهر صوتاً وصورة، وتحت بيارق الإمارات العربية المتحدة.