مرّت أيّام على التغيير الذي أجراه موقع تويتر على سياسته، والقاضي بعدم اعتبار أي من الحسابات المغلقة مؤقتاً ضمن قائمة المتابعين. جاء القرار على خلفية ما يُشتبه أنّه تحايل، وفي مسعى لـ «مكافحة تدفّق المعلومات الخاطئة» واستعادة الثقة بعد كثرة الضغوط والانتقادات لناحية إمتناع تويتر عن أجراء أي تعديل يحاكي أزمة الأخبار الكاذبة، وفق ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست». وقد أدّى الأمر إلى حذف ملايين الحسابات، وأفقد بالتالي مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الشهير عدداً كبيراً من المتابعين. لكن على الرغم من سريان القرار منذ نهاية الأسبوع الماضي، غير أنّ الضجّة لا تزال مستمرّة حول العالم، لا سيّما في البلدان العربية. ترمي السياسة الجديدة إلى إزالة عشرات ملايين الحسابات «المشكوك في أمرها»، وهي جزء من الجهود الرامية إلى «تحسين صحّة» المحادثات عن طريق حذف الحسابات المشبوهة وغير النشطة، على حد تعبير الموقع الذي يحتمل أن يعمد إلى حذف 6 في المئة منها نهائياً. كما ستُمنع الحسابات المقفلة من التغريد، وسيتعيّن عليها الخضوع لعملية تحقق قبل فتحها مجدّداً.
في هذا السياق، قال ديل هارفي، نائب رئيس تويتر للثقة والسلامة، لـ «واشنطن بوست» إنّ الموقع يغيّر «في كيفية إقامة توازن بين حرية التعبير، واحتمال أن تؤذي هذه الحرية شخصاً آخر». ولفت إلى أنّ الحسابات المشمولة في هذه الحملة تختلف عن الرسائل الاقتحامية (spam) أو الـ bots – وهو جانب آخر تتداعى فيه المنصة ــ لأنّ الحسابات المقفلة يتم إنشاؤها في الغالب من قبل أشخاص حقيقيين، لكن تويتر لم يعد قادراً على تأكيد أنّهم لا يزالون يتحكمون فيها بأنفسهم وأنّها لا تستخدم لأغراض مشبوهة.
إلى جانب الجدل الذي يحدثه تعديل تويتر الجديد، انشغلت وسائل الإعلام وروّاد السوشال ميديا بكمية المتابعين التي خسرها المشاهير في مختلف المجالات.
أميركياً، سجّلت نجمة البوب كيتي بيري أكبر خسارة، إذ أكدت شبكة «سي. أن. أن» أنّها فقدت بين ليلة وضحاها قرابة 2.8 مليون متابع، في مقابل مليونين لكلّ من الكندي جاستين بيبر والأميركي تايلور سويفت. الرقم نفسه تقريباً، خسرته ريهانا وإيلين ديجينيريس وليدي غاغا، إلى جانب 1.7 مليون لنجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان. بدوره، تأثّر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بخسارة مليوني متابع، في الوقت الذي فقد فيه خلفه دونالد ترانب 340 ألفاً. وقد أشاد الأخير بقوّة تويتر في «مساعدته» في مكافحة الأخبار الكاذبة و«التواصل بصورة مباشرة» مع عشرات الملايين من المتابعين.
أما عربياً، فقد تربّع أمير قطر تميم بن حمد على قائمة الخاسرين، بعدما تضاءل حجم متابعيه في الساعات الأولى من مليونين إلى 200 ألف فقط، مما ولّد حملة سخرية افتراضية كبيرة، لا سيّما من قبل خصومه في السعودية. كما لم يسلم إعلاميو شبكة «الجزيرة» القطرية من هذه الزوبعة، على رأسهم خديجة بن قنة التي صار عدد متابعيها حوالي 600 ألف بعدما كان 10 ملايين. مع العلم بأنّه بدا لافتاً حجم تأثّر قطر بما يجري، خصوصاً أنّ الدولة الخليجية الصغيرة معروفة بجيوشها الإلكترونية التي استخدمت بكثافة خلال الأزمة الخليجية الأخيرة.
ومن بين الفنانين الذين طالتهم هذه الموجة، نذكر: أحلام (خسرت أكثر من 163 ألفاً)، وسعد المجرّد (خسر قرابة 3 ملايين)، وتامر حسني (خسر قرابة 1.8 مليون)، وغيرهم.
وكان تويتر قد بدأ بتعقّب وإغلاق الحسابات الآلية المزيفة في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2017، إثر ضغط من الكونغرس، قبل أن تشهد زخماً أكبر في الأيام الأخيرة.
وسط هذه الضوضاء، تبرز إلى الواجهة تساؤلات عدّة تتعلّق بنتائج هذه السياسة على الأرض، وعما إذا كانت لها تداعيات سياسية.