لا تزال لعبة «الحوت الأزرق» تحصد المزيد من الأرواح في صفوف الأطفال والمراهقين في شتى أنحاء العالم. خصّت «هيئة الإذاعة البريطانية» هذه الظاهرة بتقرير خاص نشرته أمس الخميس على موقعها الإلكتروني. في مصر، على سبيل المثال، ظهرت ضحية جديدة بعدما حاولت طالبة تبلغ 15 عاماً الانتحار هذا الأسبوع. ووفقاً لصحف مصرية، فإنّ الفتاة وصلت إلى أحد مستشفيات محافظة الإسكندرية في حالة إعياء شديدة جرّاء تناولها مادة سامة تنفيذاً لتعليمات اللعبة. يأتي هذا بعد أيام على انتحار نجل النائب المصري السابق حمدي الفخراني، والذي أكدت شقيقته على «فايسبوك» أن «الحوت الأزرق» هي السبب.
أما في الجزائر، فسجّلت محافظة قسنطينة (شرقاً) ثامن حالة في البلاد، عندما لقي طفل يبلغ 11 سنة مصرعه بعد العثور عليه منتحرًا بحبل داخل منزله وعلى إحدى يديه رسم للعبة «الحوت الأزرق».
في تونس، أسفرت اللعبة عن انتحار حوالي عشرة أطفال في مناطق متفرقة من البلاد، وهو ما دعا وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة بالتعاون مع «وكالة السلامة المعلوماتية» إلى إطلاق حملات عدّة لدعوة الأسر لمراقبة نشاط أطفالهم على الإنترنت، فيما شهدت السعودية العام الماضي حالة انتحار لطفل يبلغ 13 عاما قالت أسرته إنه كان يمارس هذه اللعبة.
وكانت دار الإفتاء المصرية قد أصدرت الأسبوع الماضي فتوى بتحريم المشاركة في اللعبة وطالبت «من استدرج للمشاركة في اللعبة أن يسارِع بالخروجِ منها»، مناشدة الآباء بمراقبة سلوك أبنائهم وتوعيتهم إزاء خطورة هذه الألعاب القاتلة، وأهابت بالجهات المعنية تجريمها ومنعها بكل الوسائل الممكنة لما «تمثله من خطورة على الأطفال والمراهقين».
ولمن لا يعرف، «الحوت الأزرق» هي تطبيق يُحمّل على الأجهزة الذكية ويتكوّن من 50 تحدياً، تستهدف الفئات العمرية ما بين 12 و16 عاماً. وبعد أن يقوم اللاعب بالتسجيل لخوض التحدّي، يُطلب منه رسم حوت أزرق على ذراعه بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد بأنه قد دخل في اللعبة فعلاً. ثم، تتم السيطرة على اللاعب من خلال اتباع بعض التعليمات الغريبة التي تعتبر جزءاً من طقوسها، ومنها الاستيقاظ في وقت مبكر، ومشاهدة بعض الأفلام التى تضم مشاهد مرعبة، وسماع أنواع معينة من الموسيقى، إلى جانب العزلة التامة وعدم محادثة الأشخاص، لضمان وصول اللاعب إلى حالة نفسية سيئة تمهيداً للمرحلة الأخيرة وهي تنفيذ التحدي الأخير وهو الانتحار!
اتهم مخترع هذه اللعبة الروسي فيليب بوديكين بتحريض نحو 16 طالبة على الانتحار بعد مشاركتهن فيها، وقد اعترف بالجرائم التي تسبب بحدوثها، قائلاً: «أحاول تنظيف المجتمع من النفايات البيولوجية التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقاً».
وعن سبب تعلّق المستخدمين بها، يرى بعض الإختصاصيين النفسيين أنّ حب الاستطلاع ومعرفة اللعبة والدخول معها في تحدّ، إضافة إلى العزلة، هي ما قد يدفع بعض الأطفال والمراهقين إلى إدمان الألعاب الإلكترونية والانصياع لأوامرها حتى وكان فيها إيذاء لأنفسهم.