أمس السبت، عاد جثمان المسعف حنّا لحود، بعد استشهاده في مدينة تعز اليمنية. أسبوع كامل مرّ على فاجعة رحيل الشاب اللبناني الذي يعمل في «الصليب الأحمر الدولي»، والذي ذهب بمهمته الإنسانية الى أبعد حدود، إلى درجة تقديم حياته قرباناً لها.وسط حشد غفير من الزملاء والأهل والأصدقاء، زفّ لحود إلى مثواه الأخير في بلدته «بريح» الشوفية. إلى جانب تفانيه المهني والإنساني، تغلّب الشاب الثلاثيني، قبل عامين على مرض السرطان وتزوّج منذ فترة وجيزة. هذه القصّة المؤثرة إلى جانب الاستشهاد، كان لهما وقع كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.
مع التقاعس الرسمي الذي أظهرته الدولة اللبنانية حيال لحود، ما خلا تقليده الوسام الفضي من قبل رئاسة الجمهورية، وجد رواد السوشال ميديا فسحة لنعي المسعف، ولاستذكار أبرز ما كان يردّده في حياته، من بينها مقولته : «ولدنا لندافع عن كل الناس، مهما كانوا وأينما وجدوا».
هكذا، امتلأت المنصات الافتراضية بصور الشهيد الشاب أثناء تأدية مهامه الإسعافية، من دون تمييز في الجنسيات أو الأعراق أو الألوان، وتصدّرتها الصورة الإنسانية المتفانية في تسخير النفس لأقصى درجات التضحية، وكسر الحدود بين الدول من أجل خدمة الإنسان، حتى لو كلف ذلك فقدان الحياة.