حمل ملحم رياشي العديد من المشاريع الاعلامية عندما تولّى مهام وزارة الاعلام في الحكومة الحالية. إضافة إلى اهتمامه بقضية تعيين مجلس إدارة جديد لـ «تلفزيون لبنان» التي تعتبر من أكثر الملفّات تعقيداً، قرّر أن يُعيد الحياة إلى «إذاعة لبنان». قدّم الوزير مجموعة اقتراحات، أوّلها عودة الدراما إلى الإذاعة. ومَن يستمع اليوم لها، يُلاحظ تغيرات طرأت على برمجتها فزادتها جاذبية، وخلقت تفاعل المستمع معها.
في هذا السياق، يقول محمد إبراهيم المدير العام لـ «إذاعة لبنان» في اتصال مع «الأخبار» إنه «من المعروف أن للدراما دورها في الفنّ، ويمكن الاستماع إليها بشكل مريح على الاذاعة، لكنها تملك تقنياتها الخاصة التي تميّزها عن باقي الأنواع. شهدت هذه الدراما شهرة وشعبية في الماضي مع الصحافي الراحل جورج إبراهيم الخوري (1922- 2006)، وحسن علاء الدين (شوشو ـــ 1939 - 1975) اللذين رفعا لواء تلك الدراما وقدّما أشهر أعمالهما، وكانت تلك الحقبة ذهبية في الإذاعة». يرى إبراهيم الكثير من الايجابيات في عودة الدراما: «لقد فتحنا المجال أمام الطلّاب الجامعيين لتقديم أفكارهم.

أدعو الموهوبين لعرض أفكارهم وتحقيق رؤيتهم الفنية، بخاصة أن «إذاعة لبنان» لها مكانتها بين المستمعين محلياً وخارجياً». لكن ما هي الأعمال الدرامية التي تبثّها الاذاعة حالياً؟ يجيب: «في الفترة الأخيرة، بدأنا بثّ مسلسلين هما «صباحو يا جميل» (كتابة وإخراج عدي رعد) بطولة باسم مغنية ومجدي مشموشي ويبثّ صباح كل جمعة (10:30) والأحد (09:30). كذلك، هناك مسلسل «نحنا والحسد جيران» (كتابة فارس يواكيم) بطولة: أحمد الزين ومي صايغ وعمر ميقاتي وسامي ضاهر. «صباحو يا جميل» عبارة عن حوار بين مثقفين يعملان في معمل نفايات، ويتعرّفان إلى مشاكل الناس وحالتهم الاجتماعية. أما «نحنا والحسد جيران» فيلقي الضوء على سكّان بناية متنوّعي الأطياف، يمثّلون لبنان بطوائفه وطبقاته.

ينطلق قريباً مسلسل
«حين يزهر اللوز» لأنطوان غندور
على أن يبدأ قريباً مسلسل «حين يزهر اللوز» لأنطوان غندور، بعد أن يتشكّل فريق عمله». على الضفة الأخرى، خاض الممثل عدي رعد تجربة ناجحة في «صباحو يا جميل» الذي لفت سمع المتابعين. كيف يقيّم رعد تلك التجربة؟ يجيب: ««صباحو يا جميل» هو الأول لي في «إذاعة لبنان»، لكنه التجربة الاذاعية الثالثة بعدما قدّمت سابقاً على «إذاعة البشائر» عملين، الأول مسلسل «ما في نوا» الذي يكشف كواليس العمل الإذاعي، والثاني برنامج «بو شكيب وبو صابر» وهو حزازير رمضانية». ويلفت رعد إلى أهمية الدراما في الإذاعة: «بدأت الكتابة للاذاعة قبل أربع سنوات. في ظلّ الازمة المالية التي تضرب المحطات التلفزيونية، قد نشاهد في المستقبل القريب هجمة للعمل في الاذاعات. فالإذاعة هي بمثابة متنفّس للكتّاب والممثلين والمنتجين. فعبر إنتاج بسيط، نقدّم عملاً لافتاً. الملاحظ أن الزملاء تحمّسوا للعمل في الاذاعة بعد نجاح المشاريع التي بُثّت». ويتوقف عند اختلاف الكتابة الاذاعية عن باقي الكتابات، فـ «على خيال المستمع أن يسرح بعيداً عند سماعه للعمل، كأنّه يشاهده أمامه على الشاشة، لذلك يجب التركيز على الاحساس في الأداء ونبرة الصوت». من جانبه، يبدو باسم مغنية سعيداً بتجربته الاذاعية. يعبّر عن ذلك بدعوته زملاءه لتقديم الدعم لـ «إذاعة لبنان». يقول لـ «الأخبار»: «الدراما الاذاعية فنّ قائم بحدّ ذاته. الاحساس له دور في الاذاعة، ومن يخاطب الناس وراء الميكروفون، عليه أن يحرّك خيال الجمهور الموجود أمامه. في التلفزيون، يركّز الممثل على تعابير الوجه وتقاسيم الجسد، لكن في المقابل للميكروفون تقنية خاصة لإيصال الاحساس، وقد يكون مضاعفاً أحياناً أكثر من الشاشة الصغيرة». ويُكمل مغنية: «لقد أغنيت معرفتي الفنية من خلال تجربتي في الاذاعة. وجودي فيها مع زملائي هو دعم لها. على باقي الفنانين أن يعلنوا الدعم أيضاً، لأن هدفنا هو النهوض بالاذاعة. أتمنى على الاسماء التي أغنت الدراما اللبنانية على صعيد التقنيات أو الاخراج، أن تقدّم الدعم للاذاعة من دون أي شروط».