«سأظل بإذن الله، لا أكتب الا ما يمليه عليّ ضميري، فمصداقية الكاتب هي السمعة التي تبقى له». بهذه الكلمات المقتضبة التي غرّدها الإعلامي السعودي جمال خاشقجي (الصورة) أمس، رد على قرار ناشر صحيفة «الحياة» الأمير خالد بن سلطان، بإنهاء علاقته مع الصحيفة التي تصدر من لندن.
بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على إيقاف مقالاته في الصحيفة السعودية، وإثارته زوبعة على وسائل التواصل الإجتماعي في أيلول (سبتمبر) الماضي، لدى نشره في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، مقالاً بعنوان «السعودية لم تكن قمعية إلى هذا الحد. حالياً غير محتملة» (Saudi Arabia wasn’t always this repressive. Now it’s unbearable)، يبدو أن قرار الفصل قد اتخذ. تحدث خاشقجي وقتها في هذا المقال، عن قرار إيقافه عن الكتابة في «الحياة» على خلفية تصريحاته الداعمة للإسلاميين. سخر من الوعود التي طرحها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول الإصلاحات الإجتماعية والإقتصادية في المملكة، وجعل البلاد أكثر «إنفتاحاً وتسامحاً». ركّز المقال على حملات الإعتقال التي حدثت أخيراً، وعن معتقلات إختيارية أخرى في المنفى سواء في لندن أو في تركيا لسعوديين هربوا من سطوة النظام القائم. وصف خاشقجي في مقاله الذي ترجمته الصحيفة الأميركية إلى العربية، السعودية بأنّها باتت تحوي «مناخاً من الخوف والترهيب»، خصوصاً لناحية قرارها بـ «إجتثاث الإسلاميين».
اليوم، أعلن رسمياً عن قرار إخراج خاشقجي من «الحياة»، وقد نشرت الأخيرة بياناً وصفت ما يقوم به الإعلامي السعودي بـ «التجاوزات»، سيما «مشاركته في لقاءات مشبوهة تسعى الى النيل من المملكة والإساءة إليها». والمقصود هنا، مشاركة خاشقجي في مؤتمر سياسي نظم أخيراً في لندن، لـ «المعارضة السعودية» تحت عنوان : «السعودية أخطاء الماضي وخطر المستقبل»، وجاء برعاية قطر. البيان الصادر عن ناشر الصحيفة، لفت الى أن «لجوء الكاتب للإعلام الغربي (..)، دفع الأمير خالد بن سلطان إلى إصدار قراره بقطع علاقة الصحيفة بالكاتب»، معلّلاً الأمر بأن سلوك خاشقجي «يشكل إنتهاكاً لسياسة وميثاق شرف صحيفة الحياة». وختم البيان بالقول: «لن تسمح (الحياة)، بأن ينتسب لها من يحيد عن سياستها التحريرية المتبعة، وفق ميثاق شرفها، وستقف بحزم ضد كل من يسعى الى توظيف الصحيفة بتاريخها ومكانتها (..) وتجييرها لأغراض مشبوهة ضد اي دولة عربية كانت».