كان يفترض أن يكون الممثل والمخرج سيف الدين السبيعي في دبي حالياً ليستكمل العمل على مشروع «تين تايم» وهي منصة على الانترنت كان مخططاً أن يطلقها رجال أعمال عرب تنتج وتعرض أعمالاً فنية متنوعة على الشبكة العنكبوتية. على أن يتولى صاحب «الحصرم الشامي» مسؤولية إدارة المحتوى كاملاً. لكنّ أمراً مبهماً حصل فتأجّل إطلاق المشروع؟! هنا ما كان من السبيعي سوى العودة إلى دمشق لاستئناف أنشطته الفنية، وأولها سيكون فيلماً من إنتاج «المؤسسة العامة للسينما السورية» يحمل عنوان «يحدث في غيابكَ» (كتابة سامر محمد اسماعيل). الشريط يقدّم بلغة إسقاطية حالة عامة عايشها الشعب السوري، وربما يسعى وراء مقولة تلخّص كل ما جرى خلال السنوات الأخيرة، وتصل إلى الحلول الموجزة وتدعو للبحث عن الحب وإقصاء العنف بالمطلق. عن الحكاية وتصاعدها ومرجعيتها، يقول كاتب السيناريو سامر محمد اسماعيل في حديثه مع «الأخبار» بأنّ «الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية جرت أحداثها في مدينة حمص السورية سنة 2012 أي عندما كانت الحرب في أشدّها هناك. يلتقي رجل وامرأة دون أن نعرف لهما اسماً، لكنهما يتبادلان دوري الضحية والجلاد، أو القاتل والقتيل... وسط أجواء تقود هذه البطلين إلى مواجهات دامية، ثم لا تلبث أن تأخذهما نحو حب غرائبي ينمو بين مدافع المدينة ودقات ساعتها. حمص تأتي هنا كمدينة للجنون والرأفة في خاطر شخصيتي الشريط الرئيسيتين، إذ تدور الأحداث بين صحافي وطبيبة يقفان على طرفي نقيض من الناحية السياسية، لكنهما في الوقت ذاته يكتشفان أن العنف ليس من اختصاصهما، ولا يمكن لهما رغم كل ما حدث أن ينساقا إليه». يشرح اسماعيل ويضيف: «إنها قصة تحدث في غياب الإله عن سورية، غياب يترك أثره على بيت مملوء بالذكريات، ومسكون بضجيج الحرب في الخارج. وسنرى أثرها على كل من الرجل والمرأة وصولاً إلى نهاية غير متوقعة، فلم يعد من السهل البداية من جديد، لكنها «عاصمة الفكاهة السورية» التي تغيب لتظهر على هيئة طفل في يدي رجل فقد كل شيء، إلا الغفران».