في عام 2004، أبصرت قناة «الحرّة» النور، وحاولت أن تخاطب العرب بلغتها الخاصة. يومها، كانت الحكومة الأميركية التي تموّل المحطة، تعلّق الكثير من الآمال على شاشة خُصّصت لها مبالغ خيالية، لكن مهمتها الإعلامية الأولى أن تكون الذراع الإعلامية للسياسة الأميركية في المنطقة.
رغم الميزانية الضخمة التي كانت تُصرف على «الحرّة» بمكاتبها المتوزّعة على مختلف الدول، لم تترك المحطة أثراً لدى المشاهد العربي. مرّت القناة بالعديد من المطبّات المادية، آخرها ما تعانيه اليوم، مما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبلها. قبل شهر تقريباً، تمّ تعيين ألبيرتو فرنانديز (1958 ــ الصورة) رئيساً لـ «شبكة الشرق الاوسط للارسال» (MBN) التي تضمّ قناة «الحرّة»، وهو كوبي الأصل ويتحدّث العربية بطلاقة. لكن الأهمّ من كل هذا أن فرنانديز كان دبلوماسياً ومحلّلاً سياسياً منحّكاً متخصصاً في قضايا الشرق الأوسط، وعمل منسقاً لـ «مركز الإتصالات الإستراتيجية لمكافحة الإرهاب» التابع لوزارة الخارجية الأميركية. عند تسّلمه منصبه الجديد، إجتمع بالموظفين معرباً عن عدم رضاه عن أداء القناة، وكاشفاً عن المخطط الذي وضعه وأسماه «إعادة هيكلة». يومها، قال ألبيرتو في تصريح إعلامي إنّ «الحرّة» حالياً «بلا قلب وبلا روح». أولى الخطوات التي قام بها فرنانديز كانت الاستغناء عن نحو 50 شخصاً من العاملين في واشنطن، من بينهم نحو 6 لبنانيين إنضموا إليها عند تأسيسها، ليتضّح لاحقاً أن الإدارة الأميركية قلّصت ميزانية «الحرّة» بنسبة تقدّر بثلاثين في المئة 30 % مقارنة بالسنوات السابقة. أمر ستظهر نتائجه في الفترة المقبلة. كما نتج عن تقليص الميزانية إقفال قسمي الإقتصاد والرياضة في «الحرّة» لأسباب لم تُعرف، إذ يغيب عن نشرات الأخبار كل ما له علاقة بالأنشطة الرياضية والأحداث الاقتصادية. كذلك، ينتظر العاملون في برنامج «اليوم» (يومياً ــ السابعة مساءً بتوقيت بيروت) الذي يُعرض خمسة أيام في الأسبوع، مصيرهم بعد تجميد العمل اليومي. يرى المدير الجديد أنّ العمل التلفزيوني يجب تقليص تكاليفه، وربّما تحويله إلى برنامج صباحي، غير أنّ هذه الفكرة غير قابلة للتنفيذ بسبب إختلاف التوقيت بين الولايات المتحدة والدول العربية. فماذا سيكون مصير «الحرة» خلال الفترة المقبلة؟